الأناضول
09-11-2009, 01:31 PM
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1252588554874&ssbinary=true
جدة– اعتاد كثير من علماء ومشايخ المملكة العربية السعودية شد الرحال إلى مكة المكرمة في شهر رمضان المبارك لأداء الصلوات بين أحضان الحرم المكي الشريف وممارسة شعيرة الاعتكاف في العشر الأواخر من هذا الشهر المبارك.
ورغم ما تحمله هذه العادة من رغبة في الاستمتاع بخلوة إيمانية هادئة في أقدس بقاع الأرض تكون عاقبتها الفوز برضوان الله وغفرانه في هذا الشهر الكريم، فقد رأى بعض المشايخ والعلماء أن الداعية يجب ألا يقصر نشاطه الدعوي في رمضان على الاعتكاف وأداء الصلوات وإلا فمن سيتولى إفتاء الناس في أمور دينهم ومن سيؤمهم في هذا الشهر الكريم.
وبين هذا الفريق وذاك، اختار فريق آخر من العلماء والشيوخ طريقا وسطا حيث قرروا أن يستمروا في نشاطهم الدعوي المتكرر من وعظ وإرشاد لكن هذه المرة بين أحضان الحرم المكي وأكنافه، وبذلك يفوزون بروحانيات الحرم دون الابتعاد عن دورهم الدعوي.
المندوبيات الدعوية
وقد ساعد الفريق الأخير في أداء مهمته الدعوية داخل أكناف الحرم المكي البرامج التي تنظمها ما يطلق عليها "المندوبيات الدعوية" المنتشرة في مكة المكرمة؛ حيث تعمل، بمشاركة العلماء والمشايخ، على تنظيم نفحات إيمانية في رحاب الحرم في رمضان المبارك، وذلك بهدف تفعيل منابر الدعوة واستغلال الشهر الفضيل فيما يفيد، وبذلك يكون الدعاة قد ضربوا عصفورين بحجر واحد؛ قاموا بالاعتكاف في الحرم المكي وتمكنوا من ممارسة أنشطتهم الدعوية بين أوساط المعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام لتوعيتهم بأمور دينهم.
ومن أمثلة المندوبيات الدعوية التي لها نشاط دعوي فاعل في رمضان هذا العام "مندوبية أجياد للدعوة"، فقد نظمت برنامج "نفحات من رحاب الحرم" الذي يشارك فيه أكثر من 18 داعية معروفين للأوساط المحلية والخارجية.
وتتنوع مظاهر الوعظ في هذا البرنامج بين الحث على سماحة الإسلام الحنيف ونبذ العنف والإرهاب وتوعية المعتمرين بشئون دينهم والتركيز على الإيمانيات والروحانيات التي تتناسب مع أجواء الشهر الفضيل.
وكان للشيخ "سلمان العودة"، المشرف العام على موقع "الإسلام اليوم"، حضوره المتميز ضمن هذا البرنامج؛ حيث شارك بعدة أنشطة دعوية بينها محاضرة بعنوان "الكلمة الطيبة".
الداعية المعروف "عبدالله بن سليمان المنيع" كان له أيضًا مشاركة دعوية لكن بطعم ولون آخر بعيد عن الإيمانيات والروحانيات؛ حيث قدم محاضرة بعنوان "الإرهاب سؤال وجواب" حذر فيها من انتشار الفكر التكفيري بين أوساط الشباب.
وأثار المنيع في محاضرته تساؤلات عديدة حول ما يريده الإرهابيون من تدمير وتخويف ونشر للذعر بين الناس، ودعا إلى نبذ التطرف بكافة أشكاله.
دعاة لهم اعتكافهم
بعض الدعاة والشيوخ في المملكة لهم رأي آخر فهم لا يؤيدون مسألة الاعتكاف؛ إذ يرون أنّ هناك أمورا يستدعى الاهتمام بها أكثر من الاعتكاف، على حسب تعبيرهم.
