قال دبلوماسي خليجي في الأمم المتحدة بنيويورك أن المملكة أبلغت ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة انها ستدعمه عسكريا في حال حاول الإيرانيون ركوب مغامرة جديدة كمغامرة احتلال الجزر الإماراتية، وان بإمكانه الاعتماد على هذا الدعم, مشيرا الى ان مصر و الاردن وجهت للملك حمد نفس الرسالة.
ونقلت صحيفة "السياسة" الكويتية عن الدبلوماسي قوله أن الدول الخليجية الست "قد تفاجئ العالم قريبا جدا بإعلان تجميد العلاقات الدبلوماسية والتجارية والاقتصادية والأمنية مع إيران رداً على القنبلة التي فجرها هذا الأسبوع علي أكبر ناطق نوري رئيس التفتيش العام في مكتب مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي بزعمه أن البحرين جزء من إيران".
وقال الديبلوماسي أنه لا يستبعد أن "يضرب المعلّم السعودي ضربته المدوية هذه "قبل الذهاب الى مؤتمر القمة العربي العادي في الدوحة القطرية في نهاية مارس المقبل" كي تدخل السعودية وباقي دول مجلس التعاون من الباب الأوسع للمؤتمر, حاملة بين أيديها قرار مقاطعة إيران ما لم تتراجع هذه الأخيرة عن مطامعها في بعض دول الخليج مرة واحدة وإلى الأبد وخصوصا البحرين وجزر الإمارات المتحدة الثلاث وبعض المناطق المتنازع عليها في تحديد المياه الإقليمية في المياه العربية".
ونسب الدبلوماسي الخليجي إلى زميل له أوروبي في مقر الأمم المتحدة قوله أن "القرارات الخطيرة والأكثر جرأة حتى الآن التي اتخذها خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبد العزيز خلال السنوات الماضية من حكمه, وفي مقدمها عزل النظامين السوري والليبي بصورة شبه تامة لم يسبق لها مثيل في العلاقات العربية, بسبب مواقفهما المعادية للمملكة والعرب بشكل عام, وقيادته العالم العربي بطرح مبادرة السلام الأولى من نوعها في قمة بيروت العام ,2002 ووقوفه الصلب ضد اسرائيل وداعميها في حربها على قطاع غزة وتمسكه الثابت باستقلال لبنان وسيادته وحرية شعبه في موقف لم يتزحزح ضد دمشق وطهران - كل هذه القرارات النوعية الجريئة تخول للسعودية الإقدام على خطوة تجميد العلاقات مع إيران وعزلها ومحاصرتها وملاحقتها في اي دولة عربية تتدخل فيها وستكون الدول العربية وشعوبها قاطبة الى جانبها".
ونقل الديبلوماسي الخليجي عن مصادر نيابية ديمقراطية بارزة في الكونغرس الامريكي إماطتها اللثام عن ان "الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري حسني مبارك طلبا من المبعوث الأمريكي الى الشرق الأوسط جورج ميتشل الشهر الماضي تأجيل ادارة باراك اوباما الجديدة الانخراط في مفاوضات ينوي إجراءها مع إيران الى ما بعد قمة الدوحة العربية, كي يتسنى لهما إعادة اللحمة الى الصف العربي المستفسخ, حتى تخوض الادارة الأمريكية تلك المفاوضات من موقع القوة, وظهرها مستند الى جدار عربي متراص, وان الأمريكيين الذين اقتنعوا بهذا الاقتراح اتخذوا بالفعل قرار إرجاء الاتصال بالإيرانيين نزولا عند رغبة الملك والرئيس العربيين".
وأعربت مصادر الكونغرس عن "دهشتها من جرأة العاهل السعودي في إعادة فتح الأبواب المغلقة مع نظام بشار الاسد عندما قبل بلقائه في قمة الكويت الشهر الماضي ممهدا بذلك لإعادة اللحمة الى الصف العربي, كما أكدت ان إرساله مدير الاستخبارات السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز الى دمشق هذا الأسبوع لدعوة الاسد لزيارة الرياض, هو المقدمة الطبيعية لعقد قمة عربية في الدوحة بعد نحو 40 يوما تكون مريحة للجميع, وتتخذ قرارات مهمة ومصيرية هذه المرة حيال ايران والمسألة المركزية العربية, القضية الفلسطينية, بعدما تكون غبار المعركة الانتخابية الإسرائيلية وتشكيل الحكومة الجديدة تلاشت وتحددت المعالم التي يمكن البناء عليها للتوصل الى اتفاقات حول المبادرة العربية المدعومة من حكومة اوباما ومختلف حكومات المجتمع الدولي".