11-24-2008, 02:21 AM
|
المشاركة رقم: 2
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
|
الرتبة: |
|
البيانات |
التسجيل: |
Sep 2008 |
العضوية: |
39 |
المشاركات: |
1,008 [+] |
بمعدل : |
0.17 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
عيد السلطاني
المنتدى :
المنتدى الاسلإمي
إن الفتنة لها خطر عظيم على الإنسان في حياته وبعد مماته ، ولذا فإن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) كان كثيراً ما يحذر أمته من الفتن وخطرها ويبين لهم أسباب النجاة منها للسلامة من تلك الأخطار ، ومما جاء في بيان أخطار الفتن من الأحاديث والآثار ما يلي: -
عن عبدالله بن عباس أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات)).
هذا الدعاء يكرره لمسلم في يومه مرت عديدة فيتعوذ به من الفتنة لشدة ضررها وخطرها ، وقد قرن التعوذ من الفتنة بالتعوذ من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ، وفتنة المسيح الدجال فتنة عظيمة، وما من نبي إلا وقد أنذر أمته المسيح الدجال حتى نوح أنذر قومه به، و دل عليها شدة عظمها ما ورد عن أبي أمامة الباهلي قال: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكان أكثر خطبته حديثا حدثناه عن الدجال وحذرناه فكان من قوله أن قال: ((إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال وإن الله لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم وهو خارج فيكم لا محالة وإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم فأنا حجيج لكل مسلم وإن يخرج من بعدي فكل امرئ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم))([1]).
وعن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال بينا نحن مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوة تبوك ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) في قبة من آدم إذ مررت فسمع صوتي فقال: ((يا عوف بن مالك ادخل فقلت يا رسول الله أكلي أم بعضي فقال: بل كلك قال فدخلت فقال يا عوف اعدد ستا بين يدي الساعة فقلت ما هن يا رسول الله قال موت رسول الله فبكى عوف ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قل إحدى قلت إحدى ثم قال وفتح بيت المقدس قل اثنين قلت اثنين قال وموت يكون في أمتي كعقاص الغنم قل ثلاث قلت ثلاث قال وتفتح لهم الدنيا حتى يعطى الرجل المائة فيسخطها قل أربع قلت أربع وفتنة لا يبقى أحد من المسلمين إلا دخلت عليه بيته قل خمس قلت خمس وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر يأتونكم على ثمانين غاية كل غاية اثنا عشر ألفا ثم يغدرون بكم حتى حمل امرأة)) ([2]) .
وعن طاووس قال: قال: رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ((إن الفتن ستعمكم فتعوذوا بالله من شرها)) .([3])
وعن أم سلمه زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) قالت استيقظ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فزعا يقول: ((سبحان الله ماذا أنزل من الخزائن ماذا أنزل من الفتن من يوقظ صواحب الحجرات يريد أزواجه لكي يصلين رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة)) .([4])
وعن جعفر بن علي عن أبيه قال: قال: رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ((أخوف ما أخاف على أمتي ثلاثة الضلالة بعد المعرفة ومضلات الفتن وشهوة البطن والفرج)).([5])
وكما جاء التحذير من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإن السلف أيضاً كانوا يخشون خطر الفتنة ، وكان بعضهم يحذر البعض منها ، فعن سفيان قال: كان يقال تعوذوا بالله من فتنة العابد الجاهل وفتنة العالم الفاجر فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون.
وقال قال: الشعبي اتقوا الفاجر من العلماء والجاهل من المتعبدين فإنهما آفة كل مفتون.
وقال مطرف بن الشخير قال: سمعت أبا الدرداء رضي الله عنه يقول حبذا موتا على الإسلام قبل الفتن .([6])
وعن أبي قلابة قال: قال: معاذ إنها ستكون فتنة يكثر منها المال ويفتح فيها القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق والمرأة والرجل والصغير والكبير.([7])
وقيل للشعبي في فتنة ابن الأشعث أين كنت يا عامر؟
قال: كنت حيث يقول الشاعر:
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى وصوت إنسان فكدت أطير أصابتنا فتنة لم نكن فيها بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء .
وكان الحسن البصري يقول إن الحجاج عذاب الله فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع فإن الله تعالى يقول: {ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون}.
وكان طلق بن حبيب يقول: اتقوا الفتنة بالتقوى فقيل له أجمل لنا التقوى فقال: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو رحمة الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عذاب الله رواه أحمد وابن أبي الدنيا .
وكان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة كما كان عبد الله بن عمر وسعيد بن المسيب وعلي بن الحسين وغيرهم ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد وكما كان الحسن البصري ومجاهد وغيرهما ينهون عن الخروج في فتنة ابن الأشعث ولهذا استقر أمر أهل السنة على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم ويأمرون بالصبر على جور.([8])
وقال الضحاك في قوله: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} قال: تصيب الصالح والظالم عامة.([9])
وقال أبو طالب: عن أحمد وقيل له إن قوما يدعون الحديث ويذهبون إلى رأي سفيان فقال أعجبت لقوم سمعوا الحديث وعرفوا الإسناد وصحته يدعونه ويذهبون إلى رأي سفيان وغيره قال الله: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} وتدري ما الفتنة الكفر قال الله تعالى: {والفتنة أكبر من القتل}فيدعون الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتغلبهم أهواؤهم إلى الرأي ذكر ذلك شيخ الإسلام([10]).
وعن أبي قلابة قال قال: معاذ إنها ستكون فتنة يكثر منها المال ويفتح فيها القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق والمرأة والرجل والصغير والكبير حتى يقول رجل قد قرأت القرآن فما أرى الناس يتبعوني أفلا أقرأه عليهم علانية فيقرأه علانية فلا يتبعه أحد فيقول قد قرأته علانية فلا أراهم يتبعوني فيبني مسجدا في داره أو قال في بيته ويبتدع قولا أو قال حدثنا ليس في كتاب.([11])
وقال القنوجي: والإمساك في الفتنة سنة ماضية واجب لزومها فإن ابتليت فقدم نفسك دون دينك ولا تعن على الفتنة بيد ولا لسان ولكن اكفف يدك ولسانك وهواك ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين وجبت طاعته وحرمت مخالفته فيما ليس بمعصية لله ولرسوله ولخروج عليه وشق عصا المسلمين وإن أمرك السلطان بأمر هو لله معصية فليس لك أن تطيعه البتة وليس لك أن تخرج عليه .([12])
([1]) سنن ابن ماجه:2 /1359 .
([2]) المستدرك على الصحيحين 4/469 .
([3]) السنن الواردة في الفتن 1/299.
([4]) السنن الواردة في الفتن 1/281.
([5]) السنن الواردة في الفتن 1/295.
([6]) ابن حماد 1/159.
([7]) السنن الواردة في الفتن 3/567.
([8]) منهاج السنة النبوية 4/529.
([9]) السنن الواردة في الفتن 1/206.
([10]) انظر : شرح كتاب التوحيد:1 /484 ، وشرح قصيدة ابن القيم 1/492.
([11]) السنن الواردة في الفتن 1/228/ 27.
([12]) قطف الثمر 1/146.
تابع الموضوع القادم ( السلامه من الفتن )
إحتسبوا الاجر عباد الله
|
|
|