عرض مشاركة واحدة
قديم 10-28-2011, 12:59 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية محطة إرتواء

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 621
المشاركات: 2,955 [+]
بمعدل : 0.52 يوميا
اخر زياره : [+]
 

الإتصالات
الحالة:
محطة إرتواء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محطة إرتواء المنتدى : المنتدى الاسلإمي
افتراضي

بدائع الفوائد
إبراهيم في الناس بالحج فأجابوا , ودعاهم فلبوا ... جاءوا إليه رجالاً على أرجلهم ,
وركبانا على كل ضامر, جاءوا للحج من كل فج , الشوق يحدوهم , والرغبة تسوقهم ..

فهل مرَّ بك ركب أشرف من ركب الطائفيين ,
وهل شممت عبيراً أزكى من غبار المحرمين ,
وهل هزَّك نغم أروع من تلبية الملبين ...
لقد كان شوق السلف الصالح للبيت - مع بعد الشقة,
وصعوبة الترحال, وقلة الظهر, وشدة الحال – شيئاً لا يوصف
يصدق عليهم قول القائل :


هتف المنادي فانطلق يا حادي *** و ارفق بنا إن القلوب صــوادي

تتجاذب الأشواق وجد نفوسنا *** ما بين خاف في الضلوع و باد
و تسافر الأحلام في أرواحنا *** سفراً يجوب مفاوز الآماد
و نطوف آفاق البلاد فأين في *** تطوافنا تبقى حروف بلاد
هتف المنادي فاستجب لندائه *** و امنحه وجدان المحب .. و ناد
لبيك .. فاح الكون من نفحاتها *** و تعطَّرت منها ربوع الوادي
لبيك .. فاض الوجد في قسماتها *** و تناثرت فيها طيوف وداد
لبيك .. فاتحة الرحيل و صحبه *** هلا سمعت هناك شدوا الشادي
هذا الرحيل إلى ربوع لم تزل *** تهدي إلى الدنيا براعة هاد
هذا المسير إلى مشاعر لم تزل *** تذكي المشاعر روعة الإنشاد
إنه الشوق إلى أرض الرحمات
إنه الشوق إلى أرض العطايا و الهبات
فحق للنفوس أن تتوق
و حق للأرواح أن تحلق أملاً في الوصال ,
فخذ من خبرهم ما يبعث فيك الرغبة , ويحرك في قلبك الشوق
تعال معي نستعرض بعض حديث الأشواق :

1- ذكر بعض أهل السير أن شقيق البلخي أبصر في طريق الحج مقعداً يتكأ على إليته يمشي حيناً


و يضعن حيناً يرتاح حيناً و يمشي أخرى
كأنه من أصحاب القبور مما أصابه من وعثاء السفر و كآبة المنظر
قال له شقيق يا هذا أين تريد
قال أريد بيت الله العتيق
قال من أين أتيت ؟ قال من وراء النهر
قال كم لك في الطريق ؟ فذكر أعواماً تربوا على عشر سنين قال فنظرت إليه متعجباً قال يا هذا مما تتعجب
قال أتعجب من بعد سفرك و ضعف مهجتك
قال أما بعد سفري فالشوق يقربه و أما ضعف مهجتي
فالله يحملها
يا شقيق أتعجب ممن يحمله اللطيف الخبير إذا شاءسبحانه
2- قدم ابن جريج وافدا على معن بن زائدة لدين لحقه
فأقام عنده إلى عاشر ذي القعدة
فمر بقوم تغني لهم جارية بشعر أمية بن ربيعة :
أمةِ الوهاب منزلنا *** إذا حللنا بسيف البحر من عدن
و احتل أهلك أجياداً فليس لنا *** إلا التذكر أو حظ من الحزن

تالله قولي له في غير معتبة ما *** ذا أردت بطول المكث في اليمن
إن كنت حاولت دنيا أو ظفرت بها *** فما أصبت بترك الحج من ثمن

قال فبكى ابن جريج و انتحب و أصبح إلى معن و قال : إن أردت بي خيراً فردني إلى مكة و لست أريد منك شيئاً
قال : فاستأجر له أدلاء و أعطاه خمسمائة دينار
و دفع إليه ألفاً و خمسمائة فوافى الناس يوم عرفة .













عرض البوم صور محطة إرتواء   رد مع اقتباس