العودة   منتديات السلاطين الرسمية > [ المنتدى العام ] > الإعلام وَ التربية و التعليم

الإعلام وَ التربية و التعليم كل مايرد من الصحافه السعوديه والخليجية والأخبار العامة السياسية و الإقتصادية وأخبار وزارة التربية والتعليم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-07-2012, 06:15 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

المديـر العـام

الرتبة:

البيانات
التسجيل: Sep 2008
العضوية: 61
المشاركات: 1,444 [+]
بمعدل : 0.24 يوميا
اخر زياره : [+]
 

الإتصالات
الحالة:
نايف العميم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الإعلام وَ التربية و التعليم
افتراضي مشروع عملاق لأنتشال المنطقة من سبات الركود الأقتصادي ,, فكرة عالمية لدكتور جامعي في ع

صاحب الفكرة العظيمة ( النهر العظيم في المملكة ) , يعود مجدداً في مشروع عملاق لأنتشال المنطقة من براثن الركود الأقتصادي والسبات التمنوي،الدكتور صالح السعدون الذي يعتبر أحد مكاسب جامعة الحدود الشمالية , يسطر لنا في هذا النص العلمي فكرتة التي ستنهض في حياتنا وفي كل جوانبها الأمنية والأقتصادية والاجتماعي.



الحزام الشمالي الآمن للبلاد مشروع تنموي كبير لمنطقة الحدود الشمالية
فكرة وإعداد : د. صالح السعدون



• إقامة محطة لتحلية المياه بالخليج العربي أو البحر الأحمر لمنطقة الحدود الشمالية .
• استغلال خط أنابيب البترول العراقي إلى ينبع أو خط التابلاين المعطَّل بين الدمام ولبنان لنقل المياه من البحر الأحمر أو الخليج العربي لمنطقة الحدود الشمالية بمدنه الثلاث عرعر, ورفحاء, وطريف .
• التخطيط لتغييرات شاملة للنشاط الاجتماعي و الاقتصادي للسكان تشمل نهضة زراعية وسياحية.
• من الممكن أن تكون منطقة الحدود الشمالية سلة غذاء أخرى للمملكة لأصناف ديدة من الفواكه كالتمور العراقية والتفاح الإيراني .


مقدمة :
ما من شك أن منطقة الحدود الشمالية كانت ولا تزال تشكل منطقة حيوية للأمن الوطني السعودي ومنذ قيام الدولة السعودية الأولى وإلى ما شاء الله ؛ وفي الوقت الذي كانت منطقة الحدود الشمالية مجرد قاعاً صفصفاً كانت منطقة الجوف هي التي تمثل ذلك البعد الحيوي الهام كخط الدفاع الأول عن اليلاد السعودية ؛ وكانت بعض موارد الماء كالقُريَّة شمال شرق منطقة الجوف ولينة قرب رفحة هي القواعد العسكرية غير الدائمة أو قل مركز تجمع الجيوش السعودية للدفاع عن البلاد إبان الغزوات العراقية المتعاقبة للحدود الشمالية السعودية – كما سنفصله - في عهد الدولة السعودية الأولى .

ولكن في العصر الحديث ومنذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله وشق خط التابلاين للبترول بين الدمام – لبنان ؛ فقد قامت على مراكز البناء للشركة تجمعات للبدو قدمت الخدمات واستفادت من وجود أعمال البناء التي قامت بها شركة أرامكو حتى تحولت تلك التجمعات بفضل من الله ثم سياسة الملك عبدالعزيز البناءة إلى مدن عامرة نابضة بالحياة ؛ فتقدم خط الدفاع الحيوي السعودي حوالي مائة وخمسين كيلومتر شمالاً لتقوم خلال ذلك الشريط ما أطلق عليه منطقة الحدود الشمالية .

وانتعشت المنطقة بتجمع قبائل عربية كانت ولا تزال رحل بين تلك المنطقة وما جاورها شمالاً من أرض صحراء العراق وبادية الشام , واستفادت من النهضة العمرانية والحضارية التي نعمت بها البلاد في التسعينيات وما وراءها , وفي حقيقة الأمر فإن البلاد تحتاج إلى استثمارات كبيرة في تلك المنطقة لتأصيل الحياة فيها وتأمين خط الدفاع الحيوي هناك أمام أية مخاطر محتملة ؛ إلى جانب قيام حضارة حقيقية تستقبل القرن الحادي والعشرين بروح عصرية واعدة إن شاء الله .

ويعتقد صاحب هذه الفكرة أن عهد الملك العادل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ستشهد – ربما – النقلة الثالثة والهامة لتلك المنطقة بحيث تنتقل من منطقة تقدم الخدمات لخط التابلاين في ظل خدمة شريان طريق المواصلات الإقليمي والحيوي بين الخليج وبلاد الشام إلى منطقة استقرار حضري يشمل تأصيل الإنسان بالأرض من خلال توفير أهم عناصر الحياة وهو الماء بالوفرة التي تسمح لسكان المنطقة من تغيير أنشطتهم الاقتصادية من زراعة وتجارة وسياحة وحتى صناعة تقوم على تلك الأسس التي ستكون الدولة قد وفرتها من خلال هذا المشروع الكبير في عهد عاهلها العادل .

إن المشروع في شكله العام إنما هو مشروع اقتصادي ( زراعي سياحي بحت ) ولكنه في حقيقته أمني عسكري هدفه الرئيسي حماية البلاد وتأمينها من خلال حزام أخضر آمن يجعل من مسألة اختراقها من قبل أي عدو أمر مدمر له .