ومن بين هؤلاء الدعاة الداعية "سعيد بن مسفر القحطاني" الذي قال في تصريح خاص لـ"شبكة إسلام أون لاين": "لا ينبغي أن يقصر الداعية نشاطه في العشر الأواخر من رمضان على الذهاب إلى المساجد وإلى الحرم المكي من أجل المكوث فيه عدة أيام".
وتساءل القحطاني: "إذا كان كل العلماء والدعاة سيعتكفون في مكة فمن سوف يفتي الناس في أمور دينهم ومن سيؤم بهم الصلاة في مساجدهم".
ويرى القحطاني أنّ من فقه الداعية أن يتوسع في مفهوم العبادة؛ بحيث يمارس عبادة تعود بالأجر الكبير عليه، فلابد من إتاحة الفرصة للآخرين على حد تعبيره للتقليل من آثار الزحام والتدافع بين المعتمرين في موسم رمضان.
وقد اختار الداعية القحطاني لنفسه اعتكافاً من نوع آخر على حسب رؤيته؛ إذ يرى أنّ إلقاء المحاضرات والدروس أفضل من العائد على الاعتكاف في مكة لأنّ المصلحة في هذه الدروس مصلحة متعدية للغير بعكس الاعتكاف والتي تكون فيه المصلحة مقتصرة على شخص واحد.
يشار إلى أن مسألة تغيب الأئمة المساجد في السعودية عن مساجدهم في رمضان بسبب السفر إلى مكة للعمرة والاعتكاف، قد أثارت منذ سنوات انتقادات كبيرة من قبل وزارة الشئون الإسلامية في السعودية التي دعت الأئمة إلى الالتزام بأداء متطلبات وظائفهم وعدم التغيب أو تركهم المساجد في رمضان بحجة العمرة أو الاعتكاف في الحرم المكي أو المدني.
لكن أئمة المساجد اعتبروا أن من حقهم التغيب عن المساجد خلال شهر رمضان بالتنسيق مع فروع وزارة الشئون الإسلامية بعد إنابة أشخاص أكفاء يجيدون تلاوة القرآن الكريم وتجويده.
جدة– اعتاد كثير من علماء ومشايخ المملكة العربية السعودية شد الرحال إلى مكة المكرمة في شهر رمضان المبارك لأداء الصلوات بين أحضان الحرم المكي الشريف وممارسة شعيرة الاعتكاف في العشر الأواخر من هذا الشهر المبارك.
ورغم ما تحمله هذه العادة من رغبة في الاستمتاع بخلوة إيمانية هادئة في أقدس بقاع الأرض تكون عاقبتها الفوز برضوان الله وغفرانه في هذا الشهر الكريم، فقد رأى بعض المشايخ والعلماء أن الداعية يجب ألا يقصر نشاطه الدعوي في رمضان على الاعتكاف وأداء الصلوات وإلا فمن سيتولى إفتاء الناس في أمور دينهم ومن سيؤمهم في هذا الشهر الكريم.
وبين هذا الفريق وذاك، اختار فريق آخر من العلماء والشيوخ طريقا وسطا حيث قرروا أن يستمروا في نشاطهم الدعوي المتكرر من وعظ وإرشاد لكن هذه المرة بين أحضان الحرم المكي وأكنافه، وبذلك يفوزون بروحانيات الحرم دون الابتعاد عن دورهم الدعوي.
المندوبيات الدعوية
وقد ساعد الفريق الأخير في أداء مهمته الدعوية داخل أكناف الحرم المكي البرامج التي تنظمها ما يطلق عليها "المندوبيات الدعوية" المنتشرة في مكة المكرمة؛ حيث تعمل، بمشاركة العلماء والمشايخ، على تنظيم نفحات إيمانية في رحاب الحرم في رمضان المبارك، وذلك بهدف تفعيل منابر الدعوة واستغلال الشهر الفضيل فيما يفيد، وبذلك يكون الدعاة قد ضربوا عصفورين بحجر واحد؛ قاموا بالاعتكاف في الحرم المكي وتمكنوا من ممارسة أنشطتهم الدعوية بين أوساط المعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام لتوعيتهم بأمور دينهم.
