المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جنود اخفياء


روح
11-13-2008, 12:48 AM
كم من المصاعب لقيها ذلك العامل الذي أضناه حمل الطوب وشمس الظهيرة تلسعه هو ورفاقه كل يوم..حتى استطالت ناطحة السحاب تلك..ثم جاء يوم الافتتاح فقُص الشريط وإذا بأولئك المساكين يقطر منهم العرق وهم لم يشهدوا لذة إنجازهم ولو بحضور ذلك الحفل..

كم من الناس يعرف أولئك الذين لولا الله ثم كفاحهم..لم تقم تلك الشاهقة ولاجزء منها..

ربما لا أحد وربما عرفوهم اليوم ونسوهم غداً..

تلك صورة من ميدان الحياة نشهدها كثيراً..

ونظيرها في ميدان الدعوة والجهاد والعمل في سبيل الله .. كثير أيضاً..

أولئك هم "الجنود الأخفياء"

عمال الآخرة..

لا يهمهم أن يعم ذكرهم الأرجاء..بل غايتهم رب الأرض والسماء..

ولا يتحسرون على فوات حظهم من الدنيا.. بل يزيدهم ذلك سعياً وجداً..


::

أما أحدهم فإن نازعه غروره أو هتف به المادحون "أنت أنت.. من مثلك"..

ارتفع صوت الضمير بداخله يعاتبه بإلحاح : "أنت أعلم بنفسك منهم.."
فيغض طرفه ويتذكر عيبه ونقصه..ويدرك أن مقالهم "فتنة" فيمضي دون أن يلوي على أحد..أو يلتفت لثنائه..

ثم لا يهمه بعد..أزجيت له المدائح أم كيلت له المذام..

ومع كل هذا فإنه لا يعرف العيش على هامش الحياة..

فحينما تنشده المواقف تجده يستنفر كل طاقاته ويسير إليها بكل إرادته..وكأن المسؤولية أوكلت إليه وحده..
فيهب إليها بروح قيادية متحملاً كل المشاق..لا يسأل أين هذا وذاك ولا ينتظر من يحمل عنه الأعباء أو يخفف عنه ذلك الحمل..

ثم إذا كان في ساحة الموقف..ينظر في أي موضع ينبغي أن يكون..لا يبالي إن كان رئيساً أم مرؤوساً..آمراً أم مأموراً.."إن كان في الساقة كان في الساقة وإن كان في الحراسة كان في الحراسة"

همه أن يعم النفع..وغايته أن يبذل..

يبتغي وجه الله..

ويقصد بلوغ الدرجات العلى بنيته..وحسبه..

هو في عرف البعض "نكرة" لا أحد يعرفه ولا شهرة تبرزه..

عمله منسي..وجهده مغمور..

لكن التاريخ يزخر بأمثاله ممن يعلم الله إيمانهم ولن يضيع يوم القيامة سعيهم..



::

"الجنود الأخفياء"
هم أولئك الذين يمثلون "العمل لوجه الله"

ويعلمون الناس أنه ليس شعاراً نتغنى به..بل هو قمة لا تعتلى إلا باختبار وفتنة..وجهد ونصب..


نرفع الراية "لله"

ونظن أن الناس ستقبل إلينا بأنفس بشوشة..وصدور رحبة..

قد تكون هكذا البداية..

لكن..سرعان ما يديرون ظهورهم..ويبدأ التمحيص..

حينها تتجلى حقيقة العمل..

إن أحجمت عن البذل..أو أمسكت عن العطاء..

أو رأيت من نفسك إعراضاً.فتنحيت عن مهمتك والدور الذي سخرت له طاقتك..
فاعلم أن هناك خلل في بنائك الأول..
تلك خسارة الدنيا..فلا تخسر أخراك لأجل الناس..

(من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب)

::


قد أفلح من أرخص لله ذاته..

وإن ذلت..فهي في الدرجات العلى أرفع..

نايف العميم
11-13-2008, 02:43 AM
أختي الكريمة : مرحبا بك ويشرفنا تواجدك .
ماأكثرهم ولله الحمد يعملون الخير ويساعدوا الضعفاء ولا يريدون الأجر إلا من رب العالمين .
قصة تذكرتها الآن عن شخص أعرفه , وكان يرسل الأكل واللبن لإمرأة عجوز واولادها بصورة مستمرة ولا يعلمون هم بشخصيته ,وعندما توفاه الله ,انقطع عنهم ما كان يأتيهم , ثم عرفوا أنه هو المتصدق عليهم بالسر.
وفي الجهة المقابلة ما أكثر المتشدقين بالعمل الصالح وبفعل الخير وفي الحقيقة والواقع هم أبعد ما يكونون عن ذلك .
اللهم لا تحرمنا الأجر في الدنيا والآخرة .

بــــدر*
11-13-2008, 05:14 AM
اختي الفاضله
بارك الله فيك لا تحرمينا من هذا الابداع
فنحن بحاجه لمن هن بفكرك ومثاليتك ،.،

سعود الحزام
11-13-2008, 06:25 AM
اولا
الاخت الفاضله روح شكر لهذا الاطراء وهذا الحس الصادق
ثانيا
يعلم الله ينقصنا الكثير من الجنود الاخفياء . . . . .

برقا سرا
11-13-2008, 10:20 AM
أختى الفاضلة هأولئك هم الجنود هم عمال الأخرة لا يهمهم أن يعمم ذكرهم بل غايتهم رب الأرض

والسماء وهم لايتحسرون على فوات حظهم من الدنيا بل يزيدهم ذلك سعيا

لله درهم أولئك الجنود00000 بارك الله فيك أختى الفاضلة

جزاء السلطاني
11-13-2008, 11:58 PM
جلعنا الله وأياكِ منهم أختي روح

أثابكِ الله