أخي الزير :
بارك الله فيك على هذه الخواطر الجميلة التي هي نفثة مصدور يتحرق على واقع أمته المؤلم , البئيس : ذل , وضعف , وتأخر كما قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِهَا , فقال قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ ؟ , قال : بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ , وَلَيَنْزَعَنَّ الله من صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ الله في قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ فقال قَائِلٌ يا رَسُولَ اللَّهِ وما الْوَهْنُ قال حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ". رواه أبو داود في السنن 4/111
فهذا الحديث يحكي حالنا الذي نحن فيه الآن ولا حول ولا قوة إلا بالله ,
سلمت يمينك على كلماتك الجميلة المؤثرة :
(عليك من الله ما تستحق ايها القلم الفاجر الى اين ستذهب بي تريد التطبيع مع اليهود )
حمى الله بلاد المسلمين من كل سوء ومكيدة , وأخزى المطبعين
(اعرف باني مسلم متمسك بديني موحد لربي حاباً رسولي ,دمي يغلي ويذرف دمعي عندما ارى اطفال العراق )
لا عدمناك , وأكثر الله من أمثالك .
وتقبل إعجابي .
أخي عبنش : بارك الله فيك
ذكرت صنفا غلا غلوا مفرطا مخالفا لهدي النبوة وسار بالناس مسيرة التعقيد , وشنع على المخالف , وقلت عن هذا الصنف :
(لماذا أصبحت الحياه..تدار إحتماعيا وقيميا بل حتى في أحيان دينيا برأي واحد..غير قابل للتقييم غير قابل لللنقد..غير قابل للنقاش.!! ...كل الناس في نظرهم مجرد أوعيه..تصب فيها ماشئت....وبمجرد ان يخرج أحدهم عن هذه العباءه...حتى يرسلوا اليه تلك الببغاءات التي تردد دون وعي . في علاقاتنا الإجتماعيه أخضعوها لأفكارهم ...وبدأوا يقيدون الناس بقيود العيب والعنصريه وال....الذي لايوجد الا في مخيلتهم وفي أفكارهم المريضه..لادين ولاعقل ولامنطق ..يقرها..ومع ذلك لازالت تسير مجتمع بأكمله)
وقد وصفت هذا الصنف وصفا كافيا شافيا , اكتفي فيما نقلت وأحيل إلى كتابتك الجميلة .
ولكن هناك صنف آخر لم تذكره , اسمح لي أن أكمل المهمة وأذكره عنك , وهو صنف مشابه للصنف الأول الذي ذكرته تماما ولكنه في الطرف الآخر البعيد :
وهو الصنف الذي فرط , ودعا إلى التحرر من كل فكر وكل دين وكل قيم , وجعل الغرب الكافر قبلته لايرى الحياة والجمال إلا بعينه , وكل أسلوب وطريقة للتعبير خارجة عن إطاره فهي تخلف !! يدعو بشكل محموم بالالتحاق بالمركبة الغربية في كل شيء : في العادات والقيم , والسلوك , بل حتى في الأذواق والرغبات , ووصفوا من يخالفهم بالجاهل والمتحجر والمنغلق , وهم المنفتحون والمتحررون , الذين يتنفسون الحياة في الهواء الطلق !! كما يزعمون , دعاة الانحلال والتعري دعاة الفجور والتخلي , أعداء الفضيلة والقيم , المتأمركون المتفرنسون , المتبرطنون !!
نعم هذا التيار يشق طريقه وبقوة , وجسارة أعاذنا الله والمسلمين من شرورهم إنهم الذين أشار لهم أخي الزير بقوله (ليبرالي) علماني ,
يريدون فصل الدين عن مناحي الحياة ! يريدون إشاعة الفحشاء والمنكر والعهر في صفوف المسلمين ,
يصفون كتب الحديث والتفسير بالكتب الصفراء , يجعلون عقولهم الفاسدة أدوات للتحكيم على كتاب الله وشرعه ,
إنني أنضم إليك يا أخي عبنش في التحذير من المنغلقين , وكذلك أحذر من عباد أمريكا
وليتهم اكتفوا بما عند العدو من الحضارة والتطور الصناعي والتكنلوجي , ولكنهم يريدون أن يصبغونا بصبغتهم فلا يظهر لون آخر , وقد قال الله تعالى (ومن أحسن من الله صبغة لقوم يوقنون) سورة البقرة.
إنا في هذا التحذير نرد الصنفين وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم , الذي تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها وضح لنا كل شيء . (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا).
اللهم صلى على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مزيدا
ختاما :
أسجل إعجابي بطروحاتكما الجميلة القيمة وبارك الله فيكما .
أبو عثمان .