نايف العميم
05-20-2012, 01:01 PM
العبيكان والسفينة ومستنقع الإصلاح
عندما يكسر طفل صغير زجاج نافذة فالأمر رغم أنه خطأ لكنه يعتبر مفهوما نوعا ما , ضمن حدود عقل هذا الطفل وإدراكه لما حوله وعواقب فعلته .
أما عندما يقدم رجل كبير السن مكتمل العقل على ذلك فهو حتما بتصرفه هذا يثير الكثير من علامات الاستفهام الكبرى عن دوافعه وأهدافه وظروفه .
لست ممن يدخلون إلى نوايا الأشخاص فهذه لا يعلمها إلا الله تعالى .
ولكن نعتب على فضيلة الشيخ العبيكان كلامه بهذه الطريقة في هذا الظرف الحساس والدقيق دوليا وإقليميا وداخليا .
وحتى لو( صحت ) الرسالة التي حاول الشيخ أن يوصلها , فهو أخطئ بلا شك بكيفية إيصالها .
فنصح ولي الأمر في أي أمر , لا يجوز المجاهره به أمام الملأ .
وهذا نهج كبار السلف المتأخرين منهم والمتقدمين , وليس نهج الشيخين (بن باز وبن عثيمين) رحمهما الله عنا ببعيد , حيث ظهرت بعد وفاتهما مناصحاتهما لولاة الأمر وكانت تتم بكيفية هادئة وسرية بدون مجاهره او تهويل .
وكان بإمكان فضيلة الشيخ العبيكان التوجه وإبلاغ نصيحته إلى سمو ولي العهد أو سمو وزير الدفاع أو غيرهما من الأسرة الكريمة , وهم حتما سيستمعون له لما له من مكانة كبيرة في قلوبهم , وحينها يكون قد أدى أمانة النصح بدون أن يضر بأمن الوطن وصورته.
كما أن شيخ بحجم علمه وفضله لن يفتقد الطريقة المثلى لإبداء النصح .
أما أن يتحدث الشيخ الفاضل بهذه الطريقه التي يتلاقفها أعداء الوطن في الداخل والخارج ويبنون عليها قصص وأمورا تسهم في تحقيق مراميهم الحاقدة على الوطن , فهذا ما نرفضه كمواطنين ونقف ضده , ونقول لمن أقدم عليه (ولو كنا نحبه ): لقد أخطأت خطأ كبيرا .
أخطأت في حق ولي الأمر الذي وثق بك .
أخطأت في حق نفسك .
أخطأت في حق الوطن .
أخطأت في حق المواطن الذي أحبك وكثيرا ما إستأنس برأيك وفكرك .
أخطأت بأن أظهرتنا ضعفاء ومتفككين أمام أعدائنا .
مستنقع الإصلاح
العديد من أبناء الوطن يدفعهم حماسهم في محاربة الفساد إلى ارتكاب الأخطاء الجسيمة والوقوع في مستنقع الاصلاح.
الفساد المالي والإداري موجود وباعتراف كبار المسؤولين , ومحاربته ما زالت قاصرة ودون المأمول وتتم بصورة بطيئة , بل ومعكوسة , حيث يتم محاربة الفساد بطريقة تصاعديه من أسفل الهرم إلى أعلاه , والصحيح أن تتم بطريقة تنازلية من الأعلى إلى الأسفل .
ولكن كل هذا لا يعطينا الحق في تدمير الوطن والتقليل من منجزاته وتعريض الأمن القومي لاختلالات غير محسوبة العواقب , وفي هذا الوقت الحرج للغاية .
وحسن النية والمقصد لا يعني الحرية في ثقب جدران سفينة الوطن .
فنحن مثل ركاب السفينة الواحدة وسط الأمواج العاتية ووصولها إلى بر الإمان يتطلب منع أي راكب من تحطيم قطعة صغيرة من أخشابها بحجة اشعالها لإضاءة المكان للآخرين .
رسائل
إلى من يدافع عن الشيخ الفاضل :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (انصر أخاك ظالما أو مظلوما . قالوا : يا رسول الله ، هذا ننصره مظلوما ، فكيف ننصره ظالما ؟ قال : تأخذ فوق يديه) صحيح البخاري .
إلى من يهاجم الشيخ الفاضل :
لنحفظ الود فيما بيننا ولا ننسى فضائل شيوخنا , ولا ندخل في نوايا الشيخ ونتهمه بما ليس فيه , ولنضع بين أعيننا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا اؤتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر).
وقد يتحجج البعض بعدة فتاوى للشيخ يعتبرونها خروج عن الآراء الشرعية المألوفة مثل رضاع الكبير وفك السحر بالسحر , وهنا يجب أن يترك المجال للعلماء والمشايخ فقط , فهم أقدرعلى مناقشة الأمور الشرعية ومقارعة الحجة بالحجة .
إلى من ينشد محاربة الفساد :
اصلاح أداء الوزارات يبدأ باصلاح الوزراء أنفسهم .
ولا إصلاح بدون عقاب حقيقي وفوري وملموس من الجميع .
