كـــــــــن هادئا

كــــــــــــــــــــــــــــن هادئا :-


إن احتكاك الإنسان بالآخرين قد يعرضه في بعض المواقف إلى سفاهة بعض الجهلة أو الحمقى في المجتمع , والتمادي مع هؤلاء في الجدل يزيد الأمور توقدا وتعقيدا, حيث إن بعضا من هؤلاء قد يكونوا سريعي الغضب

والانفعال ومتهورين فلا يجدي معهم التوجيه والنقاش في تلك اللحظات الانفعالية, لذا فإن السلامة في تجاهلهم وعدم الاكتراث بشتائمهم ,وإن حلمك وهدوءك يزيدك رفعة وسموا في نظر العقلاء , ويزيد الجاهل قهرا وحرقه .

وتذكر ذلك التوجيه الرباني الكريم في قولة تعالى { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين }
سورة الأعراف الأيه 199 .

ولتعلم علم اليقين أن تصرفك ذلك ليس ضعفا منك , بل هو دليل قوتك وسيطرتك على انفعالاتك في لحظة الغضب , كما في التوجيه النبوي الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه :- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال :- ( ليس الشديد بالصرعة , إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) متفق عليه .
ولعل بعض الناس يؤثر فيك تعاملهم وحسن خلقهم تأثيرا كبيرا .

وهذا الخلق الحسن تجده غير متكلف , بل هو سمة من سماتهم الشخصية مع جميع من يعاملهم كبارا وصغارا , فقراء وأغنيا .

وأصحاب الخلق الحسن تجدهم مؤثرين بقوة في الآخرين , لأن الناس يحبونهم ويحترمونهم .
أما أصحاب الخلق السيئ من المتكبرين والمتغطرسين والمحتقرين للآخرين , فإنهم يتركون عنهم انطباعا سيئا في نفوس من يعاملونهم .

والمؤمن الحق يمتاز بحسن خلقة مع والديه وأهله وأولاده وأقاربه وجيرانه وزملائه والناس جميعا , مقتديا برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الذي امتدحه ربه بقولة تعالى :-
{ وإنك لعلى خلق عظيم } سورة القلم الايه 4.

وعن أنس رضي الله عنه قال :- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا . متفق عليه وعن عبدا لله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال :- لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا .

وكان يقول :- ( إن خياركم أحسنكم أخلاقا ) متفق عليه .



والآن لدي تساءل :-



كيف تقاوم إساءة الحاسد ؟



إن الإنسان الناجح المتفوق في دراسته أو عمله والمتميز في أدائه , قد يجد بعض المضايقات والاستفزاز من ضعاف النفوس ومرضى القلوب بداء الحسد , وذلك ليس لشئ إلا أنه تفوق وتميز عليهم بمواهبه وقدراته التي أنعم الله بها عليه , قال تعالى :-

{ أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله } سورة النساء الايه 54.


وهؤلاء بدلا من أن يسألوا الله من فضله الواسع , تراهم يحسدون ويؤذون الآخرين بالقول أو الفعل . فاعلم أن على العاقل الفطن ألا يصغي لأمثال هؤلاء , ولا يكترث بإساءتهم , ولا يحقق مرادهم بتعكير حياته والانفعال لسفاهاتهم .


بل عليه أن يركز على تحقيق أهدافه ومواصلة نجاحه وتفوقه بكل صبر وتقوى وإتقان , فإن ذلك يميتهم غيظا إلى غيظهم .

ولنتدبر جميعا الحديث عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :-

( لا تباغضوا , ولا تحاسدوا , ولا تدابروا ولا تقاطعوا , وكونوا عباد الله إخوانا , ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) متفق عليه .


هذا واسأل الله اعلي القدير أن ينفعنا بما قدمنا وأن يهدينا إلى الصراط المستقيم .


تحياتي .......................... الغطاس