ولعل الفكرة تنطلق من أن الطفرة الآنية لأسعار البترول التي عادت بفوائد كبيرة على اقتصاديات البلاد في السنوات الأخيرة لابد من استثمارها في مشاريع إستراتيجية كبرى تؤصل الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين بحيث يمكن للبلاد تجاوز أية هرات مستقبلية لأسعار هذه السلعة العامة المتأرجحة والتي لا يمكن بالوثوق بمسألة دوامه على مر الأجيال , وأن من المهم للدول البترولية أن تسخر قدراتها الشرائية والمالية الآن من خلال استثمار تلك الأموال ببدائل دائمة تعود بالفائدة على الدولة والمجتمع ؛ وأي استثمار هو أغلى من الماء والثروة المائية والكهرباء والزراعة .


نبذة تاريخية :
أصبحت منطقة الحدود الشمالية ذات أهمية إستراتيجية قصوى للدولة السعودية الأولى بمجرد أن تمكنت الدرعية من ضم منطقة الأحساء , بحيث برزت بحدة صراع القوة بين الدولة السعودية الأولى وبين الدولة العثمانية ممثلة بباشا بغداد الذي كان يطمح باحتلال الأحساء وطرد النفوذ السعودي الجديد هناك محاولاً الاستفادة من الأوضاع السياسية بالمنطقة إثر تضعضع إمارة بني خالد إثر الصراعات الدموية بين الأسرة الحاكمة بُعيد وفاة عربعر بن دجين وطرد ذلك النفوذ من تلك المنطقة ولو بقوة السلاح .

وقد جردت العراق العثمانية عدة حملات عسكرية كبرى لاحتلال الأحساء بداية من حملة كبيرة قادها ثويني بن عبدالله زعيم المنتفق والبصرة بأمر من باشا بغداد سليمان باشا في عام 1201هـ حين غزا أطراف القصيم وأباد سكان قرية التنومة السعودية ؛ كما قام باشا بغداد بإرسال ثويني مرة أخرى بغزوة كبرى في عام 1210هـ ضد الحدود الشمالية الشرقية حيث اخترقها متجهاً نحو الأحساء ؛ وقد كانت استعدادات الجيوش السعودية قد ركزت على الحدود الشمالية في قرية ولينة والطف .

وكان باشا بغداد قد زود ثويني بقوات نظامية إلى جانب قبائل المنتفق وعقيل وأهل البصرة والزبير وقبيلة الظفير وقبيلة بني خالد , ثم أقام معسكره في الجهراء قرب الكويت لمدة ثلاثة أشهر تقريباً في أواخر عام 1211هـ/1796م , هدفه ترتيب أوضاع الحملة من جمع الجند وآلة الحرب من مدفعية وذخيرة ومواد تموينية , إلى جانب وسائل النقل وإعداد الخطط , ويبدو أن خططه التي أعدها لنقل كافة الأثقال والأسلحة والمؤن من خلال السفن من البصرة نحو القطيف ربما عبر ميناء العقير وبمساعدة السفن التجارية الكويتية أيضاً في حين اتجه بقواته البرية نحو الأحساء .

ولم يكن موقف الإمام عبدالعزيز بن محمد وولي عهده سعود الكبير بالدرعية بالمستهين بهذا الحدث الكبير ؛ بل اتخذوا عدداً من الإجراءات والاحتياطات العسكرية الهامة لمواجهة هذا الموقف الخطير على مستقبل الدولة ونفوذها بالأحساء على الأقل وكانت تلك الإجراءات في منتهى الأهمية :
1) جمع قوة كبيرة سريعة أشبه ما تكون بقوة التدخل السريع (الخيَّالة والهجانة ) بقيادة محمد بن معيقل أحد أهم القادة السعوديين آنذاك ؛ وحشد قوات الخرج إلى جانبها والتي كان يقودها فيما سبق سليمان بن عفيصان وابنه ابراهيم من بعده معهم ؛ وإلى جانبهم جند الدواسر والأفلاج والوشم وسدير وجبل شمر ووجههم إلى أقرب نقطة قرب الحدود العراقية وهي موقع ماء أسمه (قُرَيَّة) بين مدينة رفحاء ومنطقة الجوف حالياً , للإستعداد لصد الهجوم العراقي بقيادة ثويني بن عبدالله .
2) اتخذت إجراءات أخرى كانت في غاية الأهمية , وهي أمر القبائل الموالية للدرعية مثل قحطان والسهول وسبيع والعجمان ومطيروغيرهم , بتحريك مواطن سكناهم بأموالهم وأهليهم , والاستيطان بوسط وشمال إقليم الأحساء , ليكونوا عقبة ديموغرافية وعسكرية في وجه الحملة العراقية , وأمرهم بالثبات في وجه العدو , والهدف من مثل هذه السياسة إثبات أن الدرعية تعتبر الأحساء منطقة حيوية و إستراتيجية لأمنها السياسي والعسكري والاقتصادي والأجتماعي إلى جانب أن الحدود الشمالية هي الخط الأول بالدفاع عن الديار السعودية بداية من الأحساء إلى القصيم وبقية مناطق نجد , وأنه لا يمكن التفريط بها بأي حال من الأحوال , وكذلك المساهمة جدياً في إجراء تغييرات جذرية في البنية الاجتماعية في هذا الأقليم بما يساهم في توطيد الأمن والأمان للبلاد السعودية .
3) ثم بدأت التعبئة العامة لجيش الدرعية المركزي بقيادة ولي العهد سعود بن عبدالعزيز من جند منطقة العارض , كما أمرت بقية البلدان التابعة للدرعية باللحاق

بركب الجيوش السعودية الزاحفة للإلتقاء بالعدو المهاجم , واتجه ولي العهد السعودي الأمير سعود الكبير بجيوش الدرعية نحو حفر الباطن ليكون في أكثر المواقع قدرة على الدفاع عن الدولة .

