سلطان الزين
07-16-2010, 11:12 AM
حكاية عبود
قصة واقعية
نرويها للدلالة على ثقل الأمانة التي تقع على المسلمين اليوم تجاه دينهم، ذلك الدين العظيم الذي يمر بأخطر منعطف مرّ به منذ أن بعث به رسول الإسلام محمد e كما قال تعالى:]إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً[[الأحزاب : 72]
انقل لكم هذه الحكاية؛ لصديق تخرّج معنا من كلية الهندسة؛ اسمه "عبد الرزاق" أو "عبود" كما كان يحلو للبعض أن يناديه به؛ تخفيفاً .
كان شاباً غير ملتزماً، كحال كثير من شبابنا اليوم، أنهى دراسته وتخرج من كليته، وذات يوم جاءته رسالة من أحد أقربائه؛ وكان مقيماً في إحدى الدول الغربية، يدعوه لإكمال دراسته العليا هناك، فسافر مستغلاً هذه الفرصة الثمينة .
يحكي "عبود" عن نفسه قائلاً: " كانت عطلة الأسبوع هنالك يوم الأحد، نذهب خلالها إلى مقر الجالية العربية لذلك البلد، نجلس للاستمتاع بالرقص، وشرب الخمر، ومعصية الله؛ حتى طلوع الفجر.
وذات يوم وبينما أنا جالس على إحدى الموائد مع صديق لي في ذلك المنتدى، إذا برجلٍ أسمرٍ يلبس جلباباً أبيضاً، ويضعُ على رأسه شالاً أبيضاً، يدخل من الباب!.
فقلت لصاحبي: أظنُّهُ مُتسولاً يطلب المساعدة من إخوانه العرب، لكنَّ الرجل لم يطلب المساعدة من أحد؟!، بل جلس حتى انتهى دورُ الراقصةِ من المسرح، وخلال فترة الاستراحة ارتقى هذا الغريب المِنصَّة، وأخذ "مكبرة الصوت"، ثمَّ تكلم بصوتٍ مسموعٍ، وبلسان عربيٍ فصيح، قائلاً: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخوكم مسلم من الهند، ونحن الهنود في أعناقنا دين لكم أيها العرب، لأنكم أوصلتم إلينا رسالة الإسلام، وجاء وقتُ سدادِ بعضَ الدَينِ الذي في أعناقنا ، ثم مضى في حديثه قائلاً: أظنُّ أنَّ من بين الجالسين من اسمه "محمد" أو "عبد الرحمن" أو "عبد الرزاق" من الأسماء الإسلامية!.
أيها الأخوة العرب أين أنتم من دينِكُم العظيم ؟ العالَمُ بأسرِهِ ينتظركُم ؛ لكي تُخْرِجوه من الظلمات التي هو فيها، أوربا، أمريكا، العالَمُ بانتظاركم، فأين أنتم من كلِّ ذلك؟!) .
يقول "عبود": " وقعت تلك الكلمات الصادقة على الحاضرين وقوع الصاعقة، ولم يستطع أحد منهم أن يجيب عنها بحرفٍ واحدٍ، ثم أنهى كلمته بالدعاء إلى الله أن يهدينا إلى الإسلام، وقام بعدها بتوزيع بطاقات صغيرة فيها عنوان الشقة التي يسكنها، حتى إذا وصل قريباً مني أمسكت بيده قائلاً: لا أحتاج إلى عنوانٍ؛ لأني سأخرج معك حالاً".
يقول عبود: "خرجت معه إلى شقته الكائنة في الطابق الخامس، دخلت معه مسكنه، فإذا بها شقة متواضعة، يسكنها مع أربعة من أصحابه الهنود، يعيشون بشكل أدهشني!!، عرفت منهم أنهم يحترفون صناعةً يدوية، يصنعون (طاقات من البلاستك) للبنات الصغيرات، يبيعون الناتج لسداد إيجار الشقة، ولسدِّ جوعتهم، وإذا فضل بعض المال اشتروا به كتيبات يوزعونها على الناس، دعوةً للإسلام.
فتأثرت بحالهم أكثر مما تأثرت بمقالهم، وبقيتُ مستمراً بالتردد عليهم أربعة أشهر، عرفتهم صادقين مخلصين، تعلمت منهم الإسلام الحقيقي، عرفت ثقل الأمانة الملقاة على عاتق كل من قال: (لا إله إلا الله).
