بــــدر*
07-02-2010, 10:39 PM
الإنسان كائن اجتماعي , فطر على حب الاجتماع بغيره من بني جنسه , ليتدبر أمور دينه ودنياه , وأمام هذه الفطرة هيأ الإنسان المكان الملائم ليجتمع بغيره , حسب تقاليد كل مجتمع وديانته , فهيئت أماكن الجلوس في المساكن للزيارات والاجتماعات الرسمية والودية .
وفتح المجالس, وترتيبها والعناية بها, وإعداد القهوة , مما كان يفعله القدماء , ويفخرون به ,حتى لو لم يكن عنده من يتناول معه القهوة , فلعل صوت (النجر) يجلب له الجار أو المسافر ترحيبا بقدومه قبل أن يصل !
وفي ذلك يقول أحدهم: ( ولا بأس بإيراد هذه الأبيات العامية لحسنها )
ياضاق صدري شعمت النار@ ودَنّيت نجرٍ ومحماســه
ودَنّيت نجرٍ يجيب أخبــار@ يطرد كرى النوم وعماسـه
ودَنّيت منهو يجيب الجـار@والطرقي اللي على راسـه
والطيب ما يصنعه بيـطار @ والقصر يبنى على ساســه
والفار يعقّب بجحره فار@ مثل حلاياه واجــــناسه
وكانت أكثر مجالس الناس عامرة بالحديث الطيب , والتجمعات المباركة , قبل أن تفسدها الاستراحات بقنواتها (الفضائحية)!!
لا أودّ ذكر الأسماء ,ولا أريد أن أتحدث عن المجالس المحترمة , التي حافظ أصحابها على فتحها يومياً ,كما حافظوا على مستوى الحديث وكرم الضيافة فيها , ويعدّ زائر تلك المجالس لكلمته العُدة قبل أن يتفوّه بها , فالجميع يعرف (شبّاتهم ) العامرة بعد كل مغرب على مر السنين !!
هؤلاء الفضلاء معروفون , وفي كل بلد منهم عينة , لكنهم أصبحوا ـ وللأسف الشديد ـ في حكم النادر , لكن يكفيهم دعوات الصادقين لهم بالبركة , ويكفيهم أن قيمة الشئ تزداد حين يكون وجوده نادراً !
وأيضاً لا أريد الحديث عن صنفٍ آخر , قد أحكموا إغلاق مجالسهم , خشية الأتربة والأعاصير المفاجئة , وخشية الزائرين أيضاً !!
فهؤلاء لا يمكن لكل دورات " فن التعامل مع الناس " ولا لدورات " البرمجة العصبية " أن تغير من قناعاتهم شيئاً!!
ولا يمكن لمجالسهم ( النظيفة جداً) أن تفتح أبوابها , إلا إذا ابتلوا بـ " بعقيقة " في كل ثلاثة أعوام !!
حديثي ـ أيها الكرام ـ عن مجالس الغالبية منا اليوم , التي يتبادل فيها الناس الزيارات فيما بينهم بمناسبة , وبغير مناسبة , والتي قد تغيرت أحوالها ,وهبط مستوى الحديث فيها.
فبعض المجالس تخرج منها وقد أخذتَ على نفسك عهداً ألا تدخلها مرة أخرى , لأنك قد خرجت منها ضائق الصدر , لم تسمع فيها ما يسر الخاطر ويبهج النفس , فجلُّ الحديث لا يخرج عن نقاش عقيم , أو مغالطات وجدال لا ثمرة ترجى من ورائها , أو تعليقات سخيفة على بعض الحاضرين , هذا إن سلمت من غيبة ونميمة وهمز ولمز !
وتزداد بعض مجالسنا سوءاً حين يهبط مستوى الحديث فيها إلى أقبح الدرجات لتقضى
ساعات طوال في حديث بين السرة والركبة!! .
وقد لا أكون مجانباً للصواب إن قلت : إن كثيرا من الناس أصبح على شاكلة صاحب الشيخ علي الطنطاوي المدعو ( معروف ) الذي قال عنه رحمه الله في ذكرياته ج2 , ص7 :"........ فمعروف لم يكن راوية , ولا حافظاً ولا مؤرخاً, وما كان لسان معروف عفيفاً ولا نظيفاً, وكان إذا غضب نطق بأشنع السباب ,
وأبشع الشتم , وكله من تحت خط الاستواء في جسم الإنسان !! "
بل إن بعض أصحابنا فاق معروفاً بمراحل , فحديثه تحت خط الاستواء وهو في
قمة هدوئه !!
لقد أمرنا ربنا عز وجل بحسن المنطق والقول الحسن فقال تعالى : "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً"ولم يكن نبينا صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً .
وقد نهى السلف الكرام عن امتهان المجالس بذكر مالا يحسن ذكره فيها, احتراما للجالسين وللذوق العام , قال الأحنف بن قيس رحمه الله :"جنبوا مجالسكم ذكر الطعام والنساء , فإني أكره الرجل واصفاً لفرجه وبطنه "
أيها الفضلاء : إن هذه السطور المتواضعة دعوة لأن نتنبه لمجالسنا ,فنرتقي بها , بعد أن بدأت في الهبوط هذه الأيام , وأصبح الخوف الشديد ينتاب الكثيرين منا قبل أن يقرر إجابة دعوة زميل أو قريب !