ويبدو أن المعلومات التي كانت قد وصلت إلى الدرعية من أن الهدف من حملة ثويني هي الدرعية نفسها ولكن لم يكن واضحاً أي الطرق سيسلكه هذا الجيش أهو طريق رفحاء نحو التنومة والقصيم أم طريق ماء ثاج والشباك نحو الأحساء فالدرعية ؛ لذلك فإن قوة التدخل السريع قد اتخذت مواقعها الدفاعية في " الطَّف " و" قريَّة " و " لينة " قرب رفحاء , في حين تمركزت القوات السعودية المركزية بالحفر , ولقد كانت مفاجأة كبرى اهتز لها الجيش السعودي المدافع حين بلغه أن ثويني قد غير اتجاهه نحو الأحساء شرقاً بدلاً من التوجه جنوباً, حيث استدعى ذلك من قائد الجيش الأمير سعود بن عبدالعزيز اتخاذ إجراءات عسكرية عاجلة لتدارك الموقف الطارئ ؛ فوجه قوات التدخل السريع من قريَّة والطَّف نحو أماكن دفاعية جديدة بأطراف الأحساء , وهي أم ربيعة وعين جودة , ويبدو أن قوة التدخل السريع قد اضطرب أمرها , وخشي جنودها أنهم لن يتمكنوا من الصمود أمام قوات ثويني الكثيفة , فبلغ هذا الأمر لقائد الحملة وهو في الحفر فأنجدهم بقوات من حاضرة ومدن نجد بقيادة قائد آخر هو الأميرحسن بن مشاري بن سعود ؛ الذي عين قائداً لقوة التدخل السريع بدلاً من محمد بن معيقل , وقد كان موقف الجيش السعودي متضعضعاً – لأول وهلة - إذ يبدو أن الدعاية المعادية قد أثرت فيه من حيث كثرة عدوهم وقوة أسلحتهم .

وفي الوقت الذي وصل ثويني إلى موقع ماء الشباك من شمال الأحساء , وبدأ يبني مخيم معسكره , في حين كان الأمير حسن بن مشاري بن سعود قد وصل للتو على قرب منه استعداداً للمعركة , كان معسكر ثويني قد دب به الفشل ودخلت فيه الفتنة , ذلك أن ثويني ربما قد أصابه الغرور بقوة موقفه العسكري وتناسى أهمية تقوية جبهته الداخلية , كما يبدو أنه لم يحسب كثير حساب للتناقضات التي يحملها حلفاؤه من بني خالد فقد كان براك بن عبدالمحسن لا يزال يرى أنه الأكثر أحقية في حكم بني خالد من جديد , في حين كانت ميول ثويني لتنصيب محمد بن عريعر والياً على الأحساء , ولكن هذه السياسة كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير, فقد قرر براك الاتصال مع القائد السعودي الأمير حسن بن مشاري آل سعود المقابل لهم بمعسكره , وأبدى ندمه على المضي قدماً في مؤازرة ثويني في حربه , وأبلغه أنه يريد العودة عن هذا الخطأ , وهنا بدأ القائدان ينسقان خيوط تعاون جديد بعيداً عن علم قائد الجيش العراقي ثويني بن عبدالله ذلك التنسيق الذي سيقضي على الجيش العراقي , وكان أحد عبيد براك وأسمه طعيس شديد الولاء للحركة الإصلاحية , وأبدى فدائية غير عادية في إفشال خطط الحملة العراقية , وفيما يبدو أنه قد تم الاتفاق بين براك وحسن بن مشاري بن سعود وطعيس , على أن يقوم طعيس باغتيال ثويني نفسه , مستفيداً من قربه من براك الذي هو ضمن منظومة قادة الحملة العراقية , وفي نفس الوقت الذي يتم التأكد من تحقيق هذا الهدف , يقوم براك بأمر قواته التابعة له من بني خالد بالانشقاق عن الحملة العراقية , والانضمام لحسن بن مشاري آل سعود , وشن هجوم قوي ومباغت على الجيش العراقي ؛ في وقت يكون هذا الجيش قد فقد قائده .

وفي الوقت الذي كان ثويني ينتظر بناء مقر قيادة الجيش وأفراد الجيش كل منشغل ببناء خيمته كان طعيس يشحذ حربته , فجاء من خلف ثويني وهو جالس وطعنه بحربته فمات من ساعته في 14 محرم 1212هـ , وهنا انحاز براك بقواته إلى جانب الأمير حسن بن مشاري ؛ وفي الوقت الذي حاول القادة الآخرون بالحملة العراقية إبداء رباطة الجأش , و إشاعة أن ثويني لا يزال يقود الحملة ؛ كان الأمير حسن وبراك يشنون هجومهم على الجيش العراقي الذي لم يتمكن قائده الجديد ناصر بن عبدالله أخو ثويني أن يجمع شمل جيشه الذي إنهارت معنوياته فجأة وهزم هزيمة كبيرة , والجيش السعودي في مؤخرته يلقنه دروساً سيكون لها نتائج قاسية على ذاكرة أولئك الجنود في الحملات القادمة , وظل جيش الدرعية يلاحقونهم إلى حدود الكويت وغنم الجيش السعودي كل ما لدى الجيش العراقي وما بمعسكريهم من مواد تموينية وأسلحة وذخائر وأموال , حيث كان ولي العهد الأمير سعود بن عبدالعزيز قد وافاهم بقوات الجيش الرئيسية في أرض المعركة بعيد نهايتها (14) .فهزم الجيش العراقي هزيمة قاسية بكل المقاييس قبل أن يطلق رصاصة واحدة .

