جنون الحرف

يا الله..كم هومتعب ومرهق
ان تعجز ..وتقف حائرا
عن التعبير عن مشاعر
تختلج في داخلك..
تهتز الحروف..تبتعد..عن بعضها
تحاول ..ان تجمعها.. ترتبها..!!
تأبى ذلك...المعاني جميعها
والمفردات كلها تقف حائره
وكأنها تناديك وتصرخ فيك
لاتتعب نفسك..انها مشاعر
تفوق الوصف....مشاعرك
من نوع آخر..مشاعرك
فريده..مشاعرك استثنائيه
دعها حبيسه..اتركها تعتمل في
نفسك لعل وعسى ..!!

غاليتي..قرأت وقرأت ولا زلت
أقرأ واردد قصائد غيري..
..البدر..مساعد..دايم السيف..نزار
وغيرهم الكثير..
ولازلت ابحث..علني اجد ضالتي

أولعل حروفي تشتعل..و تجد
سبيلا للخروج..بلغة أخرى
..فتخرج بجنونها..
وتجتمع ..كاسرة وممزقة
المألوف....مازلت أحاول .!!!
:
:
:
:
:

أكثر ما يعذبني في حبكِ..
أنني لا أستطيع أن أحبك أكثرْ
وأكثر ما يضايقني في حواسي الخمس
أنها .. بقيت خمس لا أكثرْ
إن امرأة استثنائية مثلك
تحتاج إلى أحاسيس استثنائيهْ..
وأشواق استثنائيهْ..

إنّ امرأةً استثنائية مثلكْ..
تحتاج إلى كتبٍ تُكتبُ لها وحدها..
وحزنٍ خاص بها وحدها..
وموت خاص بها وحدها
وزمن بملايين الغرفْ..
تسكن به وحدها..

لكنني وأأسفاه..
لا أستطيع أن أعجن الثواني
على شكل خواتم أضعها في أصابعكْ..
فالسنة محكومة بشهورها..
والشهور محكومة بأسابيعها..
والأسابيع محكومة بأيامها..
وأيامي محكومة بتعاقب الليل والنهار ..

أكثر ما يعذبني في اللغة..أنها لا تكفيكِ
وأكثر ما يضايقني في الكتابة .. أنّها لا تكتبكِ
أنت امرأة صعبهْ..
أنت امرأة لا تُكتبْ..
كلماتي تلهثُ كالخيولِ على مرتفعاتكْ..
ومفرداتي لا تكفي لاجتياز مسافتك الضوئيهْ..

معك لا توجد مشكلهْ..
إنّ مشكلتي هي مع الأبجديهْ..
مع ثمان وعشرين حرفاً ، لا تكفي لتغطية بوصهْ..
واحدة من مساحات أنوثتك..

إن ما يحزنني في علاقتي معكِ ..
أنك امرأة متعدده..
واللـغـة واحدة..
فماذا تقترحين أن أفعلْ..؟
كي أتصالح مع لغتي ..

…
ربما كنت راضية عني ..
لأنني جعلتك كالأميرات في كتب الأطفال....
ولكني لست راضياً عن نفسي ..
فقد كان بإمكاني أن أرسمكِ بشكلٍ أفضل..
وأصفك ..بشكل أفضلْ..
لكنّ الوقت فاجأني..

ربما تكوني قانعةً، مثل كل النساء ،
بأية قصيدة حبٍّ..تقال لكِ ..
أما أنا فغير قانع بقناعاتكْ..

فهناك مئات من الكلمات تطلبْ مقابلتي ..
ولا أقابلهــا..
وهناك مئات من القصائد ..
تجلس ساعات في غرفة الانتظار..


فأعتذر لها..
إنني لا أبحث عن قصيدة ما ..
لامرأة مــا ..
ولكنني أبحثُ عن "قصيدتكِ" أنت…


(القصيده لنزارقباني)