( بين ابي مرة وزوجته)
وكان ابن أبي مرة المكي كريماً يحب البذل ويعشق المعروف فقالت له زوجته تعاتبه:
- خفّف من كرمك واتئد لا يدعك الناس مملقاً وتزري بمن تعول، فقال:
تقول: اتئد لا يدعك الناس مملقاً
وتزري بمنء تسعى له وتعول
فقلت: أبت نفس عليَّ كريمة
وطارق ليل غير ذاك يقول
ألم تعلمي، يا عمرك الله، أنني
كريم على حين الكرام قليل؟
وإني لا أخزى إذا قيل مملق
سخيُّ.. وأخزى أن يقال بخيل
فلا تتبعي العين الغوية وانظري
إلى عنصر الأحساب كيف يؤول
ولا تذهبن عيناك في كل شرمَح
له قصًب جوف العظام أسيل
إذا كنت في القوم الطوال فضَلتهم
بعارفة حتى يقال طويل
ولا خير في حسن الجسوم وطولها
إذا لم يزنّ حسن الجسوم عقول
وكائن رأينا من فروع طويلة
تموت إذا لم تحيهن أصول
فإن لم يكن جسمي طويلا فإنني
له بالفَعَال الصالحات وصولُ
ولم أرَ كالمعروف: أما مذاقه
فحلوٌ وأما وجهه فجميل