وأمام ضغوط السلطان العثماني كوَّن باشا بغداد سليمان باشا حملة ثانية بقيادة مساعده علي الكخيا الذي هاجم الأحساء عن طريق الكويت , وذلك في عام 1213هـ /1798م حيث أنهى تجهيز الحملة العراقية الثالثة ضد الدرعية , وولى القيادة لصهره ووزيره علي الكخيا , وحشد قواته من كافة أنحاء العراق من المحمرة وكردستان ووسط العراق وحشد معه بوادي جنوب العراق من المنتفق والظفير و شمر والبصرة والزبير , وأمده بمزيد من الأسلحة المتقدمة , ويذكر ابن بشر أن الخيالة وحدها في هذا الجيش كان عددهم حوالي ثمانية عشر ألف فارس , واتجه علي الكخيا بجيشه نحو الأحساء بدلاً من الحدود الشمالية , غير أن هذه الحملة كانت قد بدأت بانسحاب سريع مفاجئ بعد حصار للهفوف والمبرز لثلاثة أشهر بدا وكأنه انسحاب غير منظم وهزيمة كبيرة حق الجيش السعودي المنطلق من الدرعية الجيش العراقي عند ثاج حيث فرض صلح وسلام على الجانب العراقي لست سنوات وقع في بغداد .

ومن هنا برزت أهمية منطقة الحدود الشمالية الإستراتيجية للدولة السعودية في الدفاع عن وسط البلاد أمام الهجمات العراقية الكبرى ؛ حيث كانت أقل الجيوش العراقية الغازية ما يزيد عن ثلاثين ألف مقاتل , في وقت لم تكن المدن الهامة في منطقة الحدود الشمالية - كمدينة عرعر و رفحاء و طريف - قد ظهرت بعد , وإنما نجد أن الجيش السعودي سواء كان قوة التدخل السريع التي قادها محمد بن معيقل أو حسن بن مشاري آل سعود أو الجيش الرئيسي الذي كان يقوده ولي العهد السعودي آنذاك – سعود الكبير – كان يتخذ من موارد المياه الهامة بالمنطقة كقواعد عسكرية يغير دائمة يتمركز بها للدفاع المتقدم عن البلاد ضد الخطر الخارجي , مثل لينة والطَّف وقُريَّة .

وقد تعرضت المنطقة لغزو جيش تحالف بين ولايتي بغداد ودمشق العثمانيتين ضد الدولة السعودية الأولى , ولكن كانت هيبة الجيش السعودي في نفس كل جندي من جنود جيش التحالف هذا جعل قائده يقوم بحملة استعراضية وصلت إلى أطراف الحدود الشمالية ثم عادت لتصفية بعض الجيوب السعودية المتقدمة في وسط العراق ؛

حيث قرى سامراء التي بايعت الدولة السعودية واتبعت المذهب الحنبلي وقد تمكنت الحملة السورية العراقية المشتركة من القبض على الأمير العراقي التابع للدرعية وقامت بإعدام ذلك الأمير ثم عاد جيش التحالف إلى دمشق وبغداد .

وكانت تلك الموارد أو قل تلك القواعد العسكرية غير الدائمة ( لينة والطف وقريَّة) التي كانت مراكز دائمة للقبائل الرحل بحكم توفر المياه بها كمراكز انطلاق للجيوش السعودية التي انطلقت فيما بعد وخاصة بين أعوام 1216هـ - 1225هـ للهجمات المباغتة التي كان الجيش السعودي يشنها بعنف على المدن العراقية ككربلاء وسامراء التي تحولت إلى مدينة سلفية خالصة آنذاك وبايعت الإمام سعود الكبير , وحتى ضواحي بغداد نفسها فيما بعد.
حتى جاء العصر الحديث وعهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل الزاهر رحمه الله , بحيث اكتشف البترول وتم بناء خط أنابيب التابلاين من الدمام نحو صيدا بلبنان , وبُنَيت مراكز ومعسكرات للشركة المنفذة لخط التابلاين ( كامب) – والتي مع الأسف الشديد قد تمت إزالة مواقعها كمواقع أثرية هامة للمنطقة – بحيث كان يبعد كل مركز عن الآخر بحدود 300 كم وهناك – بالقرب من تلك المراكز قامت ثلاث مدن هامة هي مدينة عرعر ورفحاء وطريف .

نبذة عن جغرافية المنطقة :
ومنذ خمسة آلاف عام جفت تلك المنطقة جفافاً تاماً ؛ مثل بقية أنحاء جزيرة العرب والشرق الأدنى بشكل عام ؛ بحيث نزح سكان تلك المناطق – آنذاك - إلى منطقة الجوف الغنية بالماء والعيون الجوفية كما أنها ظلت عامرة بالحياة البشرية حيث كان يوجد بها أول مستعمرة إنسانية كشفت عنها الحفريات الأثرية في موقع الشويحطية بين سكاكا وعرعر ؛ إذ قُدِّر عمرها بمليون عام وقد ذكرت البعثة الأثرية التي اكتشفت موقع الشويحطية هذا أنها وجدت أثاراً تعتبر الأقدم على وجه البسيطة , وقد كانت منطقة الجوف غنية ببحيرات مائية عذبة يغذيها نهر السرحان النهر الوحيد الذي يأتي من خارج الجزيرة العربية ليصب في داخلها ؛ أي أنه ينبع من الشمال في منطقة البلقاء بالأردن ؛ ويصب في الجنوب أي بمدبنة دومة الجندل بمنطقة الجوف ؛ في حين أن أودية أو أنهار الجزيرة العربية القديمة كلها تنبع من جبال السروات لتتجه نحو الشمال الشرقي أي نحو الخليج العربي أو شط العرب بالعراق , ويكتسب نهري عرعر وبدنة نفس الميزة الأخيرة ؛ حيث ينبعان من مرتفعات الحماد غرباً ويتجهان نحو الأراضي العراقية أي نحو الشمال الشرقي ؛ وقد نزحت بعض تلك الشعوب القديمة نحو العراق , وبهذا فقد أصبحت تلك المنطقة خالية من السكان إلا من بعض القبائل الرحل التي كانت تأتي إلى مياه لينة في فصل الربيع .

