الآراء المسبقة!

(1)
لا تعتقل عقلك !
(2)
هل جرّبت أن تأتي إلى حدث ما، أو مقالة، أو مؤتمر وندوة، وذلك بعد أن تنزع من رأسك "آراءك المُسبقة" تجاه هذا الحدث، أو ذاك الكاتب، أو خطيب وضيف الندوة؟
لماذا نأتي دائماً ونحن مدججون بآرائنا المسبقة تجاه أحدهم، حتى قبل أن نسمع ما يريد أن يقوله لنا ؟.. لماذا نحكم على المفكر قبل أن نعرف الفكرة ؟.. لماذا نرفض الكاتب قبل أن نقرأ ما سيكتبه؟.. ولماذا نرفض هذا "المكتوب".. فقط لأن مصدره هذا الكاتب ؟
ما الذي جعلنا بهذه الحدة ؟.. وبهذه المناعة ضد الإصابة بأي "فايروس" تحمله أي فكرة جديدة لنا.. حتى قبل أن نعرف هل هو فايروس مرضي أم صحي!
(3)
قبل ثلاث سنوات، أتى أحد الدهاة بمقالة للدكتور تركي الحمد، ونشرها في أحد المنتديات باسم الدكتور عايض القرني واستقبلت المقالة بحفاوة عظيمة ومديح للكاتب والمكتوب.. وكانت الصدمة عندما علموا أنها لتركي الحمد الذي لا يطيقون اسمه!
والعكس سيكون صحيحاً، لو أن هذا الداهية الإلكتروني فعل العكس: وأتى بمقالة للدكتور عايض القرني، ونشرها بمنتدى نقيض تماماً وباسم تركي الحمد!
(4)
تشعر أن الأغلبية من هؤلاء وهؤلاء.. هم نفس الأولاد الذين كانوا يشخبطون على جدران الشوارع.. تطوروا وصاروا يشخبطون على جدران الشوارع الإلكترونية.. لكنهم في شخبطاتهم الأولى كانوا أبرياء.. رغم العبث، أما الآن فقد شوهتهم الأفكار المسبقة والآراء المسبقة..
ولا فرق بين يمين ويسار في هذا الأمر.
(5)
قف في الوسط.. ولا تُسلم رأسك للآخرين!
وقم كل فترة بنفض ما تراكم في رأسك من آراء جاهزة..
واطرد ما تعلّق فيه من غبار الأفكار!
.
/
.
محمد الرطيان