جزاء السلطاني
06-29-2011, 12:39 AM
الخيانة قبيحة بكل أنواعها و تعدد طرقها و أشكالها فهي مبغوضه من جميع البشر [ الصالحين و الطالحين ] فلا أحد يستسيغها إن كان أمرها متعلق به ويمسه شخصياً , لكن لا أحد يحاول ردع ممتهني الخيانة إن كان الأمر لا يخصه ويطال شخص آخر , وذلك من مبدأ [ أبعد عن الشر ] فالنصيحة في مثل هذه الأمور تجلب [ وجع الرأس ] وربما تفاقم الوضع إلى [ قطع العلاقات ] وذلك بسبب الذرائع التي يتخذها [ الخائن ] كمبررات توحي له بأن مايقوم به هو الصحيح وإنه يجب عليه فعل ذلك , فالمبرر نفسي يعطي أولوية الإنتقام عبر خيانة من نريد خيانته , وكل ذلك من عمل الشيطان ولا شك , فهو يمهد لنا الطريق عبر الوسوسة الداخلية بيننا وبين أنفسنا ويتحكم بأدق تفاصيل التفكير عندما نقرر عمل [ الخيانة ] .
سأعرض ما يدور في خُلدي عبر هذه المقالة عن بعض ذرائع الخيانة على مستويين مهمين هما [ خيانة الوطن – خيانة الحياة الزوجية ] ولعل الأخيرة منتشره بشكل كبير في مجتمعنا مع تعدد الوسائل التقنية وحضور الذرائع الوهمية , فالجانبين مهمين في حياتنا البشرية الأول يمس الإنتماء و الأمان وَ الأمن أيضاً , والآخر يمس الحياة الإجتماعية ويؤثر سلباً عليها عبر إنقلاب فِطرة مشروعية الزواج وما يهدف له من خلال التشريع الرباني لهذه العلاقة الإنسانية التي تعتبر من أقوى علاقات البشر ببعضها .
ومن ذرائع خيانة الوطن التي يتغنى بها [ الخائنين ] :
أولاً : ذريعة البطالة وعدم توفير فرص العمل للشباب وَ الشابات , فنجد المتغنين بهذه الذريعة يعولون على ثروات الوطن الإقتصادية ومكانته العالمية ويقارنون مستوى المعيشة بدول ربما تكون أقل كثافة سكانية من الوطن الذي يعيشون به وينتمون له , فنجدهم يطلبون الرزق [ على حد زعمهم ] عبر قنوات محظورة شرعياً و سياسياً و اجتماعياً من خلال [ تهريب المخدرات – ترويجها – استقدام العمالة بحجة العمل وتسييبها – تنظيم عصابات التسول وخطف الأطفال – فتح بيوت الدعارة وإقامة المجون ] بالإتفاق مع جهات وأفراد خارج الوطن , وحجتهم في ذلك أن الوطن لم يجعل لهم طريقاً شرعياً ومباحاً لطلب رزقهم , وهذا أمر باطل لدى العاقلين المدركين بأن أبواب الرزق كثيرة غير [ الوظائف الرسمية ] لكن هؤلاء الأشخاص فقدوا مبدأ التوكل على الله .
ثانياً : ذريعة [ الإصلاحات السياسية ] من تعديل على مواد الدستور الوطني أو استحداث لمواد تخالف سياسة الوطن أو تخالف شريعته الدينية وكأن هذا الدستور بنظرهم وضِع لتحقيق الرغبات الذاتية والأهواء الفردية ضاربين برغبات المواطنين الآخرين عرض الحائط فهم يعيشون لوحدهم في هذا الوطن , وهذه الفئة انشغلوا بإصلاح الوطن قبل أن يصلحوا أنفسهم ونصبوا أنفسهم محاميي دفاع عن جميع شرائح المجتمع وطوائفه , ونجدهم يجيشون الآراء الخارجية ضد الوطن ويستميتون لزرع الفتنة الداخلية وبذرها عبر أقاويل وحكايات يميلون بها إلى طريق يوافق مصلحتهم الشخصية , هؤلاء يمرقون من جسد الوطن كما يمرق السهم من الرميّة بجميع أشكالهم وأعراقهم ومذاهبهم محدثين انقسامات وخلافات من بعدهم لا تهدأ إلا بهدم الوطن.
