حمود العنزي
11-24-2008, 11:06 AM
لا يكاد يمر يوم وآخر إلا وتفجعنا الصحف بما تحمله من أخبار عقوق الأبناء للوالدين، ليس فقط بمخالفة رأيهما أو عدم احترامهما وإنما بالاعتداء عليهما ضرباً وقتلاً، في الوقت الذي ينهى رب العزة والجلال أن نقول لهما (أف) إذ يقول سبحانه وتعالى بسورة الاسراء: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً).
في كتاب للإمام القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الســلام الناشري المتوفى عام 906هـ - رحمه الله – بعنوان: «موجب دار السلام في بر الوالدين وصلة الأرحام».
وقد طبع الكتاب على نفقة الشيخ اسماعيل جمال الحريري – رحمه الله – وجاء في المقدمة: إن حقوق الوالدين وسائر الأرحام من أهم الواجبات في تشريع الاسلام، كيف وقد قرن المولى تقدست أسماؤه شكره بشكر الوالدين فقال: (أن اشكر لي ولوالديك) لأن المولى سبحانه هو الموجد الحقيقي للأولاد، والأبوين هما الموجدان بالسببية، ولذا قضى سبحانه وتعالى بإفراده بالعبادة، وقرن ذلك بالإحسان إليهما، لاسيما في أخريات حياتهما، كما قال سبحانه: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلاتقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً).
وتقييد القرآن الكريم في قوله تعالى: (إما يبلغن عندك الكبر) بالظرف (عندك) فيه إشارة وتلميح إلى الحث على إنزال الأبوين لدى الأولاد، ليكونا قريبين يسهل الدخول عليهما عن كثب، ولا يشق تكراره عليهم، فإن هذا من البر.
بيد أن طائفة من الناس في عصرنا الحاضر عملوا بضد هذا التوجيه، فأبعدوهما عن مكان اقامتهم، تخلصاً من عبء القيام بشؤونهما.
وهذا مسلك خطير، وجفاء كبير، يخشى على صاحبه من مغبة ذلك، بل إن فريقاً من الناس بلغ بهم العقوق والجفاء إلى حد أنهم يدخلون آباءهم إلى المراكز المختصة بالمسنين، ليواروهم بذلك عن أعينهم، ثم يسدلوا عليهم ستار النسيان، وهذا من العقوق واللؤم المشينين، وهو جحود لحقوق الأبوين، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
إذن فالأمر عظيم، والخطب جسيم، والقضية تخص كل مكلف بعينه، لذلك طفحت السنة الغرَّاء بالترغيب في البر والصلة، والترهيب من العقوق والقطيعة، إضافة إلى نصوص التنزيل الحكيم.
رحم الله المؤلف والناشر الذي تولى أبناؤه طباعة الكتاب على نفقته.
* آيـــــــــة :
يقول الحق سبحانه وتعالى بسورة «الأحقاف»: (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا).
* وحديث :
عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلاً قال: «يا رسول الله ما حق الوالدين على ولدهما؟ قال: هما جنتك ونارك».
* شعر نابض :
لأمير الشعراء أحمد شوقي قوله متحدثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فإذا رحمت فأنت أم أو أب
هذان في الدنيا هما الرحماء
في كتاب للإمام القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الســلام الناشري المتوفى عام 906هـ - رحمه الله – بعنوان: «موجب دار السلام في بر الوالدين وصلة الأرحام».
وقد طبع الكتاب على نفقة الشيخ اسماعيل جمال الحريري – رحمه الله – وجاء في المقدمة: إن حقوق الوالدين وسائر الأرحام من أهم الواجبات في تشريع الاسلام، كيف وقد قرن المولى تقدست أسماؤه شكره بشكر الوالدين فقال: (أن اشكر لي ولوالديك) لأن المولى سبحانه هو الموجد الحقيقي للأولاد، والأبوين هما الموجدان بالسببية، ولذا قضى سبحانه وتعالى بإفراده بالعبادة، وقرن ذلك بالإحسان إليهما، لاسيما في أخريات حياتهما، كما قال سبحانه: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلاتقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً).
وتقييد القرآن الكريم في قوله تعالى: (إما يبلغن عندك الكبر) بالظرف (عندك) فيه إشارة وتلميح إلى الحث على إنزال الأبوين لدى الأولاد، ليكونا قريبين يسهل الدخول عليهما عن كثب، ولا يشق تكراره عليهم، فإن هذا من البر.
بيد أن طائفة من الناس في عصرنا الحاضر عملوا بضد هذا التوجيه، فأبعدوهما عن مكان اقامتهم، تخلصاً من عبء القيام بشؤونهما.
وهذا مسلك خطير، وجفاء كبير، يخشى على صاحبه من مغبة ذلك، بل إن فريقاً من الناس بلغ بهم العقوق والجفاء إلى حد أنهم يدخلون آباءهم إلى المراكز المختصة بالمسنين، ليواروهم بذلك عن أعينهم، ثم يسدلوا عليهم ستار النسيان، وهذا من العقوق واللؤم المشينين، وهو جحود لحقوق الأبوين، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
إذن فالأمر عظيم، والخطب جسيم، والقضية تخص كل مكلف بعينه، لذلك طفحت السنة الغرَّاء بالترغيب في البر والصلة، والترهيب من العقوق والقطيعة، إضافة إلى نصوص التنزيل الحكيم.
رحم الله المؤلف والناشر الذي تولى أبناؤه طباعة الكتاب على نفقته.
* آيـــــــــة :
يقول الحق سبحانه وتعالى بسورة «الأحقاف»: (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا).
* وحديث :
عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلاً قال: «يا رسول الله ما حق الوالدين على ولدهما؟ قال: هما جنتك ونارك».
* شعر نابض :
لأمير الشعراء أحمد شوقي قوله متحدثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فإذا رحمت فأنت أم أو أب
هذان في الدنيا هما الرحماء