ومن أمثلة المندوبيات الدعوية التي لها نشاط دعوي فاعل في رمضان هذا العام "مندوبية أجياد للدعوة"، فقد نظمت برنامج "نفحات من رحاب الحرم" الذي يشارك فيه أكثر من 18 داعية معروفين للأوساط المحلية والخارجية.
وتتنوع مظاهر الوعظ في هذا البرنامج بين الحث على سماحة الإسلام الحنيف ونبذ العنف والإرهاب وتوعية المعتمرين بشئون دينهم والتركيز على الإيمانيات والروحانيات التي تتناسب مع أجواء الشهر الفضيل.
وكان للشيخ "سلمان العودة"، المشرف العام على موقع "الإسلام اليوم"، حضوره المتميز ضمن هذا البرنامج؛ حيث شارك بعدة أنشطة دعوية بينها محاضرة بعنوان "الكلمة الطيبة".
الداعية المعروف "عبدالله بن سليمان المنيع" كان له أيضًا مشاركة دعوية لكن بطعم ولون آخر بعيد عن الإيمانيات والروحانيات؛ حيث قدم محاضرة بعنوان "الإرهاب سؤال وجواب" حذر فيها من انتشار الفكر التكفيري بين أوساط الشباب.
وأثار المنيع في محاضرته تساؤلات عديدة حول ما يريده الإرهابيون من تدمير وتخويف ونشر للذعر بين الناس، ودعا إلى نبذ التطرف بكافة أشكاله.
دعاة لهم اعتكافهم
بعض الدعاة والشيوخ في المملكة لهم رأي آخر فهم لا يؤيدون مسألة الاعتكاف؛ إذ يرون أنّ هناك أمورا يستدعى الاهتمام بها أكثر من الاعتكاف، على حسب تعبيرهم.
ومن بين هؤلاء الدعاة الداعية "سعيد بن مسفر القحطاني" الذي قال في تصريح خاص لـ"شبكة إسلام أون لاين": "لا ينبغي أن يقصر الداعية نشاطه في العشر الأواخر من رمضان على الذهاب إلى المساجد وإلى الحرم المكي من أجل المكوث فيه عدة أيام".
وتساءل القحطاني: "إذا كان كل العلماء والدعاة سيعتكفون في مكة فمن سوف يفتي الناس في أمور دينهم ومن سيؤم بهم الصلاة في مساجدهم".
ويرى القحطاني أنّ من فقه الداعية أن يتوسع في مفهوم العبادة؛ بحيث يمارس عبادة تعود بالأجر الكبير عليه، فلابد من إتاحة الفرصة للآخرين على حد تعبيره للتقليل من آثار الزحام والتدافع بين المعتمرين في موسم رمضان.
وقد اختار الداعية القحطاني لنفسه اعتكافاً من نوع آخر على حسب رؤيته؛ إذ يرى أنّ إلقاء المحاضرات والدروس أفضل من العائد على الاعتكاف في مكة لأنّ المصلحة في هذه الدروس مصلحة متعدية للغير بعكس الاعتكاف والتي تكون فيه المصلحة مقتصرة على شخص واحد.
يشار إلى أن مسألة تغيب الأئمة المساجد في السعودية عن مساجدهم في رمضان بسبب السفر إلى مكة للعمرة والاعتكاف، قد أثارت منذ سنوات انتقادات كبيرة من قبل وزارة الشئون الإسلامية في السعودية التي دعت الأئمة إلى الالتزام بأداء متطلبات وظائفهم وعدم التغيب أو تركهم المساجد في رمضان بحجة العمرة أو الاعتكاف في الحرم المكي أو المدني.
لكن أئمة المساجد اعتبروا أن من حقهم التغيب عن المساجد خلال شهر رمضان بالتنسيق مع فروع وزارة الشئون الإسلامية بعد إنابة أشخاص أكفاء يجيدون تلاوة القرآن الكريم وتجويده.