كتبه:
نايف العميم .
إخبارية عرعر
عندما يكسر طفل صغير زجاج نافذة فالأمر رغم أنه خطأ لكنه يعتبر مفهوما نوعا ما , ضمن حدود عقل هذا الطفل وإدراكه لما حوله وعواقب فعلته .
أما عندما يقدم رجل كبير السن مكتمل العقل على ذلك فهو حتما بتصرفه هذا يثير الكثير من علامات الاستفهام الكبرى عن دوافعه وأهدافه وظروفه .
لست ممن يدخلون إلى نوايا الأشخاص فهذه لا يعلمها إلا الله تعالى .
ولكن نعتب على فضيلة الشيخ العبيكان كلامه بهذه الطريقة في هذا الظرف الحساس والدقيق دوليا وإقليميا وداخليا .
وحتى لو( صحت ) الرسالة التي حاول الشيخ أن يوصلها , فهو أخطئ بلا شك بكيفية إيصالها .
فنصح ولي الأمر في أي أمر , لا يجوز المجاهره به أمام الملأ .
وهذا نهج كبار السلف المتأخرين منهم والمتقدمين , وليس نهج الشيخين (بن باز وبن عثيمين) رحمهما الله عنا ببعيد , حيث ظهرت بعد وفاتهما مناصحاتهما لولاة الأمر وكانت تتم بكيفية هادئة وسرية بدون مجاهره او تهويل .
وكان بإمكان فضيلة الشيخ العبيكان التوجه وإبلاغ نصيحته إلى سمو ولي العهد أو سمو وزير الدفاع أو غيرهما من الأسرة الكريمة , وهم حتما سيستمعون له لما له من مكانة كبيرة في قلوبهم , وحينها يكون قد أدى أمانة النصح بدون أن يضر بأمن الوطن وصورته.
كما أن شيخ بحجم علمه وفضله لن يفتقد الطريقة المثلى لإبداء النصح .
أما أن يتحدث الشيخ الفاضل بهذه الطريقه التي يتلاقفها أعداء الوطن في الداخل والخارج ويبنون عليها قصص وأمورا تسهم في تحقيق مراميهم الحاقدة على الوطن , فهذا ما نرفضه كمواطنين ونقف ضده , ونقول لمن أقدم عليه (ولو كنا نحبه ): لقد أخطأت خطأ كبيرا .
أخطأت في حق ولي الأمر الذي وثق بك .
أخطأت في حق نفسك .
أخطأت في حق الوطن .
أخطأت في حق المواطن الذي أحبك وكثيرا ما إستأنس برأيك وفكرك .
أخطأت بأن أظهرتنا ضعفاء ومتفككين أمام أعدائنا .
مستنقع الإصلاح
العديد من أبناء الوطن يدفعهم حماسهم في محاربة الفساد إلى ارتكاب الأخطاء الجسيمة والوقوع في مستنقع الاصلاح.
الفساد المالي والإداري موجود وباعتراف كبار المسؤولين , ومحاربته ما زالت قاصرة ودون المأمول وتتم بصورة بطيئة , بل ومعكوسة , حيث يتم محاربة الفساد بطريقة تصاعديه من أسفل الهرم إلى أعلاه , والصحيح أن تتم بطريقة تنازلية من الأعلى إلى الأسفل .
ولكن كل هذا لا يعطينا الحق في تدمير الوطن والتقليل من منجزاته وتعريض الأمن القومي لاختلالات غير محسوبة العواقب , وفي هذا الوقت الحرج للغاية .
وحسن النية والمقصد لا يعني الحرية في ثقب جدران سفينة الوطن .
فنحن مثل ركاب السفينة الواحدة وسط الأمواج العاتية ووصولها إلى بر الإمان يتطلب منع أي راكب من تحطيم قطعة صغيرة من أخشابها بحجة اشعالها لإضاءة المكان للآخرين .
رسائل
إلى من يدافع عن الشيخ الفاضل :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (انصر أخاك ظالما أو مظلوما . قالوا : يا رسول الله ، هذا ننصره مظلوما ، فكيف ننصره ظالما ؟ قال : تأخذ فوق يديه) صحيح البخاري .
إلى من يهاجم الشيخ الفاضل :
لنحفظ الود فيما بيننا ولا ننسى فضائل شيوخنا , ولا ندخل في نوايا الشيخ ونتهمه بما ليس فيه , ولنضع بين أعيننا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا اؤتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر).
وقد يتحجج البعض بعدة فتاوى للشيخ يعتبرونها خروج عن الآراء الشرعية المألوفة مثل رضاع الكبير وفك السحر بالسحر , وهنا يجب أن يترك المجال للعلماء والمشايخ فقط , فهم أقدرعلى مناقشة الأمور الشرعية ومقارعة الحجة بالحجة .
إلى من ينشد محاربة الفساد :
اصلاح أداء الوزارات يبدأ باصلاح الوزراء أنفسهم .
ولا إصلاح بدون عقاب حقيقي وفوري وملموس من الجميع .
كتبه:
نايف العميم .
إخبارية عرعر