عرض مشاركة واحدة
قديم 11-15-2008, 02:24 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

عضــو

الرتبة:

البيانات
التسجيل: Sep 2008
العضوية: 39
المشاركات: 1,008 [+]
بمعدل : 0.17 يوميا
اخر زياره : [+]
 

الإتصالات
الحالة:
عيد السلطاني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عيد السلطاني المنتدى : المنتدى الاسلإمي
Thumbs up

ومنهم من أخرس فلم يطق الكلام ، وسكت عثمان بن عفان فلم يطق الكـلام أبدا ، وجعل يأخذ بيده فيجيء ويذهب ، ومنهم من أقعده فلم يطق القيــــــــام كعلي بن أبي طالب رضي الله عنه إلا أبا بكر فقد ثبّته الله فأقبل مسرعـــــــــا رضي الله عنه وكان في بني الحارث بن الخزرج فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم ميّتٌ مسجى فكشف عن وجهـــه الشريف واكبّ عليه وجعل يقبّل وجهه مرارا ويقول وهو يبكـي : إن لله وإن إليه راجعون مات والله رسول الله ، مات والله رسول الله ثم قال : بأبي أنــت وأمي ما كان الله ليذيقك الموت مرتين أما الموتة التي كتبت عليك فقد متــها ثم دخل المسجد وعمر يتكلم والناس مجتمعون على عمر فتكلم أبو بكـــــــــر وشهد أن لا إله إلا الله ثم حمد الله وأقبل الناس إلى أبي بكر وتركوا عمــــــر رضي الله عنه ، قال أبو بكر من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومـــــن كان يعبد رب محمد فإن الله حيّ لا يموت ثم تلا قول الله ( وما محمــــــــد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ..) فاستيقن الناس كلهم بموته وكأنهم لــــــم يسمعوا هذه الآية إلا ذلك اليوم فتلقاه الناس منه فما سُمع أحد إلا يتلوهــــــا
فيا عباد الله من عظمت عليه مصيبته فليتذكر مصيبة المسلمين في مــــوت نبيهم وفراق إمامهم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، إن الجـــمادات تصدعت من ألم فراق الحبيب فكيف بقلوب المؤمنين ، أليس الجذع الــــــذي كان يخطب عليه صلى الله عليه وسلم قبل أن يُعَدَّلَه المنبر لما ترك النبــــــي الخطابة عليه وانتقل إلى المنبر لما فقد الجذع قدم النبي صلى الله عليــــــــه وسلم صاح صياحا وحنّ حنينا - وهو جماد - حتى نزل النبي صلى الله عليـه وسلم من منبره واعتنق الجذع فجعل يهدأ كالصبي الذي يُسكّن عنه بكــــاؤه وقال صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده لو لم ألتزمه لحن إلى يــوم القيامة "، فكيف بأعين لا تدمع وقلوب لا تتألم حينما تذكــــــر فـــــــــــــراق النبـــــــي صلـــــــى الله عليــــــــه وسلــــــــــــــــم .

