[quote=ملك الليـــل;10067]جزاك الله خير أبو عثمان
لي توضيح بسيط فقط
البغضاء تعني شدة البغض .
أي أن البغضاء تحمل معنى البغض وتزيد عليه بالحقد والعداوة ، بينما البغض تحمل معنى الكره وهي ضد الحب فقد تبغض في شخص جانباً وتحب جانباً آخر.
وقد قلت أخي الكريم (فعقيدة الولاء والبراء تجاه الكفار بغض لاحب فيه)
بغض وليس بغضاء
فنبغضهم لكفرهم دون أن نزيد في العداوة والحقد
أخي الحبيب ملك الليل :
من حيث البغض أو البغضاء عبر بما شئت فكلا الأسلوبين ورد في القرآن وكلاهما مطلوب من المؤمن تجاه الكافر (شدة البغض الذي لا يترك في القلب ذرة من الحب لمن حاد الله ورسوله) ,والعداوة غير البغضاء كما سيأتي بيانها لاحقا :
أما إظهار العداوة تجاه الكافر فالحال يحتاج إلى تفصيل :
الكفار على حالتين :
الحالة الأولى :
كفار قاتلوا المسلمين , وأخرجوهم من ديارهم , وظاهروا على إخراجهم , أو تسببوا في ذلك قولا أو فعلا , فهؤلاء يبغضون , وتظهر لهم العداوة .
قال تعالى :
(قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِى إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءآؤاْ مِّنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَآءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لاًّبِيهِ لاّسْتَغْفِرَنَّ لَكَ ) الممتحنة: ٤
قال الشنقيطي في أضواء البيان 8/85 "فالتأسي هنا في ثلاثة أمور : أولاً : التبرؤ منهم ومما يعبدون من دون الله , ثانياً : الكفر بهم . ثالثاً : إبداء العداوة والبغضاء وإعلانها وإظهارها أبداً إلى الغاية المذكورة حتى يؤمنوا بالله وحده , وهذا غاية في القطيعة بينهم , وبين قومهم وزيادة عليها إبداء العداوة والبغضاء أبداً والسبب في ذلك هو الكفر فإذا آمنوا بالله وحده انتفى كل ذلك بينهم ".
قال ابن كثير في تفسيره 4/349 "يعني وقد شرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا ما دمتم على كفركم فنحن أبدا نتبرأ منكم ونبغضكم".
قال الشوكاني في فتح القدير 5/212 : "وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا : أي هذا دأبنا معكم ما دمتم على كفركم , حتى تؤمنوا بالله وحده وتتركوا ما أنتم عليه من الشرك فإذا فعلتم ذلك صارت تلك العداوة موالاة والبغضاء محبة".
أحكام القرآن قال الجصاص في أحكام القرآن 5/326 "فأمر الله الناس بالتأسي بهم في إظهار معاداة الكفار وقطع الموالاة بيننا وبينهم ". وكلام العلماء كثير أكتفي بهذا .
هذا الأصل بيننا وبين الكفار أعداء الملة ,
ولكن إن كان الكافر ذو سطوة وخشي من بطشه فيجوز المداراة له لا المداهنة ,
وإليك الدليل وكلام العلماء :
قال تعالى : (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أوليآء من دون المؤمنين , ومن يفعل ذالك فليس من الله في شىء إلا أن تتقوا منهم تقاة ).
قال الشنقيطي في أضواء البيان 1/413 : "الموالاة بسبب خوف وتقية وإن كانت بسبب ذلك فصاحبها معذور : وهو قوله تعالى (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أوليآء من دون المؤمنين , ومن يفعل ذالك فليس من الله في شىء إلا أن تتقوا منهم تقاة ) فهذه الآية الكريمة فيها بيان لكل الآيات القاضية بمنع موالاة الكفار مطلقا وإيضاح لأن محل ذلك في حالة الاختيار وأما عند الخوف والتقية فيرخص في موالاتهم بقدر المداراة التي يكتفي بها شرهم ويشترط في ذلك سلامة الباطن من تلك الموالاة ". وكلام الفسرين مطابق لهذا القول.
