لغة الدموع ,.

لُغَة الدُمُوع

عندما وضَعْنا جَسدَها اِلنحِيلُ على السريرِ ,

بَاَدْرنَها ذَواَتِ اللبس الأبْيَضِ
هذه تَقيسُ

حَرارتُها
وتلَكَ تَقِيسُ نَبضُ

قَلبَها اَلطَّاهُر

واَلأخْرَى تَبحْثُ عن
وَرِيِدٍ تَضَعُ فِيهِ

اَلْمَحْلُول ،
عندما إشْتَدَ بها الْألَمُ ,
نَظَرتْ

إليَّ
نظرةٌ
تَحْكِي لِي من خِلَالهاَ مَاتُعْانِيةِ من

شِدَة الألِم
ثم أتَبعَتْ تلكَ النَّظْرَة
دُمَيعَات

دَمْعَةٌ
تَتْبعُها الأخْرَى ,
هذا حدُ اسْتِطَاعَتُهَا

من مخاَطَبتِي .

في هذه اللَّحظة
أحْسَسْتُ
بشيءٍ غَريِب

يَعْتَلِي جَسَدي

ويَضْغَطُ على أنْفَاسِي

يَعْتَصِرُ

قَلْبِي ,
كَتَمْتُ مَشَاعِري
عْمن يَحِيطُ بيِ

لَكنَّني
لمْ أَسْتطِعُ
إخْفاءَ عَبْرتِي
و لامَنعَ

دَمْعَتِي
من النَّزُولِ ,

لأنَ الدَّمُوعَ
لاتُحَابِيِ

أحداً.
عند هذه اللَّحْظَةِ الْحَزِينَةُ

تَمنيْتُ أَنَنَي

أسْتطَيُع

إِجَادَة
فَنَ
التَّخَاطُب
بالّدِمُوعِ
لكي

أسْتَمِعَ لِغَاليتي

وثَمَرةَ فْؤادِي
وهيِ تَحكِي

مَرارة مُعَانَاتها
خلالَ الأرْبَعةَ عَشرَ
خَرِيفَا

حتى تُعَبِرَ لي

عَمّا يَدُورَ في خَلْدِهَا
وتُحِسُ

بأَنَنَا نُبَادِلَها
تلك الَمشَاعِرِ
ونَحْسُ مَعانَاتها .

وددتُ أن أخبِرَها
بحديث الحبيب صلى الله

عليه وسلم:

(مايصيب المسلم من نصب
ولاهم ولاحزن ولا أذى ولاغم ,
حتى الشوكة
يشاكهاإلا كفر
الله بها من خطاياه)

لكنَهَا لمْ
تُقَاِرعْ

مَعْصِيَةٌ قَطْ

لأنَ هذا العَارِضُ
ألَمَ بِهَا قَبْلَ بُلُوغ

ألخَرِيف
الثَالِث من عٌمْرِهَا.

نَظَرَتْ إلى
نُصْفِي ألثَانِي .

نَظْرَةٌ تَخْتَلِفُ كُلِياً
عن نَظْرَتِهَا لي ,
تَحَاَمَلتْ

على نَفْسِهَا
رَغْمَ شِدًة ألألَمِ
فَاْبتَسَمَتْ ثُمَ

أجْهَشَتْ بالْبُكَاءِ,
وأغْمَضَتْ عَيْنَيهَا.

حَبَسْتُ أنْفَاسِي
خَارَتْ قُوَاي ,
كُدتُ أسقِطَ على الأرَضِ .

هُنا
أدرَكتُ التَواصلَ
عَبْرَ وَسِيلةَ
الدُمُوع

بَيْنَ غَالِيتِي
و نُصْفِي الثَانِي ,
هِي

الأحَاسِيسُ
هِي
ألْمَشَاعِرُ ألْمُتَبادَلة,

ألمُمْتَزِجةُ بالحُزِنِ
وبالْحَنَانِ
وألعَطْفِ والرَحَمِة .

الهي:

أنا
فِي حَيْرَةٍ من أمْرِي.

أَ أُغَاِدر ألْمَكَانَ

على تِلكَ أَلْحَالةِ
أم أمكُثُ

بِجَانِبِ غَالِيَتِي

مَعَ نُصْفِي أَلَثانِي .

لم تكن
الا
بُرْهَةٌ

من الزَمَنِ ,

أسْدِلَ الِستَارَ .

نُقِلَتْ لِجَنَاحِ أَلْعِنَايَةِ أَلْفَائِقَةِ !!

ارْتَفَعْتْ الأيَدِي

إلى السَمَاءِ ,

أَلْقُلُوبُ

وَجِلَةٌ ,
الأَلْسِنُ

تَلْهَجُ بالدُعَاءِ ,

ذَرَفَتْ

الدَمُوعُ ,

تَصًلَبَت

الأطْرَافَ,
كأنَ الطَيْرَ

على الرُؤوس.

لَيسَ
أمَامَنا
في هذه أللَحْظَةِ
الا التَسْلِيَم

وتَفْوِيض الأمْر

للمُبْدِعُ من أَلْعَدمِ

{ وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد }غافر:44

أبو فايز 15-8-1431هـ