أصول الحوار
لعل من المفيد أن يفرق المرء بين الحوار والجدال تفريقاً يوضح مدلول كل منهما .
فالحوار والجدال يلتقيان في انهما حديث أو مناقشة بين طرفين لكنهما يفترقان بعد ذلك :
الجدل هو : اللدد في الخصومة وما يتصل بذلك ولكن في إطارالتخاصم بالكلام .فالجدال والمجادلة
والجدل ،كل ذلك ينحو منحى الخصومة ولو بمعنى العناد والتمسك بالرأي والتعصب له.
أما الحوار والمحاورة فهي مراجعة الكلام والحديث بين طرفين ينتقل من الاول إلى الثاني ثم يعود
إلى الاول وهكذا ...دون أيكون بين هذين الطريفين ما يدل بالضرورة على وجود الخصومة.
وفي القرآن الكريم مايدل على هذا الفرق ، حيث نجد الكتاب العزيز يستعمل الجدال في المواضع غير
المرضي عنها أو غير المجديه ،كقوله عزوجل : (وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق)1
وقوله تعالى(ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولاهدى ولاكتاب منير)2
وقد وردت مادة الجدال في تسعة وعشرين موضعاً في القرآن الكريم ، يغلب عليها جميعاً ،أن تكون إما سياق عدم الرضا
عن الجدال واما عدم جدواه.
اما المحاورة فقد وردت مادتها في القران الكريم في ثلاثة مواضع ،ويمكن أن تفهم على انها مراجعة الكلام وتداوله بين طرفين 3 .
ابو فايز 23-3-1430 هـ
(1) غافر 5
(2) الحج 8
(3)اصول الحوار الندوه العالميه للشباب الاسلامي