المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أين نحن من ذلك ..


أبو الوليد
02-08-2009, 02:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

حكى عبد الواحد بن زيد فى كتاب التوابين قال : ركبنا سفينه فى سفر لنا فهاجت الريح فألجأتنا الى جزيرة فى البحر فرأينا رجل يعبد صنماً فقلنا ما تعبد ؟
فأشار لهذا الضنم وقال : وأنتم ما تعبدون ؟ قلنا نعبد الذى فى السماء عرشه وفى الارض سلطانه وفى الاحياء والاموات قضاؤه قال فما دليلكم عليه ؟قلنا :
بعث الينا رسوله قال واين هو ؟ قلنا قبضه الله اليه قال فما علامتكم عليه ؟ قال : ترك لنا كتاب الملك قال أرونيه قال عبد الواحد : فدفعنا له مصحفاً قال :
لا أحسن هذا يقول عبد الواحد فقرأنا عليه سورة من كتاب الله فما زلنا نقرأ ويبكى نقرأ ويبكى فلما أنتهينا من قراءت السوره قال ما ينبغى لمن كان هذا كلامه أن يعصى قال عبد الواحد فعلمنه من شرائع الاسلام وبعض سور القرآن
فلما هدأت الريح أخذناه معنا فى السفينه فلما جن الليل أخذ كل واحد منا مضجعه فقام هذا الرجل ينادى يا قوم فقلنا ماذا تريد ؟ قال أإلهكم الذى دللتمونى عليه ينام قلنا مولانا حى قيوم لاينام قال :بئس العبيد انتم تنامون ومولاكم لاينام ثم أخذ فى العباده حتى الصباح يقول عبد الواحد فلما أقتربنا من بلدتنا جمعنا له بعض المال ليستعين بها على بعض حوائجة فلما دفعناها اليه قال سبحان الله دللتمونى على طريق لم تسلكوه كنت اعبد صنما فى جزائر البحر فلم يضيعنى فكيف بعد ما عرفته 0

نخرج من هذه القصة ببعض الفوائد منها

1- تأثير القرآن على القلوب انظر الى حال هذا الرجل الذى يطرق القرآن سمعه لاول مره فلا يتمالك نفسه من البكاء وانظر الى حالنا نستمع الى كلام الله ليل نهار ولايحرك فينا ساكناًوذلك لقسوة قلوبنا ولا حوله ولا قوة إلا بالله يقول عثمان رضى الله عنه : لو طهرت قلوبكم ماشبعت من كلام ربكم0

2-انظر الى فقه الرجل رغم حداثة تدينه يقول لهم بئس العبيد انتم تنامون ومولاكم لاينام ثم يقوم الليل حتى الصباح فاين نحن من قيام الليل الذى هو دليل الايمان يقول ربنا جل وعلا ( انما يؤمن باياتنا الذين اذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لايستكبرون 0تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ) وهوكذلك دليل الاحسان قال تعالى
( ان المتقين فى جنات وعيون اخذين ما اتاهم ربهم انهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون )

3-حسن التوكل على حيث علم الرجل ان الذى رزقه وهو يعبد غيره لن يضيعه وهو يعبده وحده فاين نحن من ذلك 0

منقول للفائده ..

أميرة الذوق
02-08-2009, 02:53 AM
جزاك الله خيراً

نقل موفق وقصه مؤثره وفيها عبره

تقبل مروري

علي القدير
02-08-2009, 09:44 AM
شكرا اخي خالد وجزاك الله عنا كل الخير
فعلا للقران فوائد لا تعد ولا تحصى قال تعالى [ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ]

[ يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ]

فالقرآن شفاء ورحمة وتفاؤل لتلقى ما في القرآن من صفاء وطمأنينة وأمان

وهذه القصة التي ذكرها ابن الجوزي عن عبدالواحد بن زيد عن هذا الرجل الذي لما أسلم وجهه لله طرح المخلوقين من حساباته ، فغنيهم فقير ، و كلهم ضعيف و كيف يتوكل ميت على ميت : (فتوكل على الحي الذي لا يموت و سبح بحمده).

حقيقة التوكل:

قال ابن رجب: ( هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح، ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة وكِلَة الأمور كلها إليه، وتحقيق الإيمان بأنه لا يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه ).

وقال ابن القيّم: ( التوكل: نصف الدين. والنصف الثاني: الإنابة، فإن الدين: استعانة وعبادة. فالتوكل هو الاستعانة، والإنابة هي العبادة. ومنزلته أوسع المنازل وأجمعها. ولا تزال معمورة بالنازلين. لسعة متعلق التوكل، وكثرة حوائج العالمين، فأولياؤه وخاصته يتوكلون عليه في الإيمان، ونصرة دينه، وإعلاء كلمته، وجهاد أعدائه وفي محابه وتنفيذه أوامره ).

وقال الحسن: ( إن توكل العبد على ربه أن يعلم أن الله هو ثقته ).

قال سعيد بن جبير: ( التوكل جماع الإيمان ).

وقال بعض السلف: ( من سرّّه أن يكون أقوى الناس، فليتوكل على الله ).

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من قال - يعني إذا خرج من بيته - بسم الله توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له: هُديت ووُقيت، وكُفيت، وتنحى عنه الشيطان } [رواه أبو داود والترمذي]، وزاد أبو داود: { فيقول - يعني الشيطان - كيف برجل قد هُدي وكُفي ووُقي؟ }.

جعلنا الله من المتوكلين على الله حق التوكل. ورزقنا الإنابة والخضوع والحاجة له وحده دون ما سواه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله صحبه أجمعين.

عوض جبيب
02-08-2009, 09:22 PM
الغالي خالد
فوائد و عبر وحضور مميز



ارق التحااااااااايا

سلطان بن عبدالله
02-08-2009, 10:01 PM
راائع يابو وليد
بروعة ماطرحت
وماتنمه هذه القصه
وجعلنا الله من المؤمنين
المختوم على قلوبهـم ..

تحياتي لك ..

أبو الوليد
02-09-2009, 03:12 PM
أميرة الذوق ..

أسعدني مرورك ..

سيار ..

أضافتك ما زادت الموضوع الا جمالاً ..

كل الشكر على المرور المميز ..

أبو ثامر ..

أنرت متصفحي بحضورك الرائع ..

لك الود مثور ..

سلطان بن عبدالله ..

الأروع هو أطلالتك على هالمتصفح ..

لا حرمنا الله وأياك وجميع المسلمين الجنه ..

ودي وتقديري للجميع ..

ابو فايز
02-09-2009, 05:13 PM
فقد كثر المتوكلون على الملوك والآمراء و الوجهاء و الوزراء في قضاء

حوائجهم، وكثر المتوكلون على الأطباء في شفاء

مرضاهم ، كما كثر المتوكلون على الموتى والأولياء في تلبية مطالبهم

ورغباتهم ، كما يحصل من عباد القبور في طول العالم الإسلامي وعرضه .


وقل المتوكلون على الحي الذي لايموت[فتوكل على الحي الذي لا يموت و سبح بحمده]

ابو وليد تقل رائع واختيار موفق.

بارك الله فيك.

أبو الوليد
02-11-2009, 08:13 AM
هلا بـ الغالي أبو فايز ..

أسعدتني أطلالتك على هالموضع ..

وأسعدني أكثر أضافتك الرائعه ..

تقبل ودي وتقديري مصحوباً بأحترامي ..