المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب))


أبو عبدالعزيز
08-12-2010, 05:50 AM
مقالة للدكتور ميسرة طاهر في جريدة عكاظ

هي عبارة عن قصة فيها فائدة جميلة

((هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب))

في كل صباح يقف عند كشكه الصغير ليلقي عليه تحية الصباح ويأخذ صحيفته المفضلة ويدفع ثمنها وينطلق ولكنه لا يحظى إطلاقا برد من البائع على تلك التحية، وفي كل صباح أيضا يقف بجواره شخص آخر يأخذ صحيفته المفضلة ويدفع ثمنها ولكن صاحبنا لا يسمع صوتا لذلك الرجل، وتكررت اللقاءات أمام الكشك بين الشخصين كل يأخذ صحيفته ويمضي في طريقه، وظن صاحبنا أن الشخص الآخر أبكم لا يتكلم، إلى أن جاء اليوم الذي وجد ذلك الأبكم يربت على كتفه وإذا به يتكلم متسائلا: لماذا تلقي التحية على صاحب الكشك فلقد تابعتك طوال الأسابيع الماضية وكنت في معظم الأيام ألتقي بك وأنت تشتري صحيفتك اليومية،

فقال الرجل وما الغضاضة في أن ألقي عليه التحية؟

فقال: وهل سمعت منه ردا طوال تلك الفترة؟

فقال صاحبنا: لا ،

قال: إذا لم تلقي التحية على رجل لا يردها؟

فسأله صاحبنا وما السبب في أنه لا يرد التحية برأيك؟

فقال: أعتقد أنه وبلا شك رجل قليل الأدب، وهو لا يستحق أساسا أن تُلقى عليه التحية،

فقال صاحبنا: إذن هو برأيك قليل الأدب؟

قال : نعم ،

قال صاحبنا : هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب؟

فسكت الرجل لهول الصدمة ورد بعد طول تأمل: ولكنه قليل الأدب وعليه أن يرد التحية،

فأعاد صاحبنا سؤاله : هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب،

ثم عقب قائلا: يا سيدي أيا كان الدافع الذي يكمن وراء عدم رده لتحيتنا فإن ما يجب أن نؤمن به أن خيوطنا يجب أن تبقى بأيدينا لا أن نسلمها لغيرنا، ولو صرت مثله لا ألقي التحية على من ألقاه لتمكن هو مني وعلمني سلوكه الذي تسميه قلة أدب وسيكون صاحب السلوك الخاطئ هو الأقوى وهو المسيطر وستنتشر بين الناس أمثال هذه الأنماط من السلوك الخاطئ، ولكن حين أحافظ على مبدئي في إلقاء التحية على من ألقاه أكون قد حافظت على ما أؤمن به، وعاجلا أم آجلا سيتعلم سلوك حسن الخلق،

ثم أردف قائلا : ألست معي بأن السلوك الخاطئ يشبه أحيانا السم أو النار فإن ألقينا على السم سما زاد أذاه وإن زدنا النار نارا أو حطبا زدناها اشتعالا، صدقني يا أخي أن القوة تكمن في الحفاظ على استقلال كل منا، ونحن حين نصبح متأثرين بسلوك أمثاله نكون قد سمحنا لسمهم أو لخطئهم أو لقلة أدبهم كما سميتها أن تؤثر فينا وسيعلموننا ما نكرهه فيهم وسيصبح سلوكهم نمطا مميزا لسلوكنا وسيكونون هم المنتصرين في حلبة الصراع اليومي بين الصواب والخطأ، ولمعرفة الصواب تأمل معي جواب النبي عليه الصلاة وأزكى السلام على ملك الجبال حين سأله : يا محمد أتريد أن أطبق عليهم الأخشبين؟

الأناضول
08-12-2010, 03:26 PM
شكرا لكــ أخي

الملثم السلطاني
08-12-2010, 03:33 PM
((هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب))
هذه العبارة أو التسائل أنطلقت من مفهوم علمي
وهي من جوامع الكلم التي تندرج داخل طياتها
الكثير من الدروس..
مثلا هل أتعلم حضارة الغرب أم أعلمهم حضارتي
هل أعلمهم ديني أم أتعلم دينهم
هل أتشبه بأخلاقه أم أجعله يتشبه بأخلاقي

والكثير الكثير من هذه التسائلات في جميع
المجلات..
فهذه العباره هي بالنسبه لنا كالمفتاح
وعلينا الإحتفاظ به

أبو عبد العزيز موضوعك أكثر من رائع
فمن الأعماق شكرا
الملثم

منسدح بالصاله
08-12-2010, 03:35 PM
احسنت قصة راااااااائع
يعطيك العافيه
وفعلا يجب ان لا نواجه الخطا بمثله

أمل السلطاني
08-12-2010, 05:24 PM
مشكور موضوعك رائع

أبـو نــواف
08-12-2010, 05:50 PM
بارك الله فيك

علي هلال السلطاني
08-13-2010, 01:50 AM
شكرا ابو عبد العزيز وبارك الله فيك والله يعطيك العافية

قصةجميلة ومليئة بالعبر

وننتظر المزيد من الدرر
وتقبل تحياتي

دندنة الرحيل
08-13-2010, 03:03 AM
..
قصة جداً رائعة واختيار قيّم
بورك فيك اخي

ابا الجود
08-13-2010, 05:02 AM
بارك الله فيك ابوعبدالعزيز

سلطانية غير
08-14-2010, 01:23 PM
يعلمه الأدب وأسلوب المعاملة الحسنة أفضل من أن يعينه على الإستمرار في الخطأ


بارك الله فيك أخي الكريم

أبو عبدالعزيز
08-15-2010, 06:36 AM
أشكر اخواني وأخواتي الفاضلات على المرور والردود الطيبه

شكرا لكم