بدأت أواضب على الصلاة في الجامعة، أستأذنُ لأجلها مع زميلٍ لي من الجزائرِ رئيسَ قسمِ الهندسة هناك، وقد كان هذا الرئيسُ كثيراً ما يستمع لما نقرأه في صلاتنا من القرآن الكريم، وبالأخلاق الإسلامية، والتعامل الطيب تأثر بما نقوم به، وكتبَ اللهُ هدايته للإسلام على أيدينا والحمد لله، فَرِحْنا لَهُ كثيراً، وأعددنا لهُ هديةً - تعاونت أنا وصاحبي على إهدائها بهذه المناسبة- ألا وهي بطاقةَ سفرٍ لأداء مناسكَ الحَجِّ.
ذهبنا جميعاً، وكنّا نعجبُ منه كثيراً حينما نراه يبكي بحرقةٍ وهو يؤدي مناسكَ الحجِّ.!، كنا لا نجرؤ على سؤاله عن سبب بكائه هيبةً له. فلما انتهينا من المناسك، مررنا على فريقٍ يعملُ على تسجيل برنامجٍ إذاعيٍ يُبثُّ على الهواء مباشرةً عنوانه: (كيف أسلمت؟)، أُعِدَّ للمسلمين من غير العرب. طلب الأستاذ مني أن أحجز له مقعداً في البرنامج؛ كي يقدم كلمةً، بشرط أن أترجم له كلَّ كلامه، وطلب مني أن أقسم بالله أن تكون ترجمتي لما يقولهُ حرفيةً بدون نقصانٍ أو تبديل، أقسمت له على ذلك، فلما وصل إليه الدور بالكلام قال: (بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله) –هذا وهو يتكلم بلغته وأنا أترجم عنه كلامه، ثم قال: (أيها الخونة.!! فلم أستطع أن أبدأ هكذا، فأشار إليّ بيده قائلاً: تذكر أنك أقسمت!) فقلت للحضور: أيّها الخونة.! فَسادَ الصمتُ لهذه البدايةِ العجيبةِ، ثم قال: (أيَّها العرب لقد أوصلنا إليكم قنينة البيبسي كولا!، أوصلناها إلى مجاهيل الصحراء!، هلا أوصلتم إلينا دين الإسلام!!) وأخذ الأستاذ بالبكاء وهو يقول: (لقد مات أبي وماتت أمي على غير دين الإسلام، والسبب في ذلك أنتم!!) واستغرق في بكائه، وانتهت كلماتُهُ القاسية على كل من ]كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ[.
والاخ عبود من الموصل الحدباء وهو داعية وفقه الله لكل خير ..
وفرج الله عن مدينة الموصل ومدن العراق كافة
قصة واقعية
نرويها للدلالة على ثقل الأمانة التي تقع على المسلمين اليوم تجاه دينهم، ذلك الدين العظيم الذي يمر بأخطر منعطف مرّ به منذ أن بعث به رسول الإسلام محمد e كما قال تعالى:]إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً[[الأحزاب : 72]
انقل لكم هذه الحكاية؛ لصديق تخرّج معنا من كلية الهندسة؛ اسمه "عبد الرزاق" أو "عبود" كما كان يحلو للبعض أن يناديه به؛ تخفيفاً .
كان شاباً غير ملتزماً، كحال كثير من شبابنا اليوم، أنهى دراسته وتخرج من كليته، وذات يوم جاءته رسالة من أحد أقربائه؛ وكان مقيماً في إحدى الدول الغربية، يدعوه لإكمال دراسته العليا هناك، فسافر مستغلاً هذه الفرصة الثمينة .
يحكي "عبود" عن نفسه قائلاً: " كانت عطلة الأسبوع هنالك يوم الأحد، نذهب خلالها إلى مقر الجالية العربية لذلك البلد، نجلس للاستمتاع بالرقص، وشرب الخمر، ومعصية الله؛ حتى طلوع الفجر.
وذات يوم وبينما أنا جالس على إحدى الموائد مع صديق لي في ذلك المنتدى، إذا برجلٍ أسمرٍ يلبس جلباباً أبيضاً، ويضعُ على رأسه شالاً أبيضاً، يدخل من الباب!.
فقلت لصاحبي: أظنُّهُ مُتسولاً يطلب المساعدة من إخوانه العرب، لكنَّ الرجل لم يطلب المساعدة من أحد؟!، بل جلس حتى انتهى دورُ الراقصةِ من المسرح، وخلال فترة الاستراحة ارتقى هذا الغريب المِنصَّة، وأخذ "مكبرة الصوت"، ثمَّ تكلم بصوتٍ مسموعٍ، وبلسان عربيٍ فصيح، قائلاً: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخوكم مسلم من الهند، ونحن الهنود في أعناقنا دين لكم أيها العرب، لأنكم أوصلتم إلينا رسالة الإسلام، وجاء وقتُ سدادِ بعضَ الدَينِ الذي في أعناقنا ، ثم مضى في حديثه قائلاً: أظنُّ أنَّ من بين الجالسين من اسمه "محمد" أو "عبد الرحمن" أو "عبد الرزاق" من الأسماء الإسلامية!.
أيها الأخوة العرب أين أنتم من دينِكُم العظيم ؟ العالَمُ بأسرِهِ ينتظركُم ؛ لكي تُخْرِجوه من الظلمات التي هو فيها، أوربا، أمريكا، العالَمُ بانتظاركم، فأين أنتم من كلِّ ذلك؟!) .
يقول "عبود": " وقعت تلك الكلمات الصادقة على الحاضرين وقوع الصاعقة، ولم يستطع أحد منهم أن يجيب عنها بحرفٍ واحدٍ، ثم أنهى كلمته بالدعاء إلى الله أن يهدينا إلى الإسلام، وقام بعدها بتوزيع بطاقات صغيرة فيها عنوان الشقة التي يسكنها، حتى إذا وصل قريباً مني أمسكت بيده قائلاً: لا أحتاج إلى عنوانٍ؛ لأني سأخرج معك حالاً".
يقول عبود: "خرجت معه إلى شقته الكائنة في الطابق الخامس، دخلت معه مسكنه، فإذا بها شقة متواضعة، يسكنها مع أربعة من أصحابه الهنود، يعيشون بشكل أدهشني!!، عرفت منهم أنهم يحترفون صناعةً يدوية، يصنعون (طاقات من البلاستك) للبنات الصغيرات، يبيعون الناتج لسداد إيجار الشقة، ولسدِّ جوعتهم، وإذا فضل بعض المال اشتروا به كتيبات يوزعونها على الناس، دعوةً للإسلام.
فتأثرت بحالهم أكثر مما تأثرت بمقالهم، وبقيتُ مستمراً بالتردد عليهم أربعة أشهر، عرفتهم صادقين مخلصين، تعلمت منهم الإسلام الحقيقي، عرفت ثقل الأمانة الملقاة على عاتق كل من قال: (لا إله إلا الله).
بدأت أواضب على الصلاة في الجامعة، أستأذنُ لأجلها مع زميلٍ لي من الجزائرِ رئيسَ قسمِ الهندسة هناك، وقد كان هذا الرئيسُ كثيراً ما يستمع لما نقرأه في صلاتنا من القرآن الكريم، وبالأخلاق الإسلامية، والتعامل الطيب تأثر بما نقوم به، وكتبَ اللهُ هدايته للإسلام على أيدينا والحمد لله، فَرِحْنا لَهُ كثيراً، وأعددنا لهُ هديةً - تعاونت أنا وصاحبي على إهدائها بهذه المناسبة- ألا وهي بطاقةَ سفرٍ لأداء مناسكَ الحَجِّ.
ذهبنا جميعاً، وكنّا نعجبُ منه كثيراً حينما نراه يبكي بحرقةٍ وهو يؤدي مناسكَ الحجِّ.!، كنا لا نجرؤ على سؤاله عن سبب بكائه هيبةً له. فلما انتهينا من المناسك، مررنا على فريقٍ يعملُ على تسجيل برنامجٍ إذاعيٍ يُبثُّ على الهواء مباشرةً عنوانه: (كيف أسلمت؟)، أُعِدَّ للمسلمين من غير العرب. طلب الأستاذ مني أن أحجز له مقعداً في البرنامج؛ كي يقدم كلمةً، بشرط أن أترجم له كلَّ كلامه، وطلب مني أن أقسم بالله أن تكون ترجمتي لما يقولهُ حرفيةً بدون نقصانٍ أو تبديل، أقسمت له على ذلك، فلما وصل إليه الدور بالكلام قال: (بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله) –هذا وهو يتكلم بلغته وأنا أترجم عنه كلامه، ثم قال: (أيها الخونة.!! فلم أستطع أن أبدأ هكذا، فأشار إليّ بيده قائلاً: تذكر أنك أقسمت!) فقلت للحضور: أيّها الخونة.! فَسادَ الصمتُ لهذه البدايةِ العجيبةِ، ثم قال: (أيَّها العرب لقد أوصلنا إليكم قنينة البيبسي كولا!، أوصلناها إلى مجاهيل الصحراء!، هلا أوصلتم إلينا دين الإسلام!!) وأخذ الأستاذ بالبكاء وهو يقول: (لقد مات أبي وماتت أمي على غير دين الإسلام، والسبب في ذلك أنتم!!) واستغرق في بكائه، وانتهت كلماتُهُ القاسية على كل من ]كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ[.
والاخ عبود من الموصل الحدباء وهو داعية وفقه الله لكل خير ..
وفرج الله عن مدينة الموصل ومدن العراق كافة