أخ منسدح وفقه الله :
أريد أخذ هذا الخبر من زاوية أخرى ليست بعيدة عنه :
وهي أننا قصرنا في تهيئة أبنائنا وإعدادهم بالقوة الكافية ,
فلم نستجب لقوله تعالى (وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة
ومن رباط الخيل ترهبون به عدوا الله وعدوكم) ,
وكذلك لم نقتدي بالهدي النبوي في هذا الأمر ,
فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم : أنه شجع الرماية , وحث عليها ,
ففي صحيح البخاري عن سلمة بن الأكوع قال: مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم
, على نفر من أسلم ينتظلون ( يرمون ) بالسوق ، فقال : " ارموا بني إسماعيل ,
فإن أباكم كان رامياً ، ارموا , وأنا مع بني فلان ". قال : فامسك أحد الفريقين بأيديهم ,
فقال صلى الله عليه وسلم : " مالكم لا ترمون ؟ " قالوا : " كيف نرمي , وأنت معهم؟ ,
فقال : ارموا , وأنا معكم كلّكم , وقال صلى الله عليه وسلم : ألا إنَّ القوةَ الرمي .
أيها الإخوة :
لقد استعد اليهود وقصرنا ودربوا أبناءهم وفرطنا ,
اهتموا بالقوة ونحن اهتممنا بالطرب !! أو الكرة !! أو الترف المباح كأحسن الأحوال!!
أبناؤنا يحسنون اللعب والمزاح , وأبناؤهم يحسنون هز الرماح ,
أبناؤنا يحسنون العود والتزمير !!, وأبناؤهم يحسنون وسائل التفجير !!
أين صدى النداء العمري في قلوبنا :
يقول أمير المؤمنين رضي الله عنه :
"علموا أبنائكم السباحة , والرماية وركوب الخيل"
لقد قصر أبناء هذا الجيل , في الأخذ
بوصية النبي صلى الله عليه وسلم أيما تقصير ,
فلا يستطيع أحدهم أن يمسك السلاح ,
فضلاً عن أن يرمي به , وهذا ما جرَّأ علينا الأعداء ,
وقلَّل مهابتنا في قلوبهم ,
وألبسنا ثوب الذلَّة , والمهانة ,
و الله لا يغير ما بقوم , حتى يغيروا ما بأنفسهم.
أخي المنسدح :
لفت اهتمامنا لأمر هام ينبغي أن نعد له العدة
بارك الله فيك