عرض مشاركة واحدة
قديم 11-26-2008, 12:36 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

عضــو

الرتبة:

البيانات
التسجيل: Sep 2008
العضوية: 39
المشاركات: 1,008 [+]
بمعدل : 0.17 يوميا
اخر زياره : [+]
 

الإتصالات
الحالة:
عيد السلطاني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عيد السلطاني المنتدى : المنتدى الاسلإمي
افتراضي

السلامة من الفتن

ولما كان خطر الفتن شديداً على هذه الأمة ، وقلما يسلم منها إنسان ، جاء التوجيه من المصطفى (صلى الله عليه وسلم) الذي ما ترك خيراً إلا ودل الأمة عليه ، وما ترك شراً إلى وحذرها منها ، جاء التوجيه بإتباع الطرق التي يسلم بها الإنسان من الفتن ، ومنها :-
لزوم جماعة المسلمين وإمامهم
لزوم جماعة المسلمين أمن الفتنة ، ولكن أي جماعة ؟ الجماعة المتمسكة بكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) ، ولقد دل على أهمية لزوم الجماعة في الأمن من الفتنة حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعن حذيفة بن اليمان قال: ((ذكر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قحموه فيها . قال: قلت يا رسول الله فكيف النجاة منها . قال: تلزم الجماعة وإمام الجماعة . قال: قلت فإن لم تكن جماعة ولا إمام جماعة . قال: فاهرب من تلك الفرق كلها ولو يدركك الموت وأنت عاظ بساق شجرة)).([1])
وفي رواية: ((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قال قلت فإن لم يكن لهم إمام ولا جماعة قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعظ بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك)) .([2])
ودل الحديث على حالة أخرى للسلامة من الفتنة وذلك عندما لا يجد المسلم جماعة ولا إمام يلزمهم ، وهي العزلة والبعد عن الناس ، وربما تنطبق هذه الحال على البعيد عن بلاد المسلمين ، كم يعيش في بلاد كافرة من الأقليات الإسلامية .
تعلم العلم وتعليمه والعمل به
من أهم الأمور في السلامة من الفتن تعلم العلم وتعليمه والعمل به ، ولا شك أن العلماء هم أبعد الناس عن الفتن والوقوع فيها ، وهم السبب أيضاً في سلامة غيرهم من الوقوع في الفتن وذلك لما يقومون به من تعليم الناس ونصحهم وتحذيرهم من الفتن وأخطارها .
ومما يدل على ذلك ما ورد عن ابن مسعود قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ((تعلموا العلم وعلموه الناس وتعلموا القرآن وعلموه الناس وتعلموا الفرائض وعلموها الناس فإني امروء مقبوض وإن العلم سيقبض وتظهر الفتن حتى يختلف الاثنان في الفريضة لا يجدان أحدا يفصل بينهما)) .([3])
التمسك بهدي من مات من السلف الصالح
قال عبد الله بن مسعود: من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب محمد أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم وإذا كان من أعظم بل أعظم أهل زمانه صدقا وبر. ([4])
طاعة السلطان وعدم الخروج
إن من أهم الأسباب في السلامة من الفتن طاعة السلطان وعدم الخروج عليه ، قال الإمام أحمد بن حنبل : الانقياد إلى من ولاه الله أمركم لا تنزعوا يدا من طاعته ولا تخرج عليه بسيفك حتى يجعل الله لك خرجا ومخرجا ولا تخرج على السلطان وتسمع وتطيع ولا تنكث بيعة فمن فعل ذلك فهو مبتدع مخالف مفارق للجماعة وإن أمرك السلطان بأمر هو لله معصية فليس لك أن تطيعه البتة وليس لك أن تخرج عليه ولا تمنعه حقه ، والإمساك في الفتنة سنة ماضية واجب لزومها فإن ابتليت فقدم نفسك دون دينك ولا تعن على الفتنة ولو بلسان ولكن اكفف يدك ولسانك وهواك والله المعين ، والكف عن أهل القبلة ولا تكفر أحدا منهم بذنب ولا تخرجه من الإسلام بعمل إلا أن يكون في ذلك فيروي الحديث كما جاء وكما روي ونصدقه ونقبله ونعلم أنه كما روي نحو ترك الصلاة وشرب الخمر وما أشبه ذلك أو يبتدع بدعة ينسب صاحبها إلى الكفر والخروج من الإسلام فاتبع الأثر في ذلك ولا تجاوزه .([5])
عدم المشاركة في الفتنة إذا وقعت
قد تحصل الفتنة في مكان وتقوم الحرب بين الناس ، فالسلامة عد إذ البعد عنها ، عن أبي الدرداء عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: ))لا تقربوا الفتنة إذا حميت ولا تعرضوا لها إذا أعرضت وأضربوا إذا أقبلت قلت لعله واصبروا لها إذا أقبلت)) رواه الطبراني .([6])
قال البربرهاري : فإذا وقعت الفتنة فالزم جوف بيتك وفر من جوار الفتنة وإياك والعصبية وكل ما كان من قتال بين المسلمين على الدنيا فهو فتنة فاتق الله وحده لا شريك له ولا تخرج فيها ولا تقاتل فيها ولا تهوى ولا تشايع ولا تمايل ولا تحب شيئا من أمورهم فإنه يقال من أحب فعال قوم.([7])
عدم بيع السلاح في الفتنة
من الأمور الهامة في السلامة من الفتنة عدم بيع السلاح فيه، وذلك لأن السلاح مهيج للفتنة مذكي للحروب ، عن عمران بن حصين أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نهى عن بيع السلاح في الفتنة رواه البزار وفيه بحر بن كنيز السقاء وهو متروك .
وعن أبي بكرة قال: أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على قوم يتعاطون سيفا مسلولا فقال: ((لعن الله من فعل هذا أو ليس قد نهيت عن هذا ثم قال إذا سل أحدكم سيفه فنظر إليه فأراد أن يناوله أخاه فليغمده ثم يناوله إياه)) رواه أحمد والطبراني وفيه مبارك بن فضالة وهو ثقة ولكنه مدلس وبقية رجال أحمد رجال الصحيح .([8])
التمسك بكتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم)
كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) فيهما السلامة من الفتن عن الحرث قال: مررت في المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث فدخلت على علي فقلت: يا أمير المؤمنين ألا ترى أن الناس قد خاضوا في الأحاديث قال وقد فعلوها قلت نعم قال أما إني قد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: ((ألا إنها ستكون فتنة فقلت ما المخرج منها يا رسول الله قال: كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا {إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد}من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم)) ([9]).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال: رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ((إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض))([10]).
([1]) ابن حماد 1/143.

([2]) المرجع نفسه .

([3]) السنن الواردة في الفتن 3/585.

([4]) الجواب الصحيح 6/493.

([5]) العقيدة 1/76.

([6]) مع الزوائد (الجزء الخاص بالعقيدة) 7/305.

([7]) شرح السنة - البربهاري 1/47.

([8]) مجمع الزوائد (الجزء الخاص بالعقيدة) 7/290.

([9]) سنن الترمذي 5/172. و قال أبو عيسى هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وإسناده مجهول وفي الحرث مقال.

([10]) المستدرك على الصحيحين 1/172.

الدرس القادم ( العقيدة الإسلامية )
أبحث عن الفائدة دائما ولا تضيع والوقت .
وأحتسب الأجر من الله وخلص النية لله عز وجل.

الغطاس












عرض البوم صور عيد السلطاني   رد مع اقتباس