الحالة الثانية :
قسم مسالم لم يقاتل المسلمين ولم يخرجهم من ديارهم , فلم ينه الله المسلمين عن برهم والإقساط إليهم ,
وفرق بين الإذن بالبر والقسط , وبين النهي عن الموالاة والمودة . (البغض مطلوب في هذه الحالة ) وهم الذين كفروا بما جاءهم من الحق لكنهم لم يعادوا المسلمين في دينهم لا بقتال ولا بإخراج ولا بمعاونة غيرهم عليهم ولا ظاهروا على إخراجهم فهؤلاء من جانب ليسوا محلاً للموالاة لكفرهم وليس منهم ما يمنع برهم والإقساط إليهم .انظر : أضواء البيان 8/90.
فائدة :
والتعبير القرآني دائما يجمع بين العداوة والبغضاء ,ولم يفصلهما مما يدل والله أعلم أن بينهما فرق : وأن البغضاء للقلب , والعداوة ما سوى ذلك. والله أعلم .
وإليك الآيات التي جمعتهما , ولو لم يكن هناك فرق لما جمعا سويا ولاكتفى بواحدة فتأمل :
(1) (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِى إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءآؤاْ مِّنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَآءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لاًّبِيهِ لاّسْتَغْفِرَنَّ لَكَ ). الممتحنة: ٤
(2) (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر). المائدة
(3) (ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضآء إلى يوم القيامة ). المائدة
(4) (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشآء وليزيدن كثيرا منهم مآ أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضآء إلى يوم القيامة).المائدة
فيتضح الفرق بين العداوة والبغضاء. وإلا فما قيمة جمعهما سويا.
قال الأصبهاني في المفردات في غريب القرآن 1/55 "البغض نفار النفس عن الشيء الذي ترغب عنه وهو ضد الحب فإن الحب انجذاب النفس إلى الشيء الذي ترغب فيه يقال بغض الشيء بغضا وبغضته بغضاء".
وفي كتاب طلبة الطلبة للنسفي 1/317 : "فالعداوة مصدر العدو وهو الذي يعدو أي يظلم فعلا , والبغضاء هي شدة البغض وهي في القلب ".
وفي كتاب التعاريف للمناوي 1/287 "الحقد : الانطواء على العداوة والبغضاء , وتحقيقه أن الغضب إذا لزم كظمه لعجز عن التشفي حالا رجع إلى الباطن فانحصر فيه فصار حقدا ".
قلت يا أخي ملك الليل :
كل هذا الكلام للكفار والكلام في الموضوع ليس عن كافر بل فاسق إن صح الخبر
فلا يجب أن نخلط بين الكافر والفاسق حتى لانظلم أنفسنا وإخواننا فندخل في باب التكفير والعياذ بالله
أخي الحبيب :
هذه الفتوى نقلتها بشحمها ولحمها من (الشيخ المنجد) ولم أزيد أو أنقص فيها فهي تفصل حال الدعاء على الكافر المعين وغير المعين , وتفصل حال الدعاء على أصحاب المعاصي (الفاسق) المعين وغير المعين , ووصف الفعل دون الفاعل ووصف الفاعل والفعل . وكل ما أريده منك إعادة قراءة الفتوى بتأن وتركيز وطول نفس , حتى تفرق بين الأقسام والأحوال ,
وبالمناسبة عندي بحث طويل مفصل بالموضوع لا أريد أن أطيل فيه وإن أردت سرده سردته لك , ولكن أرى هذا كافيا جدا فعد إلى قراءته بارك الله فيك.
ليس هنا خلط في الموضوع لن ندخل في باب التكفير !!
سأعيد تلوين ما يتعلق بالعاصي بلون أزرق !! فارجع إليه.
ختاما" أتمنى أن يكون ما سقته كافيا , واسأل التوفيق لي ولكم ولجميع المسلمين , وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.