الأخ لغوياً : آخى فلاناً ، يُواخيه ، مؤأخاة ، إخاء : أى اتخذه أخاً
تآخيَا : أى صارا كالأخوين
ويقال أخو الشىء أى صاحبه ومُلازمه
لذا فالأخ هو الوجه الأخر لأخيه
نبينا صلوات ربي وسلامه عليه ماذا قال عن الأخوة في الله ؟
أتحدث يوما عنها ؟
أو حثّ يوما عليها ؟
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
"المؤمن مرآة أخيه"
يرى الانسان فيه عيوبه و زلاته
و عندما يقع ينصحه أخوه نصيحة المخلص . .
فيخرج الكلام من القلب الى القلب . .
الأخ يقدم النصح لأخيه ,حتى وإن علت منزلة الأخ
أو كان مقامه كبيرا
أخوة الصاحبة الكرام رضوان الله تعالى عليهم كانت وماتزال مضرب المثل في قوتها وصلابتها
فهل كانوا رضوان الله عليه يقبلون نصيحة الأخ؟
سار عمر رضى الله عنه و بجواره عبد الرحمن بن عوف : يا عبد الرحمن أرى نورا فى بيت فلان .. قال: نعم يا أمير المؤمنين.
فلما اقترب عمر و عبد الرحمن سمعا صوت جلبة من ضحك فقال عمر : هذا بيت عمر بن أمية بن خلف!! و لابد أنهم قد شربوا فسكروا .
قال عبد الرحمن : يا أمير المؤمنين إرتكبنا معصية ,أنا و أنت قال ربنا :" و لا تجسسوا ........" و نحن قد تجسسنا .
و عمر هو الحاكم العام الذى قد تبيح له سياسة الدولة العليا أن يتجسس أو أن يراقب ليعرف أوكار الخارجين لكن هناك من ذكره بالله . . .
سبحان الله العظيم
عمر بن الخطاب
فاروق الأمة
إذا سلك طريقاً سلك الشيطان غيره
يوم ان نصحه أخاه توقف
هي قلوب عامرة بدين الله تعالى ,تقبل النصح والإرشاد من الإخوة
هذه هي الأخوة الحقة في الله . . .
هذه هي الأخوة الحقة في الله . . .
الأعراب
هم أهل البادية ,من لهم فصاحة اللسان
فكيف كان تعبيرهم في الأخوة ؟
وماا قالوا عنها بلسانهم ؟
سُئِلتْ أعرابية : أيتها الأعرابية ماذا تقولين الأخ ؟
قالت:
الأخ مفقود !! لإنه إذا فُقد لا يُعوض .
فالأخ بمثابة اليد من اليد الأخرى كما قال أحد الصحابة :
" إنما الإخوان فى الله كاليد تغسل إحدهما الأخرى "...
في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا أَنْتُمْ فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ ).
رُوى عن على رضى الله عنه قال :
لأن أجمع إخوانى على صاعٍ من الطعام أحبُ إلى من أن أعتق رقبة ..
عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا ً :
أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله.
رواه الطبراني
سلف الامة
هم من ساروا على نهج النبي صلوات ربي وسلامه عليه
وكان لهم مع الإخوان أحوال
وسطر لهم الدهر أقوال
فمما قاله بعضهم في الأخوة في الله :
- قال الحسن البصري :
إخواننا أحب إلينا من أهلينا ، إخواننا يذكروننا بالآخرة وأهلونا يذكروننا بالدنيا. . .
- قال بعض السلف:
إن الذباب ليقع على صديقي فيشق علي . . .
قال الإمام الشافعى رحمه الله تعالى :
سلام ٌ على الدنيا إذا لم يكـن بها * * * صديق ٌصدوق ٌصادق الوعد منصفا
وكان خيثمة حمه الله يصنع الخبيص والطعام الطيب فيدعو إبراهيم والأعمش ويقول :
كلوا فما صنعته إلا لكم
دوماً نتحدث عن الإخواه
ونقول هذا أخي في الله
وهذه أختي في الله
ولكن
ماصفة من جعلت الرابط بيني وبينه الله تعالى
فهل هي صفات دنيا ,أم دين ؟
المواصفات اللازمة لتحقيق الأخوة فى الله :-
- أن تحبه لله وفى الله ولله
في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ أَيْنَ تُرِيدُ قَالَ أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ قَالَ هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا قَالَ لَا غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ).
رواه مسلم.
- يُعينكِ على طاعة الله عز وجل
قال تعالى :
( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ),
سورةالكهف 28 .
وعن أبى موسى الأشعري رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً) ,
متفق عليه ,واللفظ لمسلم .
- إن عصيت يُذكركِ بالله دائماً
وقال أحد الحكماء :
مجالسة العارف الزاهد تدعو من ست إلى ست :
من الشك إلى اليقين
ومن الرياء إلى الإخلاص
ومن الغفلة إلى الذكر
ومن الرغبة فى الدنيا إلى الرغبة فى الآخرة
ومن الكبر إلى التواضع ومن سوء الطوية إلى النصيحة .
قال عون بن عبد الله :
- جالسوا التوابين فإنهم أرق الناس قلوبا .
فلا تصحب أخا الجهل وإياك وإيـاه ** فكم من جاهل أردى حليما حين آخاه
يقـاس المرء بالمرء إذا ما المرء ماشـاه** وللشيء من الشيء مقاييــس وأشباه
وللقلب علــــى القلــــب ** دليـــل حيـــن يلقــــاه
** وصية حروفها من ماء الذهب **
ذكرعلقمة العطاردى فى وصيته لإبنه حين حضرته الوفاة قال :
يابني إذا عرضت لك إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب من إذا خدمته صانك ,وإن صحبته زانك ,وإن قعدت بك مؤنة مانك ،
إصحب من إذا مددت يدك بخير مدها وإن رأى منك حسنة عدها وإن رأى سيئة سدها ،
إصحب من إذا سألته أعطاك وإن سكت ابتداك وإن نزلت بك نازلة واساك ،
إصحب من إذا قلت صدق قولك وإن حاولتما أمراً أمرك وإن تنازعتما آثرك. . .