جميل أن تعيش كرجل فقير وتمتلك الكثير من المال كما هي أمنية أحد الحكماء .
الفقر يصقل القلوب يشعرها بأنها دائرة تدور في رحاها الطمأنينة والروحانية بشكل دائم حيث الدعاء المستمر بأن " ربي أرزقني "
في الشهر المنصرم " الرمضاني " كنا كلنا فقراء نعيش الأجواء الإيمانية مع الله ونكثر الدعاء ونُلح في ذلك على البارئ والكثير يبكي ويتقرب للغني طلباً للمغفرة والزلات والكبائر الذنوبية التي خلفها " كُفر الأهواء " قبل رمضان .
لكن للأسف حتى تلك الفترة لم تتعدى بضع ساعات كان يطلق عليها " صلاة التراويح " التي عشنا فيها فقراء ومارسنا فيها الطقوس الإيمانية لأن هذه السويعات هي رمضان بالنسبة للكثير من الناس الذين إنحصر فقرهم لله في عدة ركعات فكانوا ينامون النهار ويسهرون الليل , يستشعرون الله قليلاً ويبحثون في القنوات كثيراً عن مايلهيهم ويفسد لهم حتى تلك السويعات الإيمانية التي فقرو أنفسهم لله بها .
رَحلَ الفقر لله مع رحيل ذلك الشهر وكان فعلاً "رمضان كريم" فلقد منحهم فرصة الإستشعار والإنقياد حتى لو لمجرد سويعات أفسدوها من " باب الحارة ".
وفي صبيحة العيد السعيد طويت آخر الروحانيات حيث ودع الفقر بـ " الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر ولله الحمد "
بعد 12 شهراً سوف نعيش من جديد الفقر لله بكل مايتطلب ذلك الموقف من " دموع و خشوع " وستدور الرحى عوداً على بدء . أغنياء من السؤال وفقراء للعفو والغفران وستحكي الرمضانيات قصتنا معها كيف كنا أمة " رُبع رمضانية "
كنا فقراء وموائدنا تنعم بالأصناف المتعددة
كنا روحانيين جداً فنحن نستيقظ قبل الإفطار ونقول " اللهم لك صمت " نعم صمنا عن الذكر في نهار رمضان , صمنا عن قراءة القرآن , صمنا عن شمس رمضان الحارة تحت مكيفات باردة لا نحس معها بالجوع والعطش , صمنا عن كل ماهو رمضاني إلا عن ذلك الفقر المصطنع وقت التراويح .
جاء العيد وذهب بكل شيء مصطنع , ذهب يشهد علينا أننا قوم عبدوا الله في رمضان بكثرة زبائلنا و حلقات مسلسلاتنا وساعات نومنا .
ماذا نوينا ياتُرى هل نستمر بمسلسل الفقر المؤقت لله , أم أن نجعل من عامنا كله بحث عن القوت الذي يوصلنا إلى الغِنى الحقيقي .
هيا لنشحذ الجنة عند المساجد والمصاحف وأعمال البر وقول الحق .
هلموا نتوسل بالصدقات والإبتعاد عن المحرمات .
[overline]
للروحانيـِّة بقيـِّـة .
[/overline]
وطن.!