أوركيد
03-27-2009, 10:06 AM
°« السلام عليكم ورحمة الله وبركاته »°
مَقَال اعْجَبَنِي لـِـــ
الأُستَاذ فــهد الأحمــدي :
بــِـ
’ ’ جريده الرياض ’ ’
بِعنْوَان :
[تعَلَّم قَول لا]
(( أول وَظيفة في حياتي كانت في مدرسة ثانوية جديدة تحت التأسيس . . كانت مجرد أربعة فصول تستقر في أعلى متوسطة ضخمة. . وكنا خمسة معلمين ومديراً وفراشاً نتقاسم جميعنا غرفة واحدة . . ولأنني أصغرهم سنا - ولأننا كنا في مرحلة تأسيس ونتعامل كعائلة واحدة - كنت أقوم طواعية بمعظم الأعمال الكتابية المرهقة. . فقد كنت أنا من يتولى شؤون الغياب ومسيرات الرواتب وأوراق الطلاب وخطابات التعيين - بل وحتى ماكينة التصوير. . ولأنني كنت (طيباً) ولا أقول (لا) تراكمت علي الأعمال بالتدريج لدرجة كنت أساعد بعض المعلمين - بطيب خاطر - في تحضير دروسهم الخاصة. . لم أكن حينها جبانا أو غبيا بل كنت أؤمن بمبدأ المساعدة والتعاون وحقيقة أننا نتشارك نفس الغرفة (ونأكل نفس الفول والتميز فوق السطوح) . .
غير أن الموقف تغير فجأة بعد أن أرسلت لنا ادارة التعليم وكيلا جديدا لا يعرفني (ولم يشاركني طبق الفول) وعاملني كمساعد شخصي . . وذات يوم - وفيما كنت أستعد لتناول الفطور مع بقية المعلمين - رمى على مكتبي مسيرات الرواتب (وكانت حينها تكتب يدويا) وطلب مني اعادة كتابتها من جديد. . فما كان مني إلا أن حملتها في الاتجاة المعاكس ورميتها فوق مكتبه قائلا: افعلها بنفسك . .
ورغم أنني قلت هذه الجملة بكل ثقة وهدوء إلا أن شيئا في داخلي كان يقول لي "لقد تصرفت بطريقة خاطئة" . . وحين صعدت لتناول الفطور لم أستطع كتم الخبر فأخبرت "المدير" بما حصل . . وبدل أن يلومني أو يعاتبني ضحك وقال: "من زمان وأنا أقول متى ينفجر فهد" . . وحينها فقط أدركت كم ظلمت نفسي بعجزي عن قول (لا) منذ فترة طويلة . . ومن يومها توقفت عن تقديم المساعدة لمن لا يستحقها واستعمال أقوى كلمة في جميع اللغات (لا / نو / نن / نخت / هييت / فينيتو / تدا / نيفر) . .
والعجيب أن تعلمي لكيفية استعمال هذه الكلمة أكسبني احتراما حقيقيا أكثر من الماضي؛ فمعظمنا يعتقد أن اللطف - والمبادرة بتقديم المساعدة - كفيل بكسب ود واحترام الآخرين . . ولكن الحقيقة قد تكون عكس ذلك كون "الطيبة الدائمة" تنتهي بالاستغلال والتطاول "والمساعدة الصادقة" بالاتكالية ورمي الأعباء (في حين قد يتحول لين الجانب الى سلة غسيل يرمي فيها البعض ثيابه القذرة) . . وفي المقابل حين تقول لا - بطريقة مؤدبة وابتسامة خفيفة - تثبت استقلاليتك وحرية اختيارك وهو ما يكسبك احترام الآخرين فعلا. . .
. . . وبطبيعة الحال أتوقع منك تمييز الفرق بين المساعدة - كمبادرة ذاتية وعمل نبيل - وبين استمرائها واستغلالها من قبل الآخرين . .
فالمساعدة بطبيعتهما حالة مؤقتة تصرف فقط للمحتاجين لها، ولكنها تتحول الى استغلال (واستهوان) إذا اتخذت طابع الديمومة والطلب الرسمي . . ولأنها عمل إضافي (لا تنال مقابله أجرا) يجب أن تتخذ قرارك بسرعة بناء على ظروف الشخص المقابل ومستوى علاقتك به وخلفية تعامله معك . . وفي حال لمست منه نفحة استغلال أو اتكالية فما عليك سوى أن تقول له بكل وضوح (لا؛ آسف، لا أستطيع مساعدتك) . . وحين تفعل هذا لا تخشى خسارته - بل على العكس توقع منه احترامك كصديق تعاني بدورك من ضيق الوقت وتراكم الأعمال ! !
. . ولكل من يجهل استعمال هذه الكلمة المفيدة أذكره بأننا (نحن) من يعلّم الآخرين طريقة معاملتنا وكيفية احترامهم لنا . . واليوم مثل كل يوم فرصة جديدة كي تقول (لا) دون أن تخشى خسارة أحد! !
