السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للتفكير وليست للقرائه
مقتبسات.
وجهات نظر.
قرأت في أحد كتب الدكتور/عامر حسن الشهري, انه لافصل في الدين بين العقل والفكر والدين لأن الله سبحانه هو الذي أعطانا الإمكانيات والفكر وشرع لنا الدين الإسلامي الحنيف لنتبعه لا لنهرب منه وننفر الناس منه بإتباع الأخلاق السيئة وقراءة الكتب الضالة.
و يقول الدكتور عامر إذا أردنا أن ننهض بفكرنا العلمي الخيالي فلابد أن ننهض من سباتنا العلمي فعملية التغيير ليست سهلة وكذلك فالهزيمة مرة والركود لا فائدة منه .
طبعاً لو أننا نسلك الطريق الصحيح لنهضنا من سباتنا العلمي ولكننا لا زلنا في سباتنا بل لا زلنا نحلم أننا متقدمون بفكرنا العلمي .
يقول الشيخ الدكتور /عبدالرحمن العريفي عن مؤلف كتاب " فن التعامل مع الناس " , "دايل كرنيجي " عندما أكتشف أن كرنيجي مات منتحراً أنه لم ينفعه كتابه ؟
لعلي أشبه هذا ببعض الأشخاص الذين يكتبون ويكتبون وهم لم يكونوا صادقين مع أنفسهم يكتبون ويكتبون ولا ينفعهم ما كتبوا وأنا أستغرب أنهم لا يستطيعون أن يكملوا ما بدأوا به فهؤلاء مثلهم كمثل كارنيجي .
ثبت علمياً أن التفكير لا يمكن أن يكتسب من خـلال قـراءة عجلـى وتفاعـل بـارد ، بل لا بد من القراءة المتأنية والتفاعـل الجاد مع التطبيقـات المبثوثـة في ثنايـا الموضـوع ، والتقيـد الدقيق بخطـواتها المحددة.
بكل تأكيد لو قرأنا أي موضوع بعجلة لم ولن نستنتج أي شيء أنما كدسنا على أنفسنا الكثير من المواضيع بل أصبحنا لا نقرأ المواضيع ولكن أصبحنا نقرأ المعرفات وهذا أيضاً لا يمكن من خلاله أن نكتسب التفكير .
يقول لورينتس ( Lorenz ) أن العدوان عند الذئاب مثلا لا يدوم بقدر ما يدوم العدوان عند الإنسان. فالذئاب تتقاتل بكل شراسة , ولكن إذا تقاتل ذئبان ورأى أحدهما أنه مغلوب ولا محالة فانه يقوم في الحال بإجراء حركات استرضائية وينتهي القتال. وليس من العادة أن يستمر القتال حتى الموت ولا أن يعدو الذئب المظفر على أنثى الذئب المغلوب وجرائه. ولعل السبب في ذلك أن الذئب إنما يقاتل فحسب , ولا يتحدث عن قتاله فيما بعد للذئاب الأخرى ولا لنفسه , وليس لديه لغة مشحونة بالانفعالات يستطيع بواسطتها أن يبقي دوافعه العدوانية ناشطة فعالة حتى بعد أن يكون السبب المباشر للعدوان قد انقضى .
الكل يعرف الفرق بين الأنسان والحيوان ولكن في مثل هذه الحالات الحيوان أفضل من الأنسان بكثير والسبب واضح.
يرى عدد من الفلاسفه أن الكلمات التي من أمثال "خبيث" و "رديء" و "جيد" و "جميل" و "بشع" لا تدل إلا على رد الفعل الانفعالي عند المتكلم إزاء أعمال أو أشياء معينه , وليست تعبرا عن صفات أو خواص لتلك الأعمال أو الأشياء نفسها.
ولكننا إذا شاهدنا رجلا يقوم بعمل خسيس أو أناني وقلنا عن هذاالعمل أنه "ردى" فإننا ولا شك نقصد أن نقول شيئا عن العمل نفسه لا أن نعبر فقط عن إحساسنا وشعورنا نحوه.