هذه الذريعتين لخيانة الوطن من أقبح الذرائع فهي تلامس بعض الحقيقة المشروعة للمطالبة فيها لكن مع اختلاف النية وانقلابها فهي ليست شرعية مطلقة بل تحكمها قواعد ولها روابط لا يجب فصل بعضها عن الآخر .
أما خيانة [ الحياة الزوجية ] فهذه لها ذرائع كثيرة ومتشعبة , وكما أسلفت هي منتشرة بشكل واسع للأسف وقضية لابد أن تعالج بالتوعية والتشديد يكفي أن حكم مرتكبها شرعاً [ الرجم ] فهو من أقصى العقوبات المنزلة في الشريعة الإسلامية لعظم الجرم وخطره , ومع أتساع مجال التقنية من إنترنت وهواتف ذكية وتعدد وسائل الاتصال المجاني و المدفوع سهل على الخائن تنفيذ خيانته سواء من الجنسين [ رجل – امرأة ] وغالباً نجد الذريعة الأقوى في هذه الخيانة هي [ عدم توفر الحب في بيت الزوجية ] لذلك لزم طلبه خارج البيت في نظر من يقوم بهذا العمل , بل ونجد ممن يفعل هذا الفعل تمسك غريب وقناعة ربما تكون تامة تبيح له ما يقوم به ويبرر لنا الفعل وكأنه يحثنا على إتباعه من شدة الإيمان بفعله ولا أعلم حقيقة هل الأمر مضحك أم مبكي ونحن نشاهد استرخاص هذه العلاقة الربانية بهذه الطريقة وبهذه الذريعة الباطلة , هل الحياة الزوجية عند هؤلاء انحصرت مجملاً في [ الحب ] ومع فقدانه أو فتوره تباح الطرق غير المشروعة لتلبية النفس الجنسية ألا يملكون لحظات جميلة تستحق منهم الوفاء وقبل ذلك ألا يملكون [ خوفاً من الشارع لهذه العلاقة ] وبدل من البحث عن الحب خارج الإطار الزوجي ألم يحدثوا أنفسهم عن محاولة بثـه داخل هذا البيت ويتمتعون بشرعية الإستمتاع به طوال حياتهم بدل من ممارسته خفية وبدون لذة روحية سوى تلك الجسدية التي تذهب بعد دقيقة أو أقل من ممارسة ما يريدون , الحب خارج هذه العلاقة المشروعة هو [ وهم ] يعيشه الإنسان ينتهي مع تلاصق الأجساد ويتبدد مع لقاء آخر لشخص مختلف شكلاً ويحمل نفس الروح الخبيثة , وفي المقابل هناك أشخاص يعيشون الحب في بيوتهم الزوجية ولكن مع ذلك يخونون , هؤلاء يحاجون رغباتهم بأنهم يريدون التجديد ويتخذون هذه الحجة ذريعة بأن زوجاتهم أو أزواجهن لا يجيدون التغيير في نمط الحب وأن الحب معهم أصبح روتين كمن يأكل [ زيتونة ] كل صباح بشكل مستمر لذلك يبحثون عن [ التوت و الخوخ و الرمان ] من مبدأ التنويع , هذا عن المتمسكين بذريعة الحب , هناك شريحة أخرى من المتزوجين و المتزوجات الخائنين يحتجون بعدم الراحة في الحياة الزوجية وعدم التفاهم ومشاكل الأسرة والعنف , لذلك هم يبحثون عن الراحة فقط في العلاقة الخفية ويجدون مساحة للفضفضة والبوح للشريك الجديد المختبئ ولا مانع من الممارسة الجسدية فهي ثمن لابد من دفعه كي تقوى العلاقة وتتأصل. في حين أنهم لم يكلفوا أنفسهم بحل مشاكلهم والمصارحة مع الشريك الشرعي وربما تكون تلك المشاكل لا تحتاج منهم سوى التنازل عن بعض المعوقات أو ربما أسهل من ذلك , لكن إختاروا الطرق الملتوية كي يحافظوا على كبريائهم المزعوم و الكاذب , الحياة الزوجية لا تحتمل هذا الزيف والعلاقة مع شريك الحياة لابد أن تحضى بالتنازلات كي نحافظ عليها من الهدم .
