الحِلم الأسطولي [ الجزء الأول ]

حُمى أسطول الحرية مُنتشره عند المثقفين وعند العامة وعند [ اللي مايدري وش معنى أسطول أصلاً ]

قضيه ضُخمت أكثر من القضية التي [ شُدت رحال ذلك الأسطول لها ]

وأُعتني بهـا جيداً بشكل مختلف عن الإعتناء بتلك [ الـ غزه ]


وَ بما أنني أحد المهتمين بالحديث عنه [ الحديث وماعاذ الله ان اكون غير ذلك ]

ومن كثر حماستي المفتعله وقت الحديث وغضبي الذي لا يسمن ولا يغني ولا أي شيء غير [ الخرطي ]


حَلِمتُ حُلماً أسطولياً


كنت قد قدِمت من [ الإستراحة ] منهكاً من لعب البالوت والحديث عن الأسطول [ جميل مناقشة الأوضاع وانت تلعب البالوت فالحماسة حاضره ]


وبعد جذب وشد بيني وبين [ المخدة ] نمت .!


ولا أعلم كيف نمت وماهو الوضع الذي إتخذته , فالحلم كان كبيراً لابد أن يكون صاحبه متخذ الوضعية المناسبة لحجمه ..


أسطول الحرية [ الرحلة رقم 2 ] الجهة [ الدول الإسلامية المغتصبة ]

إنه شروق الشمس وأنا حاضر إلى المرفأ بكامل عتادي للرحلة حقيبتي الرياضيه وَ كاميرا رقميه لكي أدون الأحداث التي ستصادفني وأثبت للجميع أنني كنت ضمن طاقم الأسطول .. كنت المسلم العربي الوحيد في المرفأ

وكنت جائع جداً فأنا لم أتناول طعام الإفطار .. خوفاً من ضياع الرحلة فهي أهم لدي من أي شيء آخر

فلقد تحداني مجموعة من شباب الإستراحة لخوض هذه التجربة ولابد أن أثبت لهم أنه لم يشغلني شيء عن هذه الرحلة حتى [ بطني ]

مللت الوقوف على المرفأ مع مجموعة الركاب المنتظرين .. كان الأسطول يُجهز من قبل المسؤولين عنه .. قلت في نفسي سوف أستريح وأجلس على ذلك الكرسي .. ذهبت وجلست
بعد مايقارب الـ نص ساعة جاءت أنثى شقراء وتوقفت بجانبي ..
نظرت لها ونهضت من الكرسي لكي تجلس مكاني [ عادة عربية تربينا عليها لا يجوز للرجل الجلوس في حضور المرأة اذا كان الكرسي واحد ]
نهضت ودعوتها للجلوس [ تفضلي ]
جلست هي وقالت [you speak English ] قلت لها [ يعني أطقطق على قدي ] مو ذاك الزود
لكن لو تقولين [ دونكي ] قلت لك [ أنطمي ] ضحكت هي على ابتسامتي ولم تفهم بالتأكيد [ أنطمي ] ..

تحدثنا قليلاً بما تسعفني به لغتي وفهمت مُبتغاي ولكن حتى الساعة لم [ أفهم مُبتغاها من الرحلة ! ]

أعلن المسؤولين عن الأسطول إنطلاق الرحلة ودعونا للحضور لترتيب عفشنا ومن ثم نقلنا إلى داخل الأسطول لبدء الإنطلاقــه..


ركبنا جميعاً الأسطول فكان ضخماً مُجهز بكل شيء من غرف نوم ومطعم وملهى وصالة رياضية وكوفي شوب لم ينقص شيء وكأننا في مدينة متكاملة ..


