(الأسنان )
مسائل التجميل في الأسنان تحتاج لتفصيل وشرح أكثر من إي شيء آخر ولعلي أن أجملها في المسائل التالية :
( الوشر )
وهو أن تحدد المرأة أسنانها وترققها لتبدو جميلة بيضاء لامعة للرائي , وهذا النوع أتفق العلماء على منعه وتحريمه لأنه من التلبيس بتغيير خلق الله ويلحق به الفلج كذلك وهو المباعدة بين الأسنان للتجميل ومثل ذلك تقصير السن الطويل وما أستجد حديثا من جعل حبات الألماس والكريستال وهكذا من تغيير خلق الله , ويقول علماء اللغة في تفليج الأسنان هو تباعد مابين الثنايا والرباعيات خلقة فإن تُكلف فهو التفليج وفي صحيح البخاري من حديث علقمة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن المتلفجات للحسن المغيرات خلق الله وكذلك ما أخرجه النسائي عن أبي ريحانة بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الوشر
(جسر تقويم الأسنان)
هو جسر تضعه الطبيبة لمريضتها بين أسنانها الغير مرتبة والمشوه للمنظر المعتاد وتطول مدته قرابة السنة أو تزيد فهذا لا حرج فيه إن شاء الله فهو إبعاد للعيب والتشويه وعلاج له ويلحق بذلك علاج وإزالة التسوس ونحوه
(تبيض الأسنان )
هو غسلها طبيا لإزالة ما بينها من أوساخ طلبا للزينة والبياض في الأسنان فلا حرج فيه وربما كان ذلك مطلبا شرعيا بإزالة العوالق والأوساخ فيما بين الأسنان من آثار الأطعمة المتحللة وتقوية اللثة
(أسنان الذهب والفضة )
بداية لا حرج في استصلاح الأسنان وتعويض الساقط منها أو التالف أو المتهالك بالذهب والفضة فقد جاءت النصوص الشرعية بجواز ذلك ويلحق بذلك جواز طلاء السن بالذهب منعا للتسوس إذا لم يوجد غيره وكذلك يجوز ما كان من غيرهما واحتاجته المرأة طبا من الأسنان الطبية الصناعية التي تدوم طويلا وتشبه كثيرا السن العادي تعويضا للسن التالف أو الساقط !!
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ) إذا جرت عادة النساء بأن تتحلى بأسنان الذهب فلا حرج عليها في ذلك فلها أن تكسو أسنانها ذهبا إذا كان هذا مما جرت العادة بالتجميل ولم يكن إسرافا لحديث أبي موسى الأشعري عند أبي داود والحاكم وصححه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحل الذهب والحرير للإناث من أمتي ) [31]
(أحمر الشفاه , الروج , تحمير الخدود)
هو ما يوضع على الشفتين حسب اللون المناسب للباس والإكسسوار المصاحب كالأحمر والموف ونحوهما والتحمير ما يوضع على الخدين من ذلك فهذا لا بأس به وخاصة للمتزوجة كي تتجمل لزوجها وتحسن في عينه وعين محارمها وبنات جنسها كذلك , ونص الشيخ ابن عثيمين رحمه الله على أن استعمال أدوات التجميل كتحمير الشفاه لا بأس به وكذلك تحمير الخدود فلا بأس به[32] وقال رحمه الله في موضع آخر ( تحمير الشفاه لا بأس به لأن الأصل هو الحل حتى يتبين التحريم ) [33]
(حبة الخال المصطنعة)
طريقةٌ جديدة للزينة انتشرت بين أوساط النساء وهي أن تأخذ قلماً بلون أسود أو صبغة سائلة لتضع علامة مموجة بما تُسمى بحبة الخال على الخد الأيمن أو تحت الشفاه أو في إي مكان يلفت نظر من يشاهدها وخاصة زوجها الذي يفرحه رؤية وجهها بهذا التجمل المشروع الذي لاحرج فيه إن شاء الله
(الوشم )
هوغرس الإبرة بالجلد ثم حشوه بالكحل وغيره وحكمه التحريم بإجماع العلماء لحديث ابن مسعود (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمة الواشمات والمستوشمات) رواه البخاري
وهناك صور للوشم قديما وحديثا ومنها نقش سائر الجسد وخاصة مواضع الفتنة أو في إي مكان كان منه كتحديد شكل العينين والشفتين ثم النقش عليها بالإبر وحشو الموضع باللون الملائم فتصبح العينان كحيلتين على الدوام وتصبح الشفتان دائمتي الحمرة وغير ذلك من أنواع الوشم المنهي عنه [34]
قال ابن حجر : ( وذكر الوجه للغالب وأكثر ما يكون في " الشفة " وذكر الوجه ليس قيدا وقد يكون في اليد وغيرها من الجسد وهذا يدل على أن حكم الوشم لا يختص بجزء معين إنما هو عام يشمل إي مكان وجد فيه الوشم )
وهنا رسالة عاجلة لكل من وضعت وشماً بأن تزيله عاجلا بدون مضرة وعليها التوبة مما مضى وهناك وسائل تقنية جديدة في عصرنا الحاضر يُزال بها الوشم عن طريق الليزر ومما يؤسف له حقا تمادى الكثير من النساء والفتيات تقليدا لبعض الممثلات الشهيرات في عالم الفن حتى وصل الوشم إلى أماكن لا أستطيع البوح بها من مناطق العورة لدى نسائنا فدعوة صادقة لأختنا الواشمة بالتوبة والنجاة من اللعن والطرد من رحمة الله ولتعلم أن باب رحمته مفتوح وفضله يغدو ويروح, يحب التائبة العائدة إليه , ويبدل سيئاتها حسنات والله المستعان .
(الكحل)
استعمال الكحل مشروع لكن لا يجوز للمرأة أن تُبدي شيئا من زينتها سواء الكحل أم غيره لغير زوجها ومحارمها. [35]
(الصبغ بالحناء)
لاحرج فيه وهو من الأمور القديمة في الزينة إلا أنها ظهرت حديثا بوجه وشكل جديد فقد ظهرت عينات جاهزة على شكل رسومات و صور لمشاعر مقدسة أو آثارا إسلامية أو أجهزة تقنية وحضارات عالمية وغيرها من الأمور المستحدثة والمستجدة فهنا ينسحب الحكم على الغرض من صبغه جوازا ومنعا أما رسومات و صور لذوات أرواح فهذه تحرم لأنها من التصوير المنهي عنها بذلك إضافة لما استجد من رسومات ونقوش للقرآن الكريم وآياته فتحرم لما يؤدي إليه من استهزاء بكلام الله ويلحق به رسومات حصن الأذكار وحروز دفع العين والسحر ورسمها على اليد أو الساعد فهذه حكمها حكم الشركيات المحرمة والتعلق بها والخوف من عواقب عدم وضعها وكذلك صبغ الحنا على شكل قلوب لإحياء أعياد معينة كعيد الحب ونحوه من الرسومات التي يطول المقام بذكرها وحصرها لكن أختم بجواز الرسومات للأشكال الجمالية من الزهور والورود وغيرها من الأمور المباحة حسب البلد واللون المعروف المعتاد مع التأكيد على منع الرسم في أمكان من الجسد لا تليق مما يُثير الفتنة ويتسبب في كشف العورات وأضاف الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله منع من الرسومات ما كان على صور الحيوان كما في مجلة الدعوة .[36]