إن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في حياته وفي ميتته صلى الله عليه وسلم فعلاً وقولاً وفي جميع أحواله ، ففي ذلك عبــــــــــــــرةٌ للمعتبرين ، وتبصرةٌ للمتبصرين إذ لم يكن أحداً أكرم على الله من نبيــه ، إذ كان خليل الله وحبيبه ونجيه وصفيه ورسوله ونبيه ، فانظروا يا عــــباد الله هل أمهل الموت نبينا خير خلق الله عند انقضاء مدته ؟ وهل أخر المـــــــوت نبينا ساعة بعد حضور منيّته ؟ بل أرسل إليه الملائكة الكرام الموكــــــــــلين بقبض أرواح الأنام ،فجدّوا بروحه الزكية الكريمة لينقلوها إلى رحمـــــــــــة ورضوان وخيرات حسان ، بل إلى مقعد صدق بجوار الرحمن ، فاشتد مــــع ذلك في النزع كربه صلى الله عليه وسلم ، وتغير لونه ، وعرق جبينه حتــى بكى لمصرعه أزكي من حضره ، وانتحب لشدة حال ما أصابه من الســكرات من شاهد منظره ، وقد امتثل الملك ما كان به مأموراً ، فهذا حاله صلــى الله عليه وسلم أصابه الموت ونزل به ، ونزلت به سكرات الموت ونزلت بـــــــه الحمّى واشتدت وهو يجعل يده في الماء ويمسح على وجهـــــــــــــــــــــــــه ، ويقول : " إن للموت لسكرات " ، هذا مع أنه عند الله صاحب المقـــــــــام المحمود ، والحوض المورود ، وهو أول من تنشق عنه الأرض ، وصاحــب الشفاعة العظمى يــــــــــــوم الزحام ..
فالعجب أنا لا نعتبر بما حصل لنبينا صلى الله عليه وسلم ، ولسنا على ثقــة أن ننجو \.. هيهات هيهات ، ستخرج الأرواح وتذهب الأفراح ، ونلقــــــــــى كُربات الموت والوفاة ، ولا يستطيع أحد أن يسترجع ما فات والكل عــــــــلى النار واردون ، ثم لا ينجو من النار إلا المتقون ( وإن منكم إلا واردها كـــان على ربك حتما مقضيا * ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فبها جثـــــــيا ) إننا سنلقى كرب الوفاة يا عباد الله ونحن سنلفى ما نحن مقدمون عليـــــــــه فلنتفكر في الراحلين ، ولنعتبر بالسابقين ولنتأهب فإننا في أثر الماضـــــــين
أين الإخلاء والأخوان وأين الأصدقاء والأقرباء ، وأين الآباء والأمـــــــهات وأين الأجداد والجدات رحلوا عنا إلى أعجب الأوطان ، وبنوا في القـــــــلوب بيوت الأحزان ، فمن الذي طلبه الموت فأعجزه ؟ من الذي تحصّن في قــبره فما أبرزه ؟ من الذي سعى في منيّته فما أعوزه ؟ من الذي أمّل طول الأجـــل فما حجزه ؟ أي عيش صفا وما كدّره الموت ؟ أي قدم سعت وما عثّرهــــــــا الموت ؟ أي غصن علا على ساقه وما كسره الموت ؟ أما أخذ الآبـــــــــــــاء والأبناء والأجداد والأحباب ؟ أما ملأ القبور والألحاد ؟ أما حال بين المريــــد والمراد ؟ أما سلب الحبيب وقطع الوداد ؟ أما أرمل النسوان وأيتــم الأولاد ؟ أما تتبّع قوم تُبع وعاد ؟ وعادَ على عاد ؟ ما هذا الانزعاج عند مــــــــــــوت الأحباب ؟ وهل للبقاء سبيل للناس ؟ وهل يصح البناء مع تضعضع الأسـاس
يا حزيناً لفراق أترابه ، كئيبا لرحيل أحبابه ، تبكي ذهابهم غافلاً عن ذهــاب نفــــــــــــــــــــــــــــــــــسك…
كان الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في درسه ، وطلابه مـن حوله ، فنُعي إليه وبلغه موت أبي عبد الرحمن محمد بن عبد الله الدارمـــــي صاحب السنن - فأطرق البخاري باكياً وتحد دمعه على خديه ثم قال :
إن تبق تُفجع بـالأحبة كلهم وفراق نفسك لا أبتا لك تفجــــــــــــــــــعُ
عزاءٌ فما يصنـع جـــازعُ ودمع الأسى أبـد ضائـــــــــــــــــــــــــعُ
بكى الناس من قبــل أحبابهم فهل منهم اليوم أحــدٌ راجــــــــــــــــــــعُ
عرفنا المصاب قبل الوقــوع فمـا زادنـا الـحادث الواقـــــــــــــــــــــع
تدلى ابن عشريــن في قـبره وتسعــون صاحبــها رافـــــــــــــــــــــــعُ
وللمـرء لو كان يُنجي الفرار في الأرض مضطـرب واســــــــــــــــــعُ
ومَنْ حتفـــهُ بين أضلاعه أينفعــــــــــــــــــــــــــــــــه أنـــــه دارعُ
يُسلِّم مهجتــه ســـامحاً كمــا مــدّ راحتـه البائـــــــــــــــــــــــــعُ
ولو أن مــن حـدث سالما لما خسـف القـمــر الطالـــــــــــــــــــــع
وكيف يـوقّى الفتى ما يخاف إذا كــان حاصــده الـــــــــــــــــــــــزارع
هذا هو المصير يا معاشر الغافلين ، واللحود هي المنازل بعد الترف والليـن والأعمال الأقران ، فاعملوا ما يزين ، والقيامة موعدنا فتنصب الموازيـــــن والأهوال العظام ، فأين المفكر الحزين ، إنما توعدون لآت وما أنتــــــــــــــم بمعجــــــــــــزيـــــــــــــــــــــــــن….
اللهم اجعلنا ممن أفاق لنفسه ، وفاق بالتحفّظ أبناء جنسه ، وأعد عـــــــــدّةً تصلُحُ لرمسه ، واستدرك في يومه ما ضاع في أمسه ، واجعلنا اللهـــــــــــم بطاعتك عاملين ، وعلى ما يرضيك مقبلين ، وآمنّا من الفزع الأكبر يـــــــوم الدين ، وثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، واجعلنا من أهــل شفاعة حبيبنا سيد المرسلين ، واغفر اللهم لنا ولآبائنا وأقاربنا وارحمنــــــا وأبنائنا وكافة المسلمين ، واجعلهم لنا من الشافعين يا رب العالميـــــــــــن .
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالميـــن
والصلاة والسلام علي أشرف المرسليـن
نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعيــــن

تحياتي ....................................... الغطاس












عرض البوم صور عيد السلطاني   رد مع اقتباس