لاح فجر الوداع.
كسرت كؤوس اللقاء و فتحت
أبواب النصب و مزقت ثياب الوصل.
تجدد جرحها و عادت
زائرة الليل.
ما فتئت انفض غبار رحيلها عن
عاتقي حتى مللت برد الغياب.
كثرت النبال على المقتل
و أصابت العيون المكدم
و تحدر ماء العين.
أصبحت على هجير الرحيل
و أمسيت على حصير البعد.
مهما تليت تعاويذ الفراق
و قرأت أناشيد الصبا
يبقى شراع القلب نديا
بالحنين.
مضت شرعة الوصال
و حانت ساعة الانفصال.
شهدت ملامح الشعور بتعبير الضمير
و أوصل الصمت أرقى رسائل الحال.
بَعُد الحبيب و قَرُب الواشي
و نأى الرفيق و جاء العاذل.
في دياجير الظلام استلقي
علّ العتمة تجذب الراحة و تسلي الخاطر.
ينابيع المودة قاحلة
و قناة الألفة جافة..فالغياب مرّ
و الصبر ملّ.و ما زلت تعودنا القلى
حتى تعلمنا السلو.
مع كل لعنات الهجر و تهافت الذكريات
إلا أن القلب لازال يأمل في مصافحة
راحتيه.
جاءت نسمات الصباح لتيقظ دمعا
قد نام في المحاجر و تفيأ القلب
تحت ظلال القمر لعله يسكن.
مع نسناس الفجر أجد الرَوح المذكور
فتطيب النفس و تستجدي القرب
و تعجل بالوصل.
تدثرت بالأمل مشحونا ببعض
أشواك السلو.
ما زال في قلبي بقايا أمنية...أن تجمع الأيام يوما شملنا
صافي الود