التغييرات الاجتماعية المطلوبة في المنطقة :
وقد بينا أنه في عهد الملك عبدالعزيز قد حدث تغيير ديموغرافي بسبب الوضع الاقتصادي الطارئ في تلك المنطقة نتيجة لأعمال شركة أرامكو في مد خط التابلاين بين الدمام ولبنان ؛ بحيث نزح السكان من البادية شمالاً من مستوى خط لينة نحو الشمال قليلاً ؛ حيث خط الحدود للمدن الثلاث عرعر- رفحاء – طريف حالياً, وكذلك نزحت قبائل أخرى نحو الجنوب من باديتي الشام وسماوة العراق , وظل الوضع بتشجيع منه – الملك عبدالعزيز رحمه الله – حيث انتشرت الهجر على امتداد شريط الحدود .

ويسكن منطقة الحدود الشمالية في مدنها الرئيسية عرعر وطريف ورفحاء حسب آخر الإحصائيات الرسمية بحدود ربع مليون نسمة من السعوديين (239331) أي بحدود مائتين وأربعون ألف نسمة ؛ وحوالي أربعون ألف نسمة من غير السعوديين .

ولعلنا نتبع سياسة الإمام عبدالعزيز بن محمد الإمام الثاني للدولة السعودية الأولى في الأحساء قبيل الغزوة العراقية الثانية بقيادة ثويني بن عبدالله زعيم جنوب العراق (البصرة) بأمر من والي بغداد حين أمر الإمام القبائل الموالية للدرعية مثل قحطان والسهول وسبيع والعجمان ومطير وغيرهم , بتحريك مواطن سكناهم بأموالهم وأهليهم , والاستيطان بوسط وشمال إقليم الأحساء , ليكونوا عقبة ديموغرافية وعسكرية في وجه الحملة العراقية , وأمرهم بالثبات في وجه العدو , ذلك أن الحدود الشمالية هي الخط الأول بالدفاع عن الديار السعودية بداية من الأحساء إلى القصيم وبقية مناطق نجد , وأنه لا يمكن التفريط بها بأي حال من الأحوال , وكذلك المساهمة جدياً في إجراء تغييرات جذرية في البنية الاجتماعية في إقليم الأحساء بما يساهم في توطيد الأمن والأمان للبلاد السعودية .
ومن هنا فإننا نحتاج إلى أن نطلب من بعض القبائل شديدة الولاء للدولة السعودية تاريخياً أن تُرحِّل بعض أفخاذها لسكنى منطقة الحدود الشمالية وحتى الحفر من خلال بناء العديد من المدن الزراعية الجديدة - وفق معايير متطورة تؤخذ فيها الجانب الدفاعي والأمني - والتي تغذيها السدود التي تمد بمياه التحلية لإجراء التغييرات الاقتصادية والاجتماعية المطلوبة لجعل هذا الحزام الشمالي الآمن قادراً على أن يكون درعاً حصيناً للبلاد وحزاماً آمناً وواقياً بإذن الله من خطر العدو الإيراني الجديد وعملاؤه في العراق الجديد .

إن هذه السياسة التي اتبعها الإمام عبدالعزيز بن محمد رحمه الله لم تكن جديدة ؛ فقد اتبعها الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين استشار الصحابة رضي الله عنهم عن أشد قبائل العرب مراساً وأكثرهم شراسة وصبراً كي يسكنهم في فلسطين لأنها أرض جهاد ورباط وقد نرى أن تلك السياسة قد أثمرت بما نراه من صبر الشعب الفلسطيني على صنوف الحرب التي تمارسها إسرائيل ضدهم منذ قرابة القرن ؛ وهي بإذن الله ستكون قادرة أن تمد حزامنا الشمالي الآمن بمزيد من عناصر الصمود ضد أي عدو كان تسوِّل له نفسه الهجوم على بلادنا الغالية من تلك الجهة لا سمح الله .

ميزة مدينة عرعر :
تتميز مدينة عرعر بوجود نهرين قديمين هما نهر ( وادي عرعر ) ونهر ( وادي بدنة ) الكبيرين ؛ حيث يلتقيان كنهري دجلة والفرات بوسط مدينة عرعر ذاتها , وهذين الواديين ينبعان من أعالي هضبة الحماد جنوب غرب مدينة عرعر ويتجهان عبر مدينة عرعر نحو الحدود العراقية , فيعبر نهر (وادي عرعر ) إلى المدينة من جنوبها تماماً متجهاً نحو الشمال ؛ بينما يعبر نهر ( وادي بدنة ) المدينة نفسها من الغرب قريب من جنوبها الغربي متجهاً بزاوية شرقية حتى يلتقيان في وسط المدينة تقريباً بما يشبه شط العرب بحيث يتغلَّب إتجاه وادي عرعر فيتجه النهر الموحد شمالاً إلى خارج المدينة .

ميزة مدينة رفحاء :
أما رفحاء فإن أهم ميزاتها هي أنها على طريق الحج العراقي التاريخي القديم في عهد الدولة العباسية , بحيث توجد إلى شمالها واحدة من أهم البرك التي بنتها زبيدة العباسية زوجة هارون الرشيد في طريق الحج ؛ وهي إلى الجانب العراقي من الحدود إلى جانب وجود واحة لينة بما تشتهر به من منطقة خصبة في فصل الربيع .

ميزة مدينة طريف :
أما مدينة طريف فإنها تتميز بأنها في سقف الحماد , ولعلها تسجل أعلى نقطة مرتفعة في تلك المنطقة ؛ ويمتاز مناخها بالاعتدال وربما البرودة الشديدة في الشتاء وهي أميل إلى مناخ صحراء الشام منها لمناخ جزيرة العرب ؛ كما يمتاز مناخها بوجود مولدات طبيعية للرياح بحيث تكثر في تلك المنطقة الرياح والزوابع الترابية بسبب تلك المولدات للرياح ؛ حتى أنه من الممكن إنتاج الطاقة الكهربائية منها ؛ كما أن فيها من المخزونات المائية الجوفية ما يكفي لتشييد أو تغذية نهضة زراعية كبرى في تلك المنطقة .