كتبه الشيخ الدكتور : سليمان بن صفوق السلطاني .
وفتح المجالس, وترتيبها والعناية بها, وإعداد القهوة , مما كان يفعله القدماء , ويفخرون به ,حتى لو لم يكن عنده من يتناول معه القهوة , فلعل صوت (النجر) يجلب له الجار أو المسافر ترحيبا بقدومه قبل أن يصل !
وفي ذلك يقول أحدهم: ( ولا بأس بإيراد هذه الأبيات العامية لحسنها )
ياضاق صدري شعمت النار@ ودَنّيت نجرٍ ومحماســه
ودَنّيت نجرٍ يجيب أخبــار@ يطرد كرى النوم وعماسـه
ودَنّيت منهو يجيب الجـار@والطرقي اللي على راسـه
والطيب ما يصنعه بيـطار @ والقصر يبنى على ساســه
والفار يعقّب بجحره فار@ مثل حلاياه واجــــناسه
وكانت أكثر مجالس الناس عامرة بالحديث الطيب , والتجمعات المباركة , قبل أن تفسدها الاستراحات بقنواتها (الفضائحية)!!
لا أودّ ذكر الأسماء ,ولا أريد أن أتحدث عن المجالس المحترمة , التي حافظ أصحابها على فتحها يومياً ,كما حافظوا على مستوى الحديث وكرم الضيافة فيها , ويعدّ زائر تلك المجالس لكلمته العُدة قبل أن يتفوّه بها , فالجميع يعرف (شبّاتهم ) العامرة بعد كل مغرب على مر السنين !!
هؤلاء الفضلاء معروفون , وفي كل بلد منهم عينة , لكنهم أصبحوا ـ وللأسف الشديد ـ في حكم النادر , لكن يكفيهم دعوات الصادقين لهم بالبركة , ويكفيهم أن قيمة الشئ تزداد حين يكون وجوده نادراً !
وأيضاً لا أريد الحديث عن صنفٍ آخر , قد أحكموا إغلاق مجالسهم , خشية الأتربة والأعاصير المفاجئة , وخشية الزائرين أيضاً !!
فهؤلاء لا يمكن لكل دورات " فن التعامل مع الناس " ولا لدورات " البرمجة العصبية " أن تغير من قناعاتهم شيئاً!!
ولا يمكن لمجالسهم ( النظيفة جداً) أن تفتح أبوابها , إلا إذا ابتلوا بـ " بعقيقة " في كل ثلاثة أعوام !!
حديثي ـ أيها الكرام ـ عن مجالس الغالبية منا اليوم , التي يتبادل فيها الناس الزيارات فيما بينهم بمناسبة , وبغير مناسبة , والتي قد تغيرت أحوالها ,وهبط مستوى الحديث فيها.
فبعض المجالس تخرج منها وقد أخذتَ على نفسك عهداً ألا تدخلها مرة أخرى , لأنك قد خرجت منها ضائق الصدر , لم تسمع فيها ما يسر الخاطر ويبهج النفس , فجلُّ الحديث لا يخرج عن نقاش عقيم , أو مغالطات وجدال لا ثمرة ترجى من ورائها , أو تعليقات سخيفة على بعض الحاضرين , هذا إن سلمت من غيبة ونميمة وهمز ولمز !
وتزداد بعض مجالسنا سوءاً حين يهبط مستوى الحديث فيها إلى أقبح الدرجات لتقضى
ساعات طوال في حديث بين السرة والركبة!! .
وقد لا أكون مجانباً للصواب إن قلت : إن كثيرا من الناس أصبح على شاكلة صاحب الشيخ علي الطنطاوي المدعو ( معروف ) الذي قال عنه رحمه الله في ذكرياته ج2 , ص7 :"........ فمعروف لم يكن راوية , ولا حافظاً ولا مؤرخاً, وما كان لسان معروف عفيفاً ولا نظيفاً, وكان إذا غضب نطق بأشنع السباب ,
وأبشع الشتم , وكله من تحت خط الاستواء في جسم الإنسان !! "
بل إن بعض أصحابنا فاق معروفاً بمراحل , فحديثه تحت خط الاستواء وهو في
قمة هدوئه !!
لقد أمرنا ربنا عز وجل بحسن المنطق والقول الحسن فقال تعالى : "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً"ولم يكن نبينا صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً .
وقد نهى السلف الكرام عن امتهان المجالس بذكر مالا يحسن ذكره فيها, احتراما للجالسين وللذوق العام , قال الأحنف بن قيس رحمه الله :"جنبوا مجالسكم ذكر الطعام والنساء , فإني أكره الرجل واصفاً لفرجه وبطنه "
أيها الفضلاء : إن هذه السطور المتواضعة دعوة لأن نتنبه لمجالسنا ,فنرتقي بها , بعد أن بدأت في الهبوط هذه الأيام , وأصبح الخوف الشديد ينتاب الكثيرين منا قبل أن يقرر إجابة دعوة زميل أو قريب !
كتبه الشيخ الدكتور : سليمان بن صفوق السلطاني .