المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة الأمام الشافعي رحمه الله..


أبو الوليد
12-01-2008, 11:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه قصيدة الأمام الشافعي رحمه الله تعالى قالها عند موته.

وهذه القصيده ذكرها الأمام الذهبي في السير (سير أعلام النبلاء).

وقال أن هذه القصه ثابته عن الأمام الشافعي.

وعندما تقرأ وتستمع إلى هذه القصيده تتعجب من تواضع هذا الأمام وأحتقاره لنفسه وأفتقاره إلى ربه سبحانه وتعالى.

وهذا هو شأن العلماء الذين يعرفون الله فخشعوا له وتواضعوا بين يديه.

يقول الأمام الشافعي رحمه الله:





إليك إلــه الخلق أرفـــع رغبتــــي = وإن كنت يــاذا الــمنِّ و الجود مجرما
وَلَمّــا قَســا قَلبي وَضـاقَت مَذاهِبي = جَعَلتُ الرَّجـــا مِنّــي لِعَفـــوِكَ سُلمـــا
تَعـــاظَمَني ذَنبـــي فَلَمّــــا قَـــرَنُتهُ = بِعَفـــوِكَ رَبّي كَـــانَ عَفــوُكَ أَعظَمــا
فَمَا زِلتَ ذَا عَفوٍ عَنِ الذَّنبِ لَمْ تَزَل = تَجــــودُ وَتَعفُـــــو مِنــةً وَتَــكَرمـــــا
فَلَولاَكَ لَـــمْ يَصمُد لإِبليسَ عــــابِدٌ = فَــكَيفَ وَقَـــدْ أَغــوى صَفِيــكَ آدَمـــا
فَلِلهِ دَر الْعَـــارِفِ النَـــدبِ إِنــــــهُ = تَـفيضُ لِفَــرطِ الــوَجدِ أَجفـــانُهُ دَمـــا
يُقيمُ إِذا مـــا اللـيل مـــد ظــــلامه = علــى نفســه من شدة الخـوف مأتمــا
فصيحــا إذا مَــا كــانَ في ذَكرِ رَبهِ = وَفي مَا سِواهُ فـي الوَرى كَانَ أَعجَمـا
وَيَذكُرُ أَيّــامــاً مَضَت مِنْ شَبــــابِهِ = وَمَــا كَــانَ فِيهَــا بِالجَهـــالَةِ أَجرَمـــا
فَصــارَ قَرينَ الهَـمِ طـــولَ نَهـــارِهِ = أَخــا الشُهدِ وَالنَجوى إِذا اللَيلُ أَظلَمـا
يَقولُ : حَبيبي أَنتَ سُؤلــي وَبُغيَتي = كَفــى بِكَ لِلــراجينَ سُــؤلاً وَمَغنَمـــا
أَلَستَ الـــذِّي غَذيتَنــي وَهَدَيتَنـــي = وَلاَ زِلــتَ مَنّــانـــاً عَلَــي وَمُنعِمـــــا
عَســـى مَنْ لَهُ الإِحسانُ يَغفِرُ زَلتي = وَيَــستُرُ أَوزاري وَمَـــا قَــدْ تَقَدمـــا
تعـــاظمني ذنبي فـــأقبلت خــــاشعا = ولــولا الرضـــا ماكنت يـارب مُنعنا
فـــإن تعف عني تعف عـــن متمرد = ظلـــوم غشوم لا يـــزايل مـــأثمـــا
فـــإن تنتقم منـــي فلســت بـــــآسٍ = ولــو أدخلوا نفســي بجرم جهنمـــا
فجرمـــي عظيم من قديم وحـــــادثٍ = وعفـوك يـأتي العبد أعلى و أجسما
حوالـــى فضل الله من كل جـــــانب = ونــور من الــرحمن يفترش السمـا
و فــي القلب إشراق المحب بوصله = إذا قارب البشرى و جاز الى الحمى
حوالـــى إينــــاس من الله وحــــده = يطـــالعني في ظلمـــة القبر أنجمـــا
أصــون ودادي أن يدنسه الهـــوى = و أحفـــظ عهــد الــحب أن يتثلمـــا
ففـي يقظتي شوق وفي غفوتي مني = تــلاحق خطــوى نشوة و ترنمــــا
و مـن يعتصم بالله يسلم من الوراى = و مــن يرجه هيهــات أن يتندمـــا


أسأل الله العلي القدير أن يغفر لنا ويرحمنا ويثبتنا على طاعته.

كل الشكر للأخ القدير / أبو عثمان على التصحيح

عبدالعزيز السلطاني
12-01-2008, 01:16 PM
من تواضع لله رفعه


شكرا لك أخي العزيز على هذه القصيدة الرائعة

روحي تحبك
12-01-2008, 02:10 PM
مشكووور علي القصيده

أبو عثمان
12-01-2008, 08:29 PM
ولمــا قسى قلبي وضــاقت مذاهبي = جعلت الرجــاء منـي لعفوك سلمــا
تعـــاضمني ذنبـــي فلمـــا قــــرنته = بعفــوك ربــي كــان عفوك أعظما

أخي الحبيب أبا الوليد :
قصيدة مؤثرة في زمن الغفلة , فما أحوجنا لتفكر في هذه المعاني ,
وأن ننظر إلى تقصيرنا وإسرافنا في جنب الله , علينا أن نحاسب أنفسنا
ما دمنا قادرين على ذلك , علينا أن نفتش صفحة أعمالنا بين الفينة والفينة ,
تخيل حال هذا الإمام الزاهد وهو من هو علما وصلاحا يقف بين يدي الله
وتلهج نفسه بهذه المناجاة , تخيل الدمعة تسيل على وجنتيه ,
خرجت كلماته من قلب صادق استشعر عظمة الله , وخاف من عقابه ,
وطمع في ثوابه . اللهم لا تحرمنا
شكرا يأخي خالد على الانتقاء البديع الذي نحتاج لمثله كثيرا ,
مللنا قصص الحب والغرام والهيام
بارك الله فيك ورعاك.