مشاريع تنموية مقترحة لمنطقة الحدود الشمالية في عهد الملك المحبوب عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله :

في عهد الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه حدثت طفرة اقتصادية كبرى لشعوب الدولة الأموية غير مسبوقة إلى الدرجة أن يطوف عمال الدولة بأطرافها ولم يجدوا من يقبل الصدقة للغنى الذي حل بالناس لعدله رضي الله عنه , ونحن هنا بدأنا نلمس حرص الملك العادل عبدالله بن عبدالعزيز في تصريحاته وخطبه على العدل ورغبته في تنمية شعبه وإصلاح أحواله , وإصراره المستمر على ما يؤكد عليه دائماً وأبداً في تصريحاته وخطبه حفظه الله " بالتوزيع العادل للثروة بين مناطق المملكة " , ومن هنا أوردنا مسألة التشابه بين الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز والملك العادل عبدالله بن عبدالعزيز والذي سنشهد بإذن الله في عهده الميمون طفرة جديدة وتنمية بعيدة المدى .

ولعل زيارة مليكنا المحبوب عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الهه للمناطق الشمالية قد أعطته حفظه الله وجعلته يقف على حاجات المنطقة وكم هي تحتاج إلى تنمية بعيدة المدى تساعدها بأن تكون الحزام الشمالي الآمن للبلاد من خلال تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة , ولعل منطقتي الجوف والحدود الشمالية لازالتا تنتظران دورهما في تنمية ترسي دعائم الخير في أركانهما وتجعلهما الجدار الأمني الأول الذي يحمس بلادنا إن شاء الله .

المياه في الحدود الشمالية أساس التنمية :
قال الله سبحانه (( وجعلنا من الماء كل شيء حيا )) , وحين نعود إلى الحضارات القديمة والحديثة فإنها لم تقم إلا على ضفاف الأنهار فالحضارة السومرية والبابلية و الكلدانية بالعراق والفرعونية بمصر والإغريقية باليونان واللاتينية بروما والصينية والهندية لم تقم إلا على ضفاف الأنهار , بل العجب كل العجب بالنسبة للحضارات الحديثة فالحضارة الغربية الممثلة بأمريكا وأوروبا وحتى روسيا واليابان والصين هي أكثر البلدان أمطاراً وأنهاراً , وهذه إسرائيل قد خاضت حروباً عسكرية لسرقة منابع الأنهر العربية على صغر حجمها كنهر الأردن من الأردن ونهر اليرموك من سوريا ونهر الليطاني من لبنان إلى جانب بحيرة طبرية , لعل إسرائيل تدرك أهمية الماء بالنسبة لحياتها ولكنها بالتأكيد ليست فقط وحدها هي التي تدرك مثل هذه الأهمية للماء .

ولعلنا نحن في المملكة العربية السعودية إذا أردنا أن نبني حضارتنا السعودية العربية الإسلامية الحديثة ؛ ونحن نلج القرن الحادي والعشرين ؛ فيجب علينا أن نضع نصب أعيننا أن نجعل من وفرة المياه كركيزة أساسية لبناء هذه الحضارة , وأن نروي بلادنا التي هي في حالة عطش دائم منذ خمسة آلاف عام , وقد نادى صاحب هذه الفكرة في مؤتمر الحوار الوطني والذي انعقد بمنطقة الجوف عام 1427هـ /2006م إلى ضرورة توطين صناعة محطات تحلية المياه في المملكة وأن نعتمد الطاقة النووية لتشغيل شبكة كبرى من هذه المحطات لننتج من مياه البحر المحلى ما يكفي نهر أو نهرين يخترقان الوطن من الغرب ( جبال السروات ) إلى الخليج العربي , ليساهم الماء في بناء الوطن كما ننشده ونريده .

ولعل منطقة الحدود الشمالية هي في أشد ما تكون إلى عنصر التنمية الأول وهو الماء , فالماء في هذه المنطقة مفقود وبشكل حاد , ولا تنمية للمنطقة بدون العناية في هذه المادة لأنها أساس التنمية التي يمكن أن يحتاج إليها أهلها , ولأن الماء الذي تريد المنطقة هو ماء وفير بكل المقاييس لتنميتها؛ ولعل لدينا العديد من الخيارات المتاحة في هذا المجال تكون كافية وقادرة بإذن الله لتغذية المدن الثلاثة ( رفحاء وعرعر وطريف ) بالماء المحلى وهي كما يلي :
أ‌) استغلال أنابيب خط النفط العراقي الذي مدته العراق مابين جنوب العراق إلى ينبع إبان الحرب العراقية الإيرانية والذي أغلق بُعَيد احتلال العراق للكويت بحيث يمكننا عكس اتجاه تلك الأنابيب بحيث توضع محطة التحلية الخاصة بمنطقة الحدود الشمالية في ينبع ثم تنقل تلك الأنابيب مياه التحلية إلى رفحة ثم إلى عرعر وطريف .

ب‌) يمكن إقامة المحطة في منطقة قريبة من ضباء أو حقل ومد أنابيب جديدة نحو المنطقة واستغلال مابقي من خط أنابيب التابلاين بين المدن الثلاث (رفحة وعرعر وطريف ).

ت‌) يمكن إقامة المحطة قرب الظهران أو الدمام على الخليج العربي مع إيقاف مشروع بيع خط التابلاين على إحدى الشركات اليابانية كحديد خام بدون فائدة عائدة على البلاد ؛ واستغلال خط التابلاين لنقل المياه كما كان ينقل البترول في السابق .

