الصبر عند الصدمة الاولى
بسم الله الرحمن الرحيم
ما اشد وقع المصيبه على النفس حين تكون بعزيزا َ غال , أو ولد حبيب !! إنها لخطب جلل وكارثة
عظيمه قد يضيق عنها الصبر ولا تتحملها النفس ولكن الدين داوى هذه النفوس الجزعه بما يخفف
عنها وقع المصيبه والم الكارثه , فالمؤمن يعتقد بقضاء الله وقدرهـ وان كل ما يحدث فى هذه الحياه
من خير او شر ومن نفع او ضر
انما هو بقضاء من الله وتقدير منه فيرضى بحكم الله صابرا َ محتسبا َ طمعا فى مرضاة الله عز وجل
( ما آصاب من مصيبة فى الارض ولا فى انفسكم الا فى كتاب من قبل ان نبرأها إن
ذلك على الله يسير ..... )
هذا وفائدة الايمان بالقضاء والقدر ان تخفف المصيبه على قلب الانسان بسبب اعتقاده انها
بإرادة الله ومشيئته بيمنا الكافر ينفد صبره
ويضيع رشدهـ ولربما اضاع حياته ايضا َ بالانتحار لانه ليس لديه مايسليه او يعزيه او يخفف المصاب عنه .
عن انس بن مالك رضى الله عنه انه قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإمرأة تبكى
عند قبر فقال لها : (( اتقى الله وصبري ))
فقالت : إليك عنى فإنك لم تصب بمصيبتي - ولم تعرفه - فقيل لها : انه النبي صلى الله عليه وسلم ,
فأتت باب النبي فلم تجد عنده بوابين فقالت : لم اعرفك فقال : ( إنما الصبر عند الصدمة الأولى )
فـالاجر إنما يكون عظيما َ فى بداية المصيبه , حين تكون النفس ملذعتة بألم الكارثه ,
لابعد مضى سنين عديدة فإن الانسان ينساها ,
ويسلو قلبه عنها , فلا يعود لها فى الضلوع أى اثر , وبذلك يقل الاجر ولايجدي الصبر
وهذا ما ارشد اليه نبي الهدى والرحمه محمد صلى الله عليه وسلم فى توجيهه
الرشيد الحميد فى هذا الحديث .
أسال الله ان يحمى جميع المسلمين من المصائب وان يرزقهم الصبر عند وقوعها
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
نقل بتصرف من كتاب
( من كنوز السنه )