ابو فايز
03-29-2009, 08:22 PM
اصول الحوار(4)
بسم الله الرحمن الرحيم.
الاقرار بالاختلاف.
اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن تختلف آراء الناس في صغير الامور وكبيرها سواء في أمور الدنيا أم في أمور الدين ،وسبب ذلك انهم خلقوا مختلفين في الفهم والعلم كما خلقوا مختلفين في الامزجة والميول والرغبات ، وفي الضعف والقوة والصبر على العلم والعمل.
وسبب الاختلاف في الامور الدينيه أن اكثر نصوص القرآن والسنة ظنية الدلالة أي تحتمل أكثر من وجه من وجوه التأويل فإذا اضيف الى هذا اختلاف العقول في العلم والفهم كانت النتيجة الطبيعية اختلاف وجهات النظر. هذا فيما عدا ما هو معلوم من الدين بالضرورة وهي أساسيات الدين وأركانه : كأركان الإيمان وأركان الإسلام،فهذه مما لايجوز اختلاف الاراء فيه .
فلو كانت نصوص القران والسنه قطعيه الدلاله لاتحتمل سوى وجهة واحده من وجوه التفسير ,ولو تساوت العقول والافهام لما كان هناك اختلاف ,وهذا هو خلاف الواقع المحسوس.
ولكن اختلاف الآراء ينبغي الا يؤدي الى اختلاف القلوب ، لان اختلاف القلوب حرام وهو خطر يتهدد الإيمان كما قال رسول الله صلى عليه وسلم (لاتدخلون الجنة حتى تؤمنوا, ولا تؤمنوا حتى تحابوا......) رواه مسلم ،فالإيمان شرط لدخول الجنة ومحبة المسلمين بعضهم بعضاً شرط لكمال الايمان .
هذا مثال على الاختلاف في فهم النصوص الشرعية ولعل أفضل الامثلة ما حدث في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بين الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم :
1-أخرج البخاري ومسلم رحمهما الله في صحيحيهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الاحزاب : (لا يصلين أحد العصر الا في بني قريظة) فأدرك بعضهم العصر في الطريق ،فقال بعضهم . لانصلي حتى نأتيها ، وقال بعضهم : بل نصلي ، لم يرد منا ذلك . فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحداً منهم.
2- روى أبو سعيد ألخدري رضي الله عنه قال: خرج رجلان في سفر فحضرت الصلاة وليس معهما ماء فتيمما صعيداً طيباً،ثم وجدا الماء في الوقت فأعاد أحدهما الوضوء والصلاة ،ولم يعد الاخر، ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يعد :أصبت السنة ،واجزأتك صلاتك ،وقال للذي توضأ وأعاد لك الأجر مرتين.(1)
(1) المصدر السابق
ابو فايز
2/4/1430هـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الاقرار بالاختلاف.
اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن تختلف آراء الناس في صغير الامور وكبيرها سواء في أمور الدنيا أم في أمور الدين ،وسبب ذلك انهم خلقوا مختلفين في الفهم والعلم كما خلقوا مختلفين في الامزجة والميول والرغبات ، وفي الضعف والقوة والصبر على العلم والعمل.
وسبب الاختلاف في الامور الدينيه أن اكثر نصوص القرآن والسنة ظنية الدلالة أي تحتمل أكثر من وجه من وجوه التأويل فإذا اضيف الى هذا اختلاف العقول في العلم والفهم كانت النتيجة الطبيعية اختلاف وجهات النظر. هذا فيما عدا ما هو معلوم من الدين بالضرورة وهي أساسيات الدين وأركانه : كأركان الإيمان وأركان الإسلام،فهذه مما لايجوز اختلاف الاراء فيه .
فلو كانت نصوص القران والسنه قطعيه الدلاله لاتحتمل سوى وجهة واحده من وجوه التفسير ,ولو تساوت العقول والافهام لما كان هناك اختلاف ,وهذا هو خلاف الواقع المحسوس.
ولكن اختلاف الآراء ينبغي الا يؤدي الى اختلاف القلوب ، لان اختلاف القلوب حرام وهو خطر يتهدد الإيمان كما قال رسول الله صلى عليه وسلم (لاتدخلون الجنة حتى تؤمنوا, ولا تؤمنوا حتى تحابوا......) رواه مسلم ،فالإيمان شرط لدخول الجنة ومحبة المسلمين بعضهم بعضاً شرط لكمال الايمان .
هذا مثال على الاختلاف في فهم النصوص الشرعية ولعل أفضل الامثلة ما حدث في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بين الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم :
1-أخرج البخاري ومسلم رحمهما الله في صحيحيهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الاحزاب : (لا يصلين أحد العصر الا في بني قريظة) فأدرك بعضهم العصر في الطريق ،فقال بعضهم . لانصلي حتى نأتيها ، وقال بعضهم : بل نصلي ، لم يرد منا ذلك . فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحداً منهم.
2- روى أبو سعيد ألخدري رضي الله عنه قال: خرج رجلان في سفر فحضرت الصلاة وليس معهما ماء فتيمما صعيداً طيباً،ثم وجدا الماء في الوقت فأعاد أحدهما الوضوء والصلاة ،ولم يعد الاخر، ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يعد :أصبت السنة ،واجزأتك صلاتك ،وقال للذي توضأ وأعاد لك الأجر مرتين.(1)
(1) المصدر السابق
ابو فايز
2/4/1430هـ