وأنا أرى كما يرون , الحياة لا تستحق كل هذا فلدينا طريق نسلكه لا بد لنا من التأني فيه صحيح أن هناك أمور تفقدنا السيطرة على أنفسنا ولكن لا تؤثر في حياتنا لأنها فترة ثم تزول .
يورد العالم النفساني والفيلسوف الأمريكي وليم جيمس (William James) في أحد كتبه حكاية قال فيها انه عند عودته من مشية مشاها وحده خارج مخيم كان فيه أثناء العطلة , وجد المخيمين مشتغلين في نزاع فلسفي عنيف , وكانت المشكلة في هذا النزاع كما يلي: لنفرض أن سنجابا كان على جانب من جذع شجرة وكان رجل في مقابله على الجانب الآخر. وحينما شرع الرجل في الدوران حول جذع الشجرة ولكن مهما أسرع في دورانه كان السنجاب يعاد له في سرعة الدوران حول جذع الشجرة في الاتجاه نفسه بحيث يكون الجذع دائما بينهما. فالسؤال الفلسفي هنا هو: هل يكون الرجل قد دار حول السنجاب أم لا. وكان المتنازعون منقسمين بالتساوي , ولا يستغرب أن يكون الخصام قد دام بينهم طوال تلك المدة دون أن يصلوا إلى ما يقربهم من حل للمشكلة. وتوسلوا إلى (جيمس) حتى يسعفهم , فقال لهم أن المسألة ليست مسألة أشياء وحقائق واقعية وإنما هي مسألة كلمات , أي مسألة كيفية استعمال عبارة "الدوران حولي". وقد يكون هذا مثالا تافها مبتذلا لضرب من الخصومة في غاية الأهمية , وموضع الأهمية فيها أن المسألة الخلافية لا يمكن الفصل فيها لان كلا من الجانبين في الخصومة يعتبرون أن المشكلة مشكلة حقائق في حين أنها في الحقيقة مشكلة كلمات. ومن الواضح أن الخلاف بين المتخاصمين ليس حول الحقائق. فالذين قالوا أن الرجل دار حول السنجاب دللوا على ذلك بأن الرجل كان أولا إلى الشمال من السنجاب ثم إلى الغرب منه ثم إلى الجنوب ثم إلى الشمال ثانية. وهذه حقيقة لم يختلف فيها مخاصموهم. والذين قالوا أن الرجل لم يدر حول السنجاب دللوا على ذلك بأن الرجل لم يكن على التوالي أمام السنجاب ثم إلى جانبه ثم إلى خلفه ثم إلى أمامه ثانية. وهذه أيضا حقيقة لم يختلف فيها المخاصمون الآخرون أي أن الحقيقة ليس فيها خلاف بين الطرفين. والمسألة الوحيدة بينهما هي مسألة معرفة أية من هاتين الجملتين من الحركات الواقعية تنطبق عليها عبارة "الدوران حول..". فهذه المسألة الكلامية ما كان يمكن حلها ولو استمر الطرفان في الخصومة إلى الأبد.
وأنا أقول أذا كان هناك من يشاهد هذا النزاع والفلسفه إلى أين سيذهب وإلى أين سيصل لا بد أن يصل إلى شيء معين خاصة أذا كان المتنازعون لديهم الكثير من القراء الذين يتابعونهم ففي هذه الناحيه هل سيتبع كلام من يقرأ له فأذا تبعه كيف يعرف أن هذا الكلام هو الصحيح لا بد من وجود أشياء تنقصنا جميعاً .
على المرء أن يكون صادقاً مع نفسه ويجب عليه الأخذ بقراراته معتمداً على ما لديه من معلومات والكل يعلم أن هذه المعلومات ناقصه ولكن لا يكون هذا القرار نهائياً بل قابل للتغيير .
تحياتي