ذهب الجميع إلى المطعم لتناول طعام الإفطار وكنت طبعاً من ضمنهم بل ربما أسرعهم من جوعي .. الجنسيات كانت جميعها غربيه واشخاص ناشطين في مجال الحرية البشرية , فكان الجميع يتعامل مع بوفيـه المطعم بشكل متحضر ولائق إلا [ أنا ] كنت كمن سقط على وليمة دسمه بعد جوع شهرين ألتهم من الأصناف [ بيدي ] ناظروا لي مستغربين طريقتي في الأكل فأنا لا أستخدم الشوكة والسكين .. جاءت [ ديانا ] صاحبتي عند الكرسي وبالمناسبة هي من الجنسية [ السويدية ] خوالها [ فرنسيين ] رقم بيتهم في السويد [ 347 ] كأي عربي يتعرف على أنثى لا تسغربوا من كم المعلومات التي حصلت عليها في بضع الدقائق التي قضيتها معها .. قالت [ جزا ] ماهكذا يأكل البشر .!؟

قلت وش قصدك يعني أنا [ آنيمل ] قالت [ محشوم يابن الحلال ]

قلت أفصحي عن مُرادك .. قالت الأكل السليم والنظيف هو بـ [ الشوكة والسكين ] قلت [ هماتس تعقبين يالشاويه ] مابوه أنظف من يدي [ أغسلها خمس مرات باليوم ] خليني على راحتي ياديانا لا تقلبين مزاجي تراني جوعان ومااشوف الطريق اذا شبعت علميني شلون آكل زيكم ..


بعد وجبــة الإفطار إنصرف الجميع لغرفهم لأخذ قسط من الراحــة بعد عناء الوقوف على المرفأ ... إلا أنا ذهبت أستطلع الوضع وتماماً كأي عربي يدخل مكاناً غريباً .. ذهبت إلى القبطان وقلت له [ bonjour حبيبي ] لا تسرع ترى ورانا ورعان .!

وإنصرفت منه وهو لا يعلم ماذا قلت سوى [bonjour] وأظنه ايطالياً وليس فرنسياً ايضاً .!


ذهبت إلى الكوفي شوب قلت بأخذ لي كاسة شاي [ ربيع ] جلست على الكرسي وصفقت كي يأتي [ القرسون ]

صفقه , أثنين , ثلاث , ياولد , يالحبيب . .

مااحد يمي ,

قلت في نفسي وش له [ الغطرسه] رح يمه وأطلب وش أنت خسران ..

جيته صبحت عليه بالخير مارد عليّ ..

قلت ممكن [ شاي ] قال [ what] قلت [ tea] قال [ no]

قلت [ حليب طيب ] قال [ what] قلت [ milk] قال [ no]

قلت [ زهورات - نعناع - بردقوش ] أي شيء يامعود راسي يفر ..

هز راسه ومشى عني قلت هيــه تعال عطني أي شيء عندك .!


صب لــي في كوب شيء [ أصفر ] طعمه حلو وبااارد وأول ماشربته حسيت في كائن غريب يتحرك في جسمي قلت في نفسي [ معقوله امي ناسيه اخوي التوأم فيني ] لا مو معقولــه ..

كوب , اثنين , ثلاث , طلعت وانا انشد أنشوده اسلاميه بعنوان [ لله درك من أبٍ متفاني ]

حسيت اللي صب لي يقرب لــي لانه عطاني شيء [ كويس ] حرك فيني عزيمه جديده لمواصلة الرحلة ونسيان ورعاني وزوجتي وهمومي في السعودية ..

ذهبت أترنح لا أعلم ماذا أصاب توازني ..


ذهبت للمصعد لكي أصعد لغرفتي [ راسي يفر ] المصادفه الجميلة أنني وجدت [ ديانا ] في المصعد قالت [ How are you ] قلت [ الساعة 12 ] احسبها تقول كم الساعه ضحكت وأعجبتني [ ضحكتها ] ضغطت هي الزر واغلق المصعد وصعد بنــا ..


إستيقضتُ الساعة 2 صباحاً وأنا ممد على سريري في غرفتي .. من الذي حملني ومن الذي بدل ملابسي وماذا فعلت ... لا أعلم .!


إلى الجزء الثاني ... بمشيئة الله .

9-6-2010