أخيراً الخائن في صراع دائم مع نفسه لأنه لا يجد الراحة في ممارسة الخيانة حتى وإن أقنع نفسه مبدئياً بها لأنه لا يفعل شيء أخلاقياً كي يشعر بعده بالراحة . ولأنه سوف يرى الجميع بنفس طبعه وهذا حتماً لن يجعله مرتاحاً وسينشغل مدى حياته بالوهم و بالبحث عن أشخاص يثق بهم ولا يخونونه.
جزاء السلطاني
15/6/2011
سأعرض ما يدور في خُلدي عبر هذه المقالة عن بعض ذرائع الخيانة على مستويين مهمين هما [ خيانة الوطن – خيانة الحياة الزوجية ] ولعل الأخيرة منتشره بشكل كبير في مجتمعنا مع تعدد الوسائل التقنية وحضور الذرائع الوهمية , فالجانبين مهمين في حياتنا البشرية الأول يمس الإنتماء و الأمان وَ الأمن أيضاً , والآخر يمس الحياة الإجتماعية ويؤثر سلباً عليها عبر إنقلاب فِطرة مشروعية الزواج وما يهدف له من خلال التشريع الرباني لهذه العلاقة الإنسانية التي تعتبر من أقوى علاقات البشر ببعضها .
ومن ذرائع خيانة الوطن التي يتغنى بها [ الخائنين ] :
أولاً : ذريعة البطالة وعدم توفير فرص العمل للشباب وَ الشابات , فنجد المتغنين بهذه الذريعة يعولون على ثروات الوطن الإقتصادية ومكانته العالمية ويقارنون مستوى المعيشة بدول ربما تكون أقل كثافة سكانية من الوطن الذي يعيشون به وينتمون له , فنجدهم يطلبون الرزق [ على حد زعمهم ] عبر قنوات محظورة شرعياً و سياسياً و اجتماعياً من خلال [ تهريب المخدرات – ترويجها – استقدام العمالة بحجة العمل وتسييبها – تنظيم عصابات التسول وخطف الأطفال – فتح بيوت الدعارة وإقامة المجون ] بالإتفاق مع جهات وأفراد خارج الوطن , وحجتهم في ذلك أن الوطن لم يجعل لهم طريقاً شرعياً ومباحاً لطلب رزقهم , وهذا أمر باطل لدى العاقلين المدركين بأن أبواب الرزق كثيرة غير [ الوظائف الرسمية ] لكن هؤلاء الأشخاص فقدوا مبدأ التوكل على الله .
ثانياً : ذريعة [ الإصلاحات السياسية ] من تعديل على مواد الدستور الوطني أو استحداث لمواد تخالف سياسة الوطن أو تخالف شريعته الدينية وكأن هذا الدستور بنظرهم وضِع لتحقيق الرغبات الذاتية والأهواء الفردية ضاربين برغبات المواطنين الآخرين عرض الحائط فهم يعيشون لوحدهم في هذا الوطن , وهذه الفئة انشغلوا بإصلاح الوطن قبل أن يصلحوا أنفسهم ونصبوا أنفسهم محاميي دفاع عن جميع شرائح المجتمع وطوائفه , ونجدهم يجيشون الآراء الخارجية ضد الوطن ويستميتون لزرع الفتنة الداخلية وبذرها عبر أقاويل وحكايات يميلون بها إلى طريق يوافق مصلحتهم الشخصية , هؤلاء يمرقون من جسد الوطن كما يمرق السهم من الرميّة بجميع أشكالهم وأعراقهم ومذاهبهم محدثين انقسامات وخلافات من بعدهم لا تهدأ إلا بهدم الوطن.
هذه الذريعتين لخيانة الوطن من أقبح الذرائع فهي تلامس بعض الحقيقة المشروعة للمطالبة فيها لكن مع اختلاف النية وانقلابها فهي ليست شرعية مطلقة بل تحكمها قواعد ولها روابط لا يجب فصل بعضها عن الآخر .
