اصول الحوار (9)

اصول الحوار.(9)


.ليس الناس طرازاً واحداً .

تتفاوت عقول الناس وافهامهم ومستويات ثقافتهم والادله التي تصلح لزيد من الناس قد لاتصلح لعمرو وطريقة المناقشه التي يتقبلها هذا ربما لايتقبلها ذلك .
والمحاور الفطن يعرف من يحاور وبالتالي يعرف الطريقة التي ينبغي له ان يناقشه بها ويحاوره.
لذا يجب على المحاور ان يعرف مستوى الطرف الذي يحاوره,في العلم والفهم, فان الطالب لايخاطب كمايخاطب العالم, والكبير لا يخاطب كما يخاطب الصغير
او النظير وعلية الا يفترض -مسبقا- في محاوره الذكاء فيكلمه بحيث لايفهم,ولا الغباء فيشرح ويبين ما لايحتاج الى شرح وبيان.كما علية ان يعتقد انه
ربما يكون هو مخطئا والطرف الاخر على صواب,فالله سبحانه وتعالى لم يحابه ويختصه من دون خلقة بالعقل والعلم والفهم.
ومن المفيد جداً في معرفة الطرف الاخر ان يسأله الانسان اسئلة محايده بطريقة توحي بتساوي درجة القناعة طرفيها المتناقضين عنده ,وبذلك يستطيع ان يسبر غور
الطرف الاخر دون ان يستفزه.
مثلا:كان احدهم يحاور رجلا يلقاه للمرة الاولى في موضوع الحياة الحديثة ولا يعرف حقيقة موقفة منها,فقال له:الحقيقة قضية الحياة الحديثة والحكم عليها
مسألة شائكه ,ذلك انها اعطتنا الكثير من جانب,وسلبتنا الكثير من جانب اخر,واعطتنا راحة ووسائل حديثة وصحة ونظافة واتصالات ,وسلبتنا هدوء البال وصفاء
النفس وبساطة العيش ترى هل الصفقة في مجموع ما اعطتنا ومجموع ماسلبتنا,كنا كاسبين فيها ام خاسرين؟
مثل هذه الطريقة توحي بالحياد,وتوحي ان السائل ليس له راي في القضية المطروحه وان قناعته متأرجحة وانه يود ان يسمع من الطرف الاخر مايساعده
على تكوين موقف.
وبهذا يحسن التمهيد للحوار,ويحسن التلطف في الدخول الى قلب صاحبه.ويعرف -وهذا هو الاهم هنا -طريقة صاحبه في الحوار وراية وقناعته.
المصدر السابق.
ابو فايز.
23-12-1430هـ