الرِّفقُ في النَّصيحَةِ

الرِّفقُ في النَّصيحَةِ

بسم الله الرحمن الرحيم

عن أبي هريرة رضي الله عنه انه قال :


بال أعربي في المسجد,فقام الناس ليقعوا فيه,فقال النبي صلي الله عليه وسلم:
"دعوه وأريقوا على بوله سجلاً من ماءٍ أو ذنوباً من ماءٍ ,
فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين"
**

ما أجمل الإسلام رسالة الهداية والإصلاح, ودين السماحة واليسر!!

ما أسمى تعاليمه التي تدعوا إلى الرفق واللين في النصح والإرشاد.

يعالج المشاكل ألاجتماعيه بطريق الرأفة لا الغلظة وبأسلوب اللين لا الشدة!

ولا عجب فهذا ادبٌ ادّبَ الله به رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله:

" وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ"
وعلم الرسول هذا الأدب لاصحابة رضي الله عنهم بقوله :

" فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين"

هذا هو أعرابي يدخل مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فيتنحى

طائفة منه يقف يتبول لايعرف هذا الأعرابي امور الدين ولا يدري حرمة المساجد

التي أمر الله ان تعظم وتتطهر ,يظن هذا الأعرابي ان المسجد كبقية الأماكن ,

ليس هناك مايمنع قضاء الحاجة فيه وليس له عذر الا انه جاهل ,

ولما رأى أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المنظر المؤذي

أسرعوا نحوه بهدف ضربه وتأديبه ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرهم

بالكفِ عنه فأن الضرب ينفر ولا يؤدب والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:

"بشروا ولا تنفروا ,يسروا ولا تعسروا"

وأمرهم ان يريقوا على بوله دلواً من ماء تطهير للمكان من النجاسة ثم يدعوا الأعرابي ويعلمه برفق

ولين ويتلطف معه حتى شعر الأعرابي بخطئه وندم على عمله وطلب العفو و الصفح والسماح من الرسول .
وقد جاء في بعض الروايات ان الأعرابي حين أراد الخروج من المسجد ركب ناقته ثم قال : (اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحدا)

قال صلى الله عليه وسلم للأعرابي:"لقد حجرت-أي( ضيقت)- واسعا يا آخى العرب "

لو ان المسلمين تمسكوا بهذا الخلق الرفيع-من الرفق بالدعوة وحسن النصح والإرشاد-لعاشوا سعداء

ولما كانت بينهم مشاحنات ولوصلوا إلى الغاية المنشودة من اقرب طريق..

لله ما ألطف أخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم , وما أروع تربيته , وما أحوجنا لمثل هذه التربية

الحميدة التي تخرج العظماء والإبطال !! (1)

أبوفايز- 5-4-1430هـ

(1) كنوز السنة