وهذه قصة قديمة لواحدٍ من بلي تبين لنا ما يجري على العرب في قديم وقتهم من المخاطر وايضاً صلابتهم على المشي والمتاعب والضما والجوع لأنهم عاشوا بوقتهم بالفوضى يتناهبون الإبل ويتقلون عندها وايضاً عيشتهم على الله ثم عليها يعيشون على البانها وإذا أرادوا الطعام يجتمعون خوفٍ من الأعداء ثم يدبرون الطعام ويدخرون منه للضيف حتى لو هم بحاجته لأن الضيف ما يعذرهم وهي تتبعهم برعيها وسقيها من الآبار والشديد والنزول الى الأرض الخصبة بالمرعي بهذا نعرف وقتهم وفضل الله علينا بوقتنا بالراحة والوجد والكثير منا الآن لا يعلم عن ما جرى لأوائله مع ذلك هم اكرم من آخرهم على قلة ما يجدون تجدهم يتعاطفون ويتعاونون ويجمعون للمحتاج منهم والقصة على صويلح بن عتيق العرادي البلوي وهو يمتاز بالشجاعة وغيرها من الخصال الطيبه وكبر سنه في يوم يسألونه عياله عن امر ما جرى عليك بحياتك فأجابهم ان جرى علي من المعارك والمتاعب والقل والجوع والظما ولكن أسوأ ما أذكر لكم في يومٍ اطلب بعض ابلي سارية بالليل من المرح بدون عقل وانا رجلي اقص اثرها بدون ذهاب لظني انها قريبه وبعدما ابتعدت عن العرب حسني الظما واعظمها فقدان القهوة وواصلت مسيري خوفاً عليها من الخطف ومع المسا عارضه سبعٍ كبير لأنه ذلك الوقت يعرف بكثرة السباع وجسرتها على الوحيد وخصوصاً اللي ما معه سلاح يفرسه السبع يبير له ويدني منه اليرى هل معه سلاح وهو معه سيف مخفيه يريد إذا قرب منه ضربه ويومي عليه بيديه بدون شئ لعله يقرب في هذا واصل السبع العوى ليجلب السباع إليه وذلك عند السباع معروف وكثرة عليه من كل جهه وقام يحثي عليها بالتراب وتؤكد من الهلاك ولكن وجد حصاة واقفه من جبل كبير اطول من الرجال بالطريق ورقا براسها لكي تساعده وقفز عليه السبع الكبير وضربه بالسيف وطاح صويب ومن زود جوع السباع عودن على خويهن ياكلنه وهو في لهوتهن انسل وانحاش وسلم وقال أبيات منها :
يا ذيب اشوفك لي تحد المخاليب>>>>تبي تعاشني وانا ابا اتعاشاك
الكل منها ما درى وش ورى الغيب>>>>والعلم عند اللي مديرٍ للأفلاك
مالي زهاب ولا لقيت المعازيب >>>>>غير انت باليني عسى الرب يبلاك
ناديت ربعك من علو المراقيب>>>>>>جمعتهم لي مير ربي كفاناك
جمعت كل مشوكات المناويب>>>>>>جمعتهم ليه وشمرك تبلواك
والأجل عند مرتب الرزق ترتيب>>>>>>إلا انتا عمرك دنت لك مناياك
المصدر من آدابنا الشعبية لمنديل الفهيد