[FONT="Arial"][SIZE="5"][CENTER][COLOR="Purple"] شكراً لاضافتكِ الرائعة’ (أوركيد) اتفق معك بان كل منا له قناعاته
ورأيه ويجب الاستماع لاراء الاخرين ومناقشة تلك الاراء بكل اسلوب حسن
ولنا اسوة حسنة بمواقف المصطفى صلى الله عليه وسلم. نورد موقف واحد يوضح ادبه
الجم وحسن انصاته مع المحاور حتى ولو كان هذا المحاور مشركاً:
إنصاته لعتبة وتلطفه معه:
جاء عتبة بن ربيعة -أحد شيوخ المشركين أيام مكة- يتحدث إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
بحديث طويل يريد أن يثنيه عن دعوته، وكان من بين ما قال:
أنت خير أم عبد الله؟ أنت خير أم عبد المطلب؟ فسكت النبي، تأدبًا وإعراضًا عن الجاهلين!
فواصل عتبة قائلاً: إن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت،
وإن كنت تزعم أنك خير منهم فقل يسمع لقولك، لقد أفضحتنا في العرب
حتى طار فيهم أن في قريش ساحرًا، وأن في قريش كاهنًا،
ما تريد إلا أن يقوم بعضنا لبعض بالسيوف حتى نتفانى .
فلما عاين عتبةُ هذا الأدب الجم من رسول الله، خفف من حدة الحديث،
وقال: يا ابن أخي.. إن كنت تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً
جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت تريد به شرفًا
سودناك علينا حتى لا نقطع أمرًا دونك، وإن كنت تريد به ملكًا ملكناك علينا،
وإن كان هذا الذي يأتيك رئيًا [يعني جنون أو مس] تراه لا تستطيع رده عن
نفسك؛ طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما
غلب التابع على الرجل حتى يتداوى منه.
وما زال عتبة يتحدث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا الحديث
الذي لا يخلوا من التعريض أو من التجريح، ورسول الله صلى الله عليه وسلم
في إنصات واستماع بكل احترام للشيخ..
حتى إذا فرغ عتبة، قال له النبي صلى الله عليه وسلم -في أدب ورفق-:
"أفرغت يا أبا الوليد؟" قال: نعم.
قال: "اسمع مني".
قال: افعل.
فقرأ عليه النبي أول سورة فصلت.