*
نُقِل لَيس لِلتّقلِيل مِنْ مَعنَى المُسَاعَده وَالتّعَاوُن ولَكِن لِلاستِفَادَهْ مِنْ ذَلِك بِالطّرِيقَه الصحِيحَه التِي ذَكَرَهَا الكَاتِبْ . . :)
مَقَال اعْجَبَنِي لـِـــ
الأُستَاذ فــهد الأحمــدي :
بــِـ
’ ’ جريده الرياض ’ ’
بِعنْوَان :
[تعَلَّم قَول لا]
(( أول وَظيفة في حياتي كانت في مدرسة ثانوية جديدة تحت التأسيس . . كانت مجرد أربعة فصول تستقر في أعلى متوسطة ضخمة. . وكنا خمسة معلمين ومديراً وفراشاً نتقاسم جميعنا غرفة واحدة . . ولأنني أصغرهم سنا - ولأننا كنا في مرحلة تأسيس ونتعامل كعائلة واحدة - كنت أقوم طواعية بمعظم الأعمال الكتابية المرهقة. . فقد كنت أنا من يتولى شؤون الغياب ومسيرات الرواتب وأوراق الطلاب وخطابات التعيين - بل وحتى ماكينة التصوير. . ولأنني كنت (طيباً) ولا أقول (لا) تراكمت علي الأعمال بالتدريج لدرجة كنت أساعد بعض المعلمين - بطيب خاطر - في تحضير دروسهم الخاصة. . لم أكن حينها جبانا أو غبيا بل كنت أؤمن بمبدأ المساعدة والتعاون وحقيقة أننا نتشارك نفس الغرفة (ونأكل نفس الفول والتميز فوق السطوح) . .
غير أن الموقف تغير فجأة بعد أن أرسلت لنا ادارة التعليم وكيلا جديدا لا يعرفني (ولم يشاركني طبق الفول) وعاملني كمساعد شخصي . . وذات يوم - وفيما كنت أستعد لتناول الفطور مع بقية المعلمين - رمى على مكتبي مسيرات الرواتب (وكانت حينها تكتب يدويا) وطلب مني اعادة كتابتها من جديد. . فما كان مني إلا أن حملتها في الاتجاة المعاكس ورميتها فوق مكتبه قائلا: افعلها بنفسك . .
ورغم أنني قلت هذه الجملة بكل ثقة وهدوء إلا أن شيئا في داخلي كان يقول لي "لقد تصرفت بطريقة خاطئة" . . وحين صعدت لتناول الفطور لم أستطع كتم الخبر فأخبرت "المدير" بما حصل . . وبدل أن يلومني أو يعاتبني ضحك وقال: "من زمان وأنا أقول متى ينفجر فهد" . . وحينها فقط أدركت كم ظلمت نفسي بعجزي عن قول (لا) منذ فترة طويلة . . ومن يومها توقفت عن تقديم المساعدة لمن لا يستحقها واستعمال أقوى كلمة في جميع اللغات (لا / نو / نن / نخت / هييت / فينيتو / تدا / نيفر) . .
والعجيب أن تعلمي لكيفية استعمال هذه الكلمة أكسبني احتراما حقيقيا أكثر من الماضي؛ فمعظمنا يعتقد أن اللطف - والمبادرة بتقديم المساعدة - كفيل بكسب ود واحترام الآخرين . . ولكن الحقيقة قد تكون عكس ذلك كون "الطيبة الدائمة" تنتهي بالاستغلال والتطاول "والمساعدة الصادقة" بالاتكالية ورمي الأعباء (في حين قد يتحول لين الجانب الى سلة غسيل يرمي فيها البعض ثيابه القذرة) . . وفي المقابل حين تقول لا - بطريقة مؤدبة وابتسامة خفيفة - تثبت استقلاليتك وحرية اختيارك وهو ما يكسبك احترام الآخرين فعلا. . .
. . . وبطبيعة الحال أتوقع منك تمييز الفرق بين المساعدة - كمبادرة ذاتية وعمل نبيل - وبين استمرائها واستغلالها من قبل الآخرين . .
فالمساعدة بطبيعتهما حالة مؤقتة تصرف فقط للمحتاجين لها، ولكنها تتحول الى استغلال (واستهوان) إذا اتخذت طابع الديمومة والطلب الرسمي . . ولأنها عمل إضافي (لا تنال مقابله أجرا) يجب أن تتخذ قرارك بسرعة بناء على ظروف الشخص المقابل ومستوى علاقتك به وخلفية تعامله معك . . وفي حال لمست منه نفحة استغلال أو اتكالية فما عليك سوى أن تقول له بكل وضوح (لا؛ آسف، لا أستطيع مساعدتك) . . وحين تفعل هذا لا تخشى خسارته - بل على العكس توقع منه احترامك كصديق تعاني بدورك من ضيق الوقت وتراكم الأعمال ! !
. . ولكل من يجهل استعمال هذه الكلمة المفيدة أذكره بأننا (نحن) من يعلّم الآخرين طريقة معاملتنا وكيفية احترامهم لنا . . واليوم مثل كل يوم فرصة جديدة كي تقول (لا) دون أن تخشى خسارة أحد! !
*
نُقِل لَيس لِلتّقلِيل مِنْ مَعنَى المُسَاعَده وَالتّعَاوُن ولَكِن لِلاستِفَادَهْ مِنْ ذَلِك بِالطّرِيقَه الصحِيحَه التِي ذَكَرَهَا الكَاتِبْ . . :)