أخي الحبيب ناصر بارك الله فيه :
أثلجت صدورنا بهذه الفوائد التي تشوقنا بها إلى دار الأفراح دار الخلود دار المؤمنين التي تطمح قلوبهم للوصول إليها ففيها سعادتهم التي لاشقاء بعدها وفرحهم الذي لا بؤس بعده , فحيهلا إلى جنات عدن فإنها منازلك الأولى وفيها المخيم ,
ومشاركة لما ساقه أخي ناصر فإني أسوق لكم هذين النصين :
الأول :
يَقُولُ علي رضي الله عنه : { وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا } حَتَّى إذَا انْتَهَوْا إلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ , وَجَدُوا عِنْدَ بَابِهَا شَجَرَةً يخْرُجُ مِنْ تَحْتِ سَاقَيْهَا عَيْنَانِ , َيَأْتُونَ إحْدَاهُمَا كَأَنَّمَا أَمَرُوا بِهَا , فَيَتَطَهَّرُونَ فِيهَا ، فَتَجْرِي عَلَيْهِمْ نَضْرَةُ النَّعِيمِ ، قَالَ : فلا تَتَغَيرُ أَبْشَارُهُمْ بَعْدَهَا أَبَدًا ، ولا تُشَعَّثُ شُعُورُهُمْ بَعْدَهَا أَبَدًا ، كَأَنَّمَا دَهنُوا بالدّهان , قَالَ : ثُمَّ يَعْمِدُونَ إلَى الآُخْرَى فَيَشْرَبُونَ مِنْهَا , فَتَذْهَبُ مَا فِي بُطُونِهِمْ مِنْ أَذًى , وَقَذًى ، وَتَتَلَقَّاهُمْ الْملائِكَةُ , فَيَقُولُونَ :{ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ , طِبْتُمْ , فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ } قَالَ : وَيَتَلَقَّى كُلُّ غِلْمَانٍ صَاحِبَهُمْ , يُطِيفُونَ بِهِ , فِعْلَ الْوِلْدَانِ بِالْحَمِيمِ يَقْدَمُ مِنْ الْغَيْبَةِ ، يَقُولُونَ : أَبْشِرْ قَدْ أَعَدَّ اللَّهُ لَك مِنْ الْكَرَامَةِ كَذَا ، وَيَسْبِقُ غِلْمَانٌ مِنْ غِلْمَانِهِ إلَى أَزْوَاجِهِ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ , فَيَقُولُونَ لهن: هَذَا فلانٌ بِاسْمِهِ فِي الدُّنْيَا قَدْ أَتَاكُنَّ ، قَالَ : فَيَقُلْنَ : أَنْتُمْ رَأَيْتُمُوهُ ، فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَيَسْتَخِفّهُنَّ الْفَرَحُ حَتَّى يَخْرُجْنَ إلَى أُسْكُفَّةِ الْبَابِ ، قَالَ : وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ , فَإِذَا نَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ , وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ، فَيَتَّكِئُ عَلَى أَرِيكَةٍ مِنْ أَرَائِكِهِ ، قَالَ : فَيَنْظُرُ إلَى تَأْسِيسِ بُنْيَانِهِ , فَإِذَا هُوَ قَدْ أُسِّسَ عَلَى جَنْدَلِ اللُّؤْلُؤِ بَيْنَ أَصْفَرَ وَأَحْمَرَ , وَأَخْضَرَ , وَمِنْ كُلِّ لَوْنٍ ، قَالَ : ثُمَّ يَرْفَعُ طَرَفَهُ إلَى سَقْفِهِ , فَلَولا أَنَّ اللَّهَ قَدَّرَهُ لَهُ لألَمَّ بَصَرَهُ أَنْ يَذْهَبَ كالْبَرْقِ , ثُمَّ قَرَأَ : { وَقَالُوا : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا , وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَولا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ } .
رواه ابن أبي شيبة (34004) , ومن طريقه أبو نعيم في صفة الجنة (281) , ورواه المروزي في زياداته على الزهد لابن المبارك (1450) ,والبغوي في الجعديات وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (7) , والبيهقي في البعث (246), وصححه ابن حجر رحمه الله في المطالب العالية18/649.
والثاني :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه , قَالَ : إنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ , لَيُؤْتَى بِالْكَأْسِ , وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ زَوْجَتِهِ , فَيَشْرَبُهَا , ثُمَّ يَلْتَفِتُ إلَى زَوْجَتِهِ , فَيَقُولُ : قَدْ ازْدَدْت فِي عَيْنِي سَبْعِينَ ضِعْفًا حُسْنًا.
رواه ابن أبي شيبة (33993) , وابن أبي الدنيا (134) .ورجاله ثقات.
جعلنا الله وإياكم من أهل الجنة الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون آمين.