المنتدى الاسلإمي

مقالات , مواضيع دينية , حوارات ونقاشات في المجال الديني


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-31-2008, 03:17 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

الرتبة:

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 246
المشاركات: 2,902 [+]
بمعدل : 0.49 يوميا
اخر زياره : [+]
 

الإتصالات
الحالة:
ابو فايز غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : المنتدى الاسلإمي
افتراضي سباب حياة القلب وأغذيته النافعة:

]أاعلم أن الطاعات لازمة لحياة قلب العبد لزوم الطعام والشراب لحياة الجسد، وجميع المعاصي بمثابة الأطعمة المسمومة التي تفسد القلب ولابد، والعبد محتاج إلى عبادة ربه عزّ وجلّ فقير إليه فقراً ذاتياً، وكما يأخذ العبد بالأسباب لحياة جسده من المداومة على تناول الأغذية النافعة في أوقات متقاربة، وإذا تبين له أنه تناول طعاماً مسموماً عن طريق الخطأ أسرع في تخليص جسده من الأخلاط الرديئة، فحياة قلب العبد أوْلى بالاهتمام من جسده، فإن كانت حياة الجسد تؤهله لمعيشة غير منغصة بالمرض في الدنيا، فحياة القلب تؤهله لحياة طيبة في الدنيا وسعادة غير محدودة في الآخرة، وكذلك موت الجسد يقطعه عن الدنيا، وموت القلب تبقى آلامه أبد الآباد.

وقال أحد الصالحين: " يا عجباً من الناس يبكون على من مات جسدهُ ولا يبكون على من مات قلبه وهو أشد "، فإذن الطاعات كلها لازمة لحياة القلب وتخص هذه بالذكر - لضرورتها لقلب العبد وشدة الحاجة إليها - ذكر الله عز وجل، وتلاوة القرآن، والاستغفار، والدعاء، والصلاة على النبي – عليه الصلاة والسلام - وقيام الليل.

1- الذكر وتلاوة القرآن:

وضرورة الذكر للقلب كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية- قدس الله روحه - : " الذكر للقلب كالماء للسمك، فكيف يكون حال السمك إذا أخرج من الماء"، وقد ذكر الإمام شمس الدين ابن القيّم ما يقرب من ثمانين فائدة في كتابه : " الوابل الصيب "، فننقل بعضها بإذن الله تعالى، وننصح بالعودة إلى الكتاب المذكور لعظيم نفعه، ومن هذه الفوائد :

أن الذكر قوت القلب والروح، فإذا فقه العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قوته، ومنها أنه يطرد الشيطان ويقمعه، ويكسره، ويرضى الرحمن عزّ وجلّ ويزيل الهمّ والغمّ عن القلب، ويجلب له الفرح والسرور والبسط، وينور القلب والوجه، ويكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة، ويورثه محبة الله عزّ وجل، وتقواه، والإنابة إليه، وكذلك يورث العبدّ ذكر الله عزّ وجل، كما قال تعالى : { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } ( البقرة