سالي الجميله
08-01-2010, 08:29 PM
دموع منهمرة , وقلب ممزق , وجسد مرتعش نحيل , وعينان لا ترى سوى ظلاماً دامساً
أمراه طاعنة في السن , أنهكها المرض , وآلمتها الجراح , ونالت منها السنين والأيام ما نالت
ففي مساء أحدى ليالي الصيف , مساء قد زينت سماءهالنجوم ,
لكن رياح الألم والمعاناة اجتاحت جمال تلك الأجواء لتحرق زهور وبساتين الأمل والسعادة
ذهبتُ لزيارة " أم عبدالمجيد " في منزلها الذي أحببت أن اسميه " الكوخ الصغير "
طرقت الباب ودخلت فإذا بطفلة صغيرة تستقبلني لتدخلني إلى حجرة تلك المرآة
أقبلت إليها واستقبلتني وهي في مكانها وعبارات الترحيب تتردد بصوت متقطع ضعيف
كانت تلك الحجرة تخبي الآم وجراح وأنات وأحزان
فذاك فراش أم عبدالمجيد , وتلك عصاها التي تستدل بها الطريق
وذاك راديو أم عبدالمجيد الذي لا يمكن أن ستغني عنه أبدا
جلست بجوارها وسألتها عن أحوالها وصحتها ,
كانت تتحدث و تحمد الله والابتسامة لا تفارق محياها .
لكنها قطعت تلك الابتسامة وطأطأت رأسها
وقالت :
آه يا بنيتي أنا راضية بقضاء الله وقدرة لكن لو تعود إلي عيناي وأبصر بهما كما كنت من قبل لكنت أفضل بكثير ..
فسقطت تلك الدموع الحزينة على وجنتيها التي خطت تجاعيد الكبر عليه , فقلت لها مسلية :
أبشري يأم عبدالمجيد واصبري واحتسبي فقد وعد رسولك صلى الله عليه وسلم من هم بمثل حالك بأن الله سيعوضة الجنة
مسحت بيديها الضعيفتين دموعها وابتسمت وكأنها نسيت دموعها التي ذرفتها من دقائق
وبعد ساعة من حديثنا جـُهز العشاء
ووضُع أمام أم عبدالمجيد طبق طعامها وأخذت حفيدتها يدي أم عبدالمجيد لتريها مكان الطعام لتأكل ..
بدأت بتناول طعامها وسالت حفيدتها هل احضر والدها اللبن لها . فأجابت : لا لم يحضره
كفت الام يدها عن الطعام وقالت :
هذا هو اليوم الثالث الذي اطلب فيه اللبن وأبني لم يحضره لي
لكنه عاق كما عهده من قبل . لم يرحم ضعفي وعجزي ومرضي
فذرفت دموع الألم والحزن ليس بسبب كوب اللبن بل لعقوق ذلك الابن .!
فقد كان سبباً في أن تفقد والدتها بصرها بعد ان أهمل علاجها.!
شعور غريب انتابني .. أحسست بدمعة بللت أجفاني
وأنا انظر لتلك الأم ولأبنها الوحيد فكأنها تقول :
كيف هنأت لك راحة . ورقت لك عين ووالدتك في حجرتها الصغيرة تأن وتبكي من مرضها وعجزها وعقوقك الداخل عليها؟
بني :
أي قلب تحمله وأي جبروت تملكه .؟
لو رأيت يداي وهي تطيش في الطعام وتبحث عن كوب اللبن ؟
بني :
لا تعلم مدى التعب والأمل الذي عانيته وأنا انتظرك مولوداً تحنُ علي في كبري ومرضي ؟
أرضعتك وسهرت عليك .. علمتك .. وأدبتك
كنت لك كالخادم لأنك ابني الوحيد المدلل ؟
نار الوحدة في غرفتي تكويني ؟ الظلام الدامس والحزن والهم قتلني ؟
فقد ذللت لك المصاعب برجولتك .؟
بني :
لا تطفيء الشمعة التي استنير بها ؟
أتمنى أن أراك بقربي دائما ؟
أضمك وأشمك وأقول لك احبك .!
