يمكن قياس مدى تحضر الشخص في عدة أمور ظاهرة تشمل على سبيل المثال وليس الحصر اللغة المحكية والثقافة العامة وتناسق اللباس والبعض يعتقد أن نوع الهندام قد يعني شيئا إلى جانب نظافته ولكن أعتقد أن من الأهم العناصر التي يمكن أن تكون مؤشرا واضحا على رقي إنسان وتحضره مقارنة بغيره هو طبيعة تعاملاته مع الغرباء (وليس الأقارب أو الأصدقاء أو زملاء العمل) ويدخل في هذا الأدب العام والأتكيت.
برأيي أن التعامل مع الأقارب محكوم بأمور كثيرة تحددها الثقافة الخاصة بالعائلة وثقافة المجتمع المحافظ وكذلك الدين والتي جميعها تعزز أواصر القرابة أو على أقل تقدير تجعل هناك تواصلا من نمط اجتماعي محدد سلفا (هنا كلامي عامي للغاية فالبعض يحب أقاربه كثيرا ويراهم مثالا لكل شئ جميل ويتمنى قربهم النفسي إن لم يحصل له القرب المكاني أو غيره والبعض الآخر ربما لايعرف أسمائهم!)
وحين الحديث عن الأصدقاء فهذه أيضا محددة بأعراف ثقافية متفق عليها بشكل أو بآخر فالصديق يرافقك في الفسحة ويقف معك في الضيق ويمازحك ويصارحك وربما أحيانا يطلب منك المساعدة وقد يكون الصديق أقرب إلى نفسك من القريب ولكن تظل علاقكتما ربما مألوفة لغيرك لأن وجود الصديق يحقق الأنس (ماعرف وين الضمة بس ترا الألف مضمومة: ) ) وهذه حاجة نفسية طبيعية.
وأخيرا بالنسبة لزملاء العمل فهنا أيضا قوانين تعزز المشاركة والتعاون حتى مع عدم وجود الصداقة والألفة، وهنا غالبا الجهة التي يعمل بها الشخص قد وضعت ميثاقا أخلاقيا للتعاملات بين منسوبيها وقد يكون هذا الميثاق معلنا ومكتوبا أو مفهوما بالضرورة أثناء اجتماعات العمل أو في الاجتماعات الفردية الأخرى.
ولكن يبقى هنا الغرباء!
فالغريب على اسمه "غريب" لايعرفك ولاتعرفه ..لهذا فليس هناك مصلحة منه مثل البقية الذين تعرضت لهم في البداية.
وأمر عدم وجود المصلحة هذا برأيي أمر مهم قد يجعل الإنسان يظهر حقيقة ذاته ...
الغريب يحمل عنصر الغرابة والوحشة والغموض وهذا كله يدعو البعض للريبة والحذر وربما الخوف وهنا تخرج تصرفات مختلفة. البعض يكون فظا مع هذا الغريب لأنه لايعرفه ولن يضره أن يكون قاسيا معه لأن هذا لن يضر سمعته،
والبعض الآخر يتعامل معه بحذر وربما ببخل كذلك فلايلبي حاجته أو كل حاجاته فهو لايسمع لكلمات الغريب بشكل طبيعي فكل شئ يمر بفلتر الريبة والشك.
ولكن تظل هناك فئة أخرى من الناس والتي تكرم الغريب وتحسسه وكأنه في داره وتلبي كل حاجاته وهؤلاء إما يقومون بذلك من دافع ذاتي (فهم كرماء بحق) أو لأن هكذا هي عادات منطقتهم أو قبيلتهم (وهنا نذكر البدو الأولين وبعض التالين) أو بسبب ديني بغية في الأجر والمثوبة.
وبعد هذه "الموشحة"
تراني أحب الموشحات خخخ
ما رأيك هل تتفق أم تختلف؟
واي الأصناف أنت أو أيهم تحب أن تكون؟
سابدأ بنفسي
أنا كنت في السابق من الصنف الثاني ولكن الآن وبعد خبراتي الأخيرة تحولت للصنف الثالث لأني عشت فترة طويلة وأنا غريبة!
أتعاطف مع الغرباء ولا أتركهم حتى أتأكد أن حاجتهم انتهت وإن لم أقدر شخصيا عليها بحثت عن من يقدر وإن عجزت عن كل هذا...اشعر بالاكتئاب وأزعل على نفسي واستحي منها..أنا استحي كثيرا من نفسي فهي قوية جدا وتؤنبني كثيرا!
طبعا هذا السلوك جعلني أكتشف أمورا كثيرة في نفسي والآخرين قد أتحدث عنها إن وجدت فسحة من الزمن ووجدت أن هناك تقبلا
وسلامتكم وربي يوفقكم جميعا