التسامح بين الأصدقاء ضرورة لاستمرار الإخاء
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (( فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ }الحجر85 الحجر .
أي الصفح الخالي من العتاب وقال تعالى
{وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )) الشورى الآية 40 .
والعفو أرجى من العتاب وأجدر باستمرار المودة بين الأصحاب
ويروى عن أبن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنة قال :
أعقل الناس أعذرهم للناس ؛ و يروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنة أنة قال :
لا تقطع أخاك على ارتياب ؛ ولا تهجره دون استعتاب ؛
وقال الشاعر الحكيم زهير بن أبي سلمى :
ومن لم يُصانع في أمورٍ كثيرة .......... يُضَرَّسْ بأنيابِ ويُوطْأ بمَنسِمِ
قال الشاعر بشار بن برد:
إذا كنت في كل الأمــــــور مــعاتبـــــاً.......... صديقك لم تـلــق الذي لاتعاتبه
وإن أنت لم تشرب مراراًعلى القذى.......... ظمئت وأيُّ الناس تصفو مشاربه
فعش واحـــداً أو صــل أخاك فــإنه .......... مقــارف ذنبٍ مــرة ومــجانبـــه
إن استمرار الحياة يستوجب بقاء أواصر المحبة موصولة بين الناس عامة
والأصدقاء خاصة ولا تخلو العلاقة بين الأصحاب من هفوات وعثرات تصدر عن احدهما
تجاه أخيه فإذا وقع شيء من هذا فإن من غير الجائز أن يفضي أي خلاف ينشب
بينهم إلى قطيعة دائمة لا تدع للصلح موضعاً ولا تسمح بعودة الأمور إلى نصابها
بل يجب أن يكون عتاب رفيق صريح بين الأخوين لا تعنيف فيه ولا تقريع ولا لوم
ولا تثريب وعلى كل طرف أن يقيل عثرة أخيه ،ويقبل عذره واعتذاره ،لأن العتاب العنيف ،
ورفض قبول الاعتذار يهدم سرح المودة ويقطع حبالها
والحياة لا تصفو مشاربها دائماً ولا بد لمن يرد الموارد ليروي ظمأه من أن يشرب
أحياناً منها وأن رأى فيها بعض الكدرة والتعكير، ومن أبتغى صديقاً لا يقع منه
خطأ تجاه صديقة فأن طلبه غير موجود ومن دأب على العتاب ،على كل كلمة ،
وعند أية هفوة وغبَّ كل زلة ، فلن يجد الذي لا يصدر عنة مايو جب العتاب
وهنا يكون أمامه طريقان عليه أن يختار بينهما :
إما أن يُعْرضَ عن الأصدقاء ويقطع صلته بهم فيعيشَ وحيداً
وإما أن يتسِعَ صدره لهفواتهم وقبول معاذيرهم فيبقى على صلاتهم
وتستمر مسيرة الحياة على ماجبلت عليه. (1)
ابوفايز 4-4-1430هـ
(1) كيف تكتب موضوعا/ محمد راجي حسن .ص؛141بتصرف