ومن المهم أن يكون الماء وفيراً بشكل يكفي لتنمية المنطقة في شتى المجالات :
1) الاستخدام البشري : فلعل الهم الأول إنما هو للاستخدام البشري في البيوت بحيث يؤمن الناس هناك للسنين القادمة .
2) الاستخدام الزراعي : من حسن الطالع أن مشروع سد وادي عرعر قد تم الانتهاء منه للتو وهو سد كبير بكل المقاييس , ومن الممكن أن تقوم وزارة الزراعة بالتخطيط لنهضة زراعية في المنطقة مستفيدة من مناخ المنطقة الشبيه بالمناخ العراقي , بحيث أن المؤثرات الجغرافية على المناخ العراقي والإيراني( أواسط آسيا) تصل إلى هنا , وبهذا يمكن أن نجعل من عرعر ورفحاء منطقة السواد العراقية , وكلمة السواد كانت تطلق على العراق في العصور الإسلامية لأن الناظر للعراق وهو قادم إليها يرى سواداً من كثرة النخيل , وهنا في عرعر ورفحاء وطريف يمكن لنا أن نخطط من خلال تخصيص محطة كبرى لتحلية المياه بالخليج تستخدم خط التابلاين الموقف استخدامه منذ الثمانينيات بعد تأهيله لنقل المياه بدلاً من البترول لتلك المنطقة , وتعبئة سد وادي عرعر بالمياه وتغذيته بين الحين والآخر كأن يغذى بالمياه من خلال تشغيل المحطة لتحلية المياه أسبوع واحد من كل شهر , وتوزيع الأراضي البور على المواطنين بمساحات متساوية , وتقنين زراعة حديثة ليس بها هدر للمياه من خلال التنقيط وخلافه , وتخصيص أنواع الأشجار المناسبة لمناخ المنطقة من قبل مستشاري وزارة الزراعة كالنخيل والتفاح وغيرها , وذلك لخلق آفاق اقتصادية رحبة لمنطقة حيوية جداً للأمن الوطني , إن الملك عبدالعزيز رحمه الله حين أوجد تلك المنطقة بسياسته الإستراتيجية بعيدة المدى لم يكن مجرد تكليف الدولة لأعباء ثقيلة , وإنما كانت أهدافه أكبر من أن يفهمها جيله آنذاك , ولذا آن الأوان أن نعمل على توطيد تلك الإستراتيجية , وأن ندعمها بالعلم والعمل , لننشئ ركائز جديدة لاستقرار بشري أكثر صلابة وعمقاً بحيث نؤصل الوجود البشري بالأرض في تلك المنطقة , وبشكل نهائي لا رجعة فيه ؛ ولنجعل هذه المنطقة هي الحزام الشمالي الآمن للبلاد بحيث نجعل من زراعة النخيل على امتداد مدن وقرى وهجر منطقة الحدود الشمالية ليس سلة غذاء يهدف تأمين البلاد في المجال الغذائي ؛ بقدر ما هو إيجاد وسائل طبيعية كنخيل العراق تشكل حاجزاً طبيعياً ومعوقاً في وجه كل عدو غادر يحاول الهجوم على بلادنا الغالية من خلال تلك الجبهة الواسعة ؛ ولعل السهول الشاسعة التي تتشكل منها المنطقة تشكل عبئاً دفاعياً لا يمكن ملئه إلا بزراعة النخيل التي تشكل غطاءً حقيقياً لأية عمليات قتالية ضد العدو , ولعلنا نستفيد من التجربة العراقية في حروب العراق مع إيران ومع الاحتلال الأمريكي والبريطاني من أن المناطق الزراعية الشاسعة كانت الجندي المدافع الأول ضد العدو إلى جانب المقاومة العراقية ؛ والتاريخ عبرة وأعداؤنا يحيطون بنا من كل جانب وعلينا أن نعمل على الاستفادة من عبر التاريخ .
3) أما في رفحاء فيمكن أن نعيد الاستيطان لموقع جديد هناك فأرض لينة وما حولها أرض خصبة يمكن أن تكون من أفضل المناطق الزراعية بحيث يحول إليها شريان متصل بخط التابلاين , يوجه إلى وادي كريم , الذي لابد من إقامة سد كبير على هذا الوادي يروي أراضي لينة الشاسعة , والتي تزيد بكثير عن عشرة آلاف كيلومتر مربع , وتوزع الأرض البور في لينة على المواطنين لزراعة النخيل والتفاح الجيد هناك , أما طريف فلا تقل عن رفحاء وعرعر إلا أن مناخها يتميز بأنها ستزرع الزيتون والموالح كمنطقة الجوف لأن مناخها مناخاً يتأثر بمناخ البحر المتوسط أكثر منه شبهاً بمناخ أواسط آسيا .

4) الاستخدام السياحي : في مدينة عرعر بالذات يوجد نهري دجلة وفرات صغيرين , هما وادي عرعر وبدنة فقد قامت أمانة مدينة عرعر على استحياء ببناء روافد وادي عرعر أو نهر عرعر , وببطء شديد , ولكن هذا النهر الجاف الذي يخترق مدينة عرعر من الجنوب نحو الشمال ليلتقي به في وسط مدينة عرعر وادي بدنة القادم من الغرب نحو الشرق حتى منتصفها ثم يتحول الواديين في شكل زاوية قائمة نحو الشمال مشكلاً شط عرب آخر هناك , ومتجهاً عبر مساحات واسعة نحو مركز حدود الجديدة على الحدود العراقية , ويتميز هذا النهر أنه بعرض يزيد عن خمسين متراً مخترقاً هذه المدينة الحيوية الهامة , بحيث يمكن تغذية هذا النهر بقليل من المياة التي تكون بين الراكدة أحياناً – ثلاثة أسابيع في الشهر – ومتحركة لتجديد المياه بالنهر – لأسبوع واحد فقط بالشهر ؛ بحيث ينتهي بسقي مزارع جديدة ربما للنخيل والزيتون بشمال عرعر , وهذا المشروع السياحي الزراعي الذي سيحيط مدينة عرعر بحزام أخضر سيحيي مدينة عرعر بحيث ستكون مدينة زاهرة كسامراء العراقية في زمن المعتصم , وستكون مدينة سياحية من الدرجة الأولى وستجتذب السكان ؛ بحيث يكون نموها أكثر من كل التوقعات لتشكل ركيزة هامة في حدودنا الشمالية في تلك المنطقة الحساسة , ولتساعد أهالي المنطقة على تنويع مصادر رزقهم ونشاطهم الاقتصادي , وتحدث نقلة نوعية في حياة المنطقة ومستقبلها ؛ بحيث تنشئ المطاعم والملاهي ( الألعاب ) والحدائق والمنتزهات العامة بما ينشط الحياة الاقتصادية والسياحية هناك بشكل يجعل من مشروع خادم الحرمين الشريفين هذا لتغيير وجه المنطقة حدثاً تاريخياً يغير من حقائق التاريخ والجغرافيا والاقتصاد في هذه المنطقة لعشرات السنين القادمة إن شاء الله , وهو ليس بالكثير على المنطقة لأن أضعاف هذه المبالغ صرفت على المناطق الأخرى بالمملكة .

5) بالإمكان أن يمد أنبوب نحو منطقة الجوف وأخر نحو محافظة القريات بطول 150 كم لكل منهما لتغذية المنطقة بمياه تلك المحطة ؛ خاصة لقرب مدينتي سكاكا ودومة الجندل ( ومنطقة بسيطا سلة غذاء المملكة العربية السعودية حالياً ) وكذلك القريات من خط التابلاين , بحيث يمكن أن تكون الفائدة عامة لكلا المنطقتين ( الجوف والحدود الشمالية ) بإذن الله .

إن كل هذه المشاريع لن تحتاج إلى الكثير من المال , ففي وقت تم صرف حوالي أربعة مليارات ريال على مدينتي جدة والرياض سنوياً على النواحي التجميلية فقط في بعض خطط التنمية السابقة , فإن منطقتي االحدود الشمالية والجوف قد تحتاج لضعف هذا الرقم لمرة واحدة فقط في مثل هذا المشروع , والذي سيساعدها في إيجاد حلول لسلة من المشكلات التي تعاني منها المناطق.

أهمية الحزام الشمالي الآمن بالنسبة للبلاد:
ما من شك أن بلادنا رغم سياستها المسالمة غير أن أعداؤنا يظلون يكيدون لنا باستمرار ؛ وقد رأينا في صيف عام 1990م كيف تحول فجأة الصديق إلى عدو بين عشية وضحاها ؛ ولعل الوضع الإستراتيجي للحدود الشمالية سيصبح مع الوقت ذا أهمية كبرى فالوضع في بلاد الشام ؛ سوريا ولبنان وفلسطين ؛ يسير في كل يوم جديد نحو التأزم أكثر مما هو عليه بالأمس ؛ ومن المهم أن تبني بلادنا خططها للسنوات العشر القادمة في هذا اليوم قبل أن تفاجئنا الأحداث ؛ هذا من جانب بلاد الشام ؛ أما فيما يخص العراق فهي اشد خطراً وفتكاً فالإستراتيجية الإيرانية قد جاءت بقضِّها وقضيضها ؛ من خلال البوابة العراقية أصبحت على الحدود الشمالية ؛ وهذا يكرر نفس الزمن الذي اضطر الملك البابلي نابونهيد – في العصور القديمة - أن يرحِّل عاصمته من بابل إلى تيماء لمواجهة خطر الإستراتيجية الإيرانية التي اكتسحت العراق ولم تقف إلا على أبواب شمال أفريقيا وأثينا باليونان ؛ و لذلك فإن علينا أن نبني الحزام الشمالي الآمن للبلاد قبل أن تباغتنا الإستراتيجية الإيرانية – لا قدر الله - من خلال عملاؤها في الجنوب العراقي الذين هم على أبواب الحدود الشمالية .

سواء كان ذلك البناء من الناحية العسكرية بتقوية قواعدنا العسكرية في الحفر وعرعر أو من خلال بنيتنا الاجتماعية وترحيل العديد من القبائل الشديدة الولاء للبلاد نحو تلك المناطق الشاسعة ؛ أو من خلال البنية الاقتصادية كي تستطيع تلك المنطقة من النمو والصمود بإذن الله تعالى .
ولقد برزت أهمية الحدود الشمالية في كلا الحربين الأخيرتين اللتين خاضهما العراق مما جعل منطقة الحدود الشمالية تكون في أقصى حالات الخطر في حقيقة الأمر بحيث اتخذت حكومتنا الرشيدة سدد الله بالتوفيق خطاها كل التدابير اللازمة لحماية المواطنين في تلك المنطقة .



منقول من إخبارية عرعر












عرض البوم صور نايف العميم   رد مع اقتباس
 


(مشاهدة الكل الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 0
لا توجد مشاهدات من الأعضاء لهذا الموضوع من قبل.
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
البنوك الإسلامية تشهد طفرة في النمو بعد تراجع تأثير الركود الأناضول الإعلام وَ التربية و التعليم 8 10-21-2010 08:14 AM
عملاق تشغيل ملفات الفيديو.. سلطان الزين الكمبيوتر والجوال 4 07-18-2010 02:42 AM
أزمة عالمية تعصف بأسواق الأعلاف سام 77 الإعلام وَ التربية و التعليم 1 05-23-2009 09:49 PM
صورة ثوب عملاق.. شي عجيب سام 77 الصور والطرائف 5 05-15-2009 01:14 AM
عاجل@منطقة اليورو تدخل رسميا مرحلة الركود سام 77 الإعلام وَ التربية و التعليم 1 11-14-2008 11:01 PM


الساعة الآن 06:04 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. diamond