أما خيانة [ الحياة الزوجية ] فهذه لها ذرائع كثيرة ومتشعبة , وكما أسلفت هي منتشرة بشكل واسع للأسف وقضية لابد أن تعالج بالتوعية والتشديد يكفي أن حكم مرتكبها شرعاً [ الرجم ] فهو من أقصى العقوبات المنزلة في الشريعة الإسلامية لعظم الجرم وخطره , ومع أتساع مجال التقنية من إنترنت وهواتف ذكية وتعدد وسائل الاتصال المجاني و المدفوع سهل على الخائن تنفيذ خيانته سواء من الجنسين [ رجل – امرأة ] وغالباً نجد الذريعة الأقوى في هذه الخيانة هي [ عدم توفر الحب في بيت الزوجية ] لذلك لزم طلبه خارج البيت في نظر من يقوم بهذا العمل , بل ونجد ممن يفعل هذا الفعل تمسك غريب وقناعة ربما تكون تامة تبيح له ما يقوم به ويبرر لنا الفعل وكأنه يحثنا على إتباعه من شدة الإيمان بفعله ولا أعلم حقيقة هل الأمر مضحك أم مبكي ونحن نشاهد استرخاص هذه العلاقة الربانية بهذه الطريقة وبهذه الذريعة الباطلة , هل الحياة الزوجية عند هؤلاء انحصرت مجملاً في [ الحب ] ومع فقدانه أو فتوره تباح الطرق غير المشروعة لتلبية النفس الجنسية ألا يملكون لحظات جميلة تستحق منهم الوفاء وقبل ذلك ألا يملكون [ خوفاً من الشارع لهذه العلاقة ] وبدل من البحث عن الحب خارج الإطار الزوجي ألم يحدثوا أنفسهم عن محاولة بثـه داخل هذا البيت ويتمتعون بشرعية الإستمتاع به طوال حياتهم بدل من ممارسته خفية وبدون لذة روحية سوى تلك الجسدية التي تذهب بعد دقيقة أو أقل من ممارسة ما يريدون , الحب خارج هذه العلاقة المشروعة هو [ وهم ] يعيشه الإنسان ينتهي مع تلاصق الأجساد ويتبدد مع لقاء آخر لشخص مختلف شكلاً ويحمل نفس الروح الخبيثة , وفي المقابل هناك أشخاص يعيشون الحب في بيوتهم الزوجية ولكن مع ذلك يخونون , هؤلاء يحاجون رغباتهم بأنهم يريدون التجديد ويتخذون هذه الحجة ذريعة بأن زوجاتهم أو أزواجهن لا يجيدون التغيير في نمط الحب وأن الحب معهم أصبح روتين كمن يأكل [ زيتونة ] كل صباح بشكل مستمر لذلك يبحثون عن [ التوت و الخوخ و الرمان ] من مبدأ التنويع , هذا عن المتمسكين بذريعة الحب , هناك شريحة أخرى من المتزوجين و المتزوجات الخائنين يحتجون بعدم الراحة في الحياة الزوجية وعدم التفاهم ومشاكل الأسرة والعنف , لذلك هم يبحثون عن الراحة فقط في العلاقة الخفية ويجدون مساحة للفضفضة والبوح للشريك الجديد المختبئ ولا مانع من الممارسة الجسدية فهي ثمن لابد من دفعه كي تقوى العلاقة وتتأصل. في حين أنهم لم يكلفوا أنفسهم بحل مشاكلهم والمصارحة مع الشريك الشرعي وربما تكون تلك المشاكل لا تحتاج منهم سوى التنازل عن بعض المعوقات أو ربما أسهل من ذلك , لكن إختاروا الطرق الملتوية كي يحافظوا على كبريائهم المزعوم و الكاذب , الحياة الزوجية لا تحتمل هذا الزيف والعلاقة مع شريك الحياة لابد أن تحضى بالتنازلات كي نحافظ عليها من الهدم .
أخيراً الخائن في صراع دائم مع نفسه لأنه لا يجد الراحة في ممارسة الخيانة حتى وإن أقنع نفسه مبدئياً بها لأنه لا يفعل شيء أخلاقياً كي يشعر بعده بالراحة . ولأنه سوف يرى الجميع بنفس طبعه وهذا حتماً لن يجعله مرتاحاً وسينشغل مدى حياته بالوهم و بالبحث عن أشخاص يثق بهم ولا يخونونه.
جزاء السلطاني
15/6/2011