بُكاء ُ وَرَقـَتي





إسمَعيني ,, إسمَعيني



ياصماء يابيضاء



فأكتبُكِ أو تكتبيني ..!



يا نِهايات الحُزن أسعِفيني



يامتاهات الأسى أطلقيني ..



ويا نار ضلوعي أحرقيني



يا ذكرياتُ



إترُكيني .. وأنسيه وحاولي أن تـَنسيني



أعتقيني .. وأبعثيني



مع بيض الطيور ومع أسرابِهُم أجمعيني .. ومعهم اترُكيني



وعن أرضي .. أرض الشقاء ودعيني



يا أشباح الكآبةِ .. يا شهقات الروح المذابة



سألتـُكِ باللهِ



أن تَرحميني



فصمتي من لوعتي ليس َ لهُ بِتُرجمان



وأن جار الزمانُ وكان



فوجعي أُمنيةُ تَطفو على الماء الحنين ِ



أتلو أغنياتٍ حزينات ٍ بين هُنااا وهُناك



بين أمسي وغدي .. وعلى هذهِ الحالة



قد فاتني قِطارُ سِنيني ..



فأتلو أوجاعي وأرقص ُ مِن حُزني بـِكبرياء كورد الياسمين ِ



بعشق الذِكرى ودمعي الأنين ِ



وبين شوقي لهُ وحقدي عليهِ أنقسم نصفين ِ



كأنقسام ِ الشمس ِ في التكوين ِ




يــا وجعي أما آن وقتُ رحيلكَ عني ؟



أما آن للجسد نفض َ غُبار وذِكرى السنين ِ



ألم يَحن موعد الرفقــة ؟؟



رفقة بقلبي ورأفة بلوعتي ودمعاتي .. ؟



رفقة بجنوني ورأفة بموت ِ المسافات ِ



يا وجعي



أستعبدتَ جَسدي وأستنهكت روحي



واتعبتني .. أتعبتني



وأدماني



لهيب القلب المعذب والحزن الطويل ِ



أرهقتـَني يا حُبُ أرهقتَ قلبي الجميل ِ



ولهيب العللِ أستوطن َ الصميمي



ذَبَحتَ قَدري



وغرست سكاكينَكَ بذكرياتِ مرفئي



سَكَنتَ دمعــة بمجرى أوردتي



سَكنتَ كطفلِ ينام ويصحو معي ..!



قلبي هو الوحيـــد .. من يستحقُ ان أبكي عليه ..



فهو تـَعبٌ من دقاتهِ ألتي أثقلته



ومن أوجاعي ألتي أتعَبته ..



تكادُ ياقلبي فرحتي عنكَ غريبتا ً ما عَرفتك



بعد أوجاعي التي أثقلتكَ



وذكرى مضت قد عاهدتكَ



إن غادَرَتك أنقطع الفكرُ عن النبض ..



إن غادَرَتك



يامن حَرَمَتني أوجاعي مِنهُ وحَرَمَتك



وأن تـَذَكـَرَتك ..



أشتعلت ناراً تلسعُ الشوق بِصدري



فأنتظر وتنتظر معي



ولا ندري أن حبيبنا أخذتهُ جميع خُطاهُ



لغير ِ طريقٍ .. وإنها قد غافلتني وفاتتك



أناملي البيضاء هَزُلت .. تعبت ما عادت كعادتها



ونفسي من نفسها تعبت



وعيني من دمعهـا ومن البُكاء تَيبست



ومرآة ذاتي من صَدمتها هُشِمت



جُدراني الصماء أنتي تـُحيطيني فأنطقي



قولي لوسادتي بالبُكاءِ أن تشهدي



ويا قهوتي من مرارتَكِ إسقني



من سوادَكِ رشفات ٍ .. لِأهدأي



يا آهاتُ وجعي إنظُري



إصفِرار أوراقي مِن العَتق ِ



وأحلامي المُهَجرة مُنذُ القِدم ِ



ودُخانٌ حِكاياتي كانت كُلُها مِن العدم ِ



فجَسدي للموتُ يُنادي مُشتعِلا ً



فهنيئاً لَك ِ يا تُربتي



هنيئاً لَكِ ..!



فيا وجعي .. وعِندَ موتي



وحينَ أسكُنُ العَتمة ِ



تَعال وأنثر عِطرُكَ على نَعشي



ولملم حباتُ رمل ٍ مُعذبة بِعُمري



وأغتسل عَنكَ ذُنوبا ً بَرَحت بِصَدري



يا وجعي وقل لِحبيبي



أن يأتي



ويحتظن قبري



ولا يشتكي .. !



فقد فات الأوآن وأستقر الجَسدُ بالظُلمة ِ



ولا يتعاطى رغما ً عنهُ طُقوس َ الضمير ِ والصحوة ِ .. !



فهو بالحياة ِ قَتلني وهجرني .. فليس َ له ُ شيئا ً بِمماتي



غير يديه ِ التي هي عليها بعض ٌ من بصماتي



وعيناه ُ الحبيبتين ِ وعلى الجبين ِ قـُبلاتي



ولا تترُكهُ ياوجعي يمكُث ُ مُطولا ً



فقد أوصيتهُ بِقلبي مُسبقا ً



وخانهُ



فَكيف َ سأأتمِنهُ على تُربتي