لا تحرق قلبي
فلن أحرمك زوجتك وأبنائك ؟
بني لا تغلق باب الجنة بعقوقك ؟
ختاماً :
لكل من قرأ كلماتي أقول له :
هنا وقفت الكلمات وذرفت العبرات وتوقف القلم عن مواصلة الكتابة وهو يقول :
كيف غاب عن هذا الابن قول النبي صلى الله علية وسلم
ألزم قدماها فثم الجنة
تحياتي
بقلم : مسك الوفاء
منقول
أمراه طاعنة في السن , أنهكها المرض , وآلمتها الجراح , ونالت منها السنين والأيام ما نالت
ففي مساء أحدى ليالي الصيف , مساء قد زينت سماءهالنجوم ,
لكن رياح الألم والمعاناة اجتاحت جمال تلك الأجواء لتحرق زهور وبساتين الأمل والسعادة
ذهبتُ لزيارة " أم عبدالمجيد " في منزلها الذي أحببت أن اسميه " الكوخ الصغير "
طرقت الباب ودخلت فإذا بطفلة صغيرة تستقبلني لتدخلني إلى حجرة تلك المرآة
أقبلت إليها واستقبلتني وهي في مكانها وعبارات الترحيب تتردد بصوت متقطع ضعيف
كانت تلك الحجرة تخبي الآم وجراح وأنات وأحزان
فذاك فراش أم عبدالمجيد , وتلك عصاها التي تستدل بها الطريق
وذاك راديو أم عبدالمجيد الذي لا يمكن أن ستغني عنه أبدا
جلست بجوارها وسألتها عن أحوالها وصحتها ,
كانت تتحدث و تحمد الله والابتسامة لا تفارق محياها .
لكنها قطعت تلك الابتسامة وطأطأت رأسها
وقالت :
آه يا بنيتي أنا راضية بقضاء الله وقدرة لكن لو تعود إلي عيناي وأبصر بهما كما كنت من قبل لكنت أفضل بكثير ..
فسقطت تلك الدموع الحزينة على وجنتيها التي خطت تجاعيد الكبر عليه , فقلت لها مسلية :
أبشري يأم عبدالمجيد واصبري واحتسبي فقد وعد رسولك صلى الله عليه وسلم من هم بمثل حالك بأن الله سيعوضة الجنة
مسحت بيديها الضعيفتين دموعها وابتسمت وكأنها نسيت دموعها التي ذرفتها من دقائق
وبعد ساعة من حديثنا جـُهز العشاء
ووضُع أمام أم عبدالمجيد طبق طعامها وأخذت حفيدتها يدي أم عبدالمجيد لتريها مكان الطعام لتأكل ..
بدأت بتناول طعامها وسالت حفيدتها هل احضر والدها اللبن لها . فأجابت : لا لم يحضره
كفت الام يدها عن الطعام وقالت :
هذا هو اليوم الثالث الذي اطلب فيه اللبن وأبني لم يحضره لي
لكنه عاق كما عهده من قبل . لم يرحم ضعفي وعجزي ومرضي
فذرفت دموع الألم والحزن ليس بسبب كوب اللبن بل لعقوق ذلك الابن .!
فقد كان سبباً في أن تفقد والدتها بصرها بعد ان أهمل علاجها.!
شعور غريب انتابني .. أحسست بدمعة بللت أجفاني
وأنا انظر لتلك الأم ولأبنها الوحيد فكأنها تقول :
كيف هنأت لك راحة . ورقت لك عين ووالدتك في حجرتها الصغيرة تأن وتبكي من مرضها وعجزها وعقوقك الداخل عليها؟
بني :
أي قلب تحمله وأي جبروت تملكه .؟
لو رأيت يداي وهي تطيش في الطعام وتبحث عن كوب اللبن ؟
بني :
لا تعلم مدى التعب والأمل الذي عانيته وأنا انتظرك مولوداً تحنُ علي في كبري ومرضي ؟
أرضعتك وسهرت عليك .. علمتك .. وأدبتك
كنت لك كالخادم لأنك ابني الوحيد المدلل ؟
نار الوحدة في غرفتي تكويني ؟ الظلام الدامس والحزن والهم قتلني ؟
فقد ذللت لك المصاعب برجولتك .؟
بني :
لا تطفيء الشمعة التي استنير بها ؟
أتمنى أن أراك بقربي دائما ؟
أضمك وأشمك وأقول لك احبك .!
لا تحرق قلبي
فلن أحرمك زوجتك وأبنائك ؟
بني لا تغلق باب الجنة بعقوقك ؟
ختاماً :
لكل من قرأ كلماتي أقول له :
هنا وقفت الكلمات وذرفت العبرات وتوقف القلم عن مواصلة الكتابة وهو يقول :
كيف غاب عن هذا الابن قول النبي صلى الله علية وسلم
ألزم قدماها فثم الجنة
تحياتي
بقلم : مسك الوفاء
منقول