من شعر أبي العتاهية في الزهد
إلـهـي لا تعذبني فإنـي ...............مقـر بالـذي قد كان مـنّي
فـمالـي حيـلة إلاّ رجائي .............. لعفوك إن عفوت وحسن ظني
وكم من زلة لي في البرايا..............=وأنت عليّ ذو فضل ومــنّ
إذا فـكّرت في قدمي عليها .............عضضت أناملي وقرعت سني
يظن الناس بي خيرا وإنّـي ...............لشرّ النّاس إن لم تعف عنّـي
ألاّ إنـّنـا كـلـّنـا بائد .............وأي بـني آدمٍ خـالد
وبـدؤهمُ كـان من ربّهم ............وكـلّ إلـى ربّه عائد
فيا عجبا! كيف يعصى الإله؟! ..............أم كيـف يجحده الجاحد؟!
ولله فـي كـلّ تحريـكة ..............عليـنا وتسكينة شاهد
وفـي كلّ شـيء له آية ..............تـدل علـى أنّه واحد
أما والله إنّ الظـلم لـؤم .............ومازال المسيء هو الظلوم
إلى ديّان يوم الدين نمضي ...............وعند الله تجـتمع الخصوم
أنلهو وأيـامنـا تذهـب ..............ونلعب والموت لا يلعـب
يا بَــانِيَ الدّارِ المعِدََّ لهـا ...............ماذا عمِلتَ لدَاِركَ الأخرىَ
ومُمَهِّـدَ الفـُرْش الوثيرة لا ...............تُغْفِلْ فِرَاش الرَّقدة الكبرى
فلو كان هول الموت لا شيء بعده ...............لهان علينا الخطب واحتقر الأمر
لكنّه حـشـر ونـشر وجـنـة .................ونار وما قد يستطيل به الخبر
1
ألا إلى الله تصير الأمـور ...............وما أنتِ يا دنياي إلا غرور
نحن بنو الأرض وسكانها .................منها خلقنا وإليها نصـيـر
ليت شعري فإنني لست أدري ................أي يوم يكون آخر عمري
وبأي بلاد تقبـض روحـي .................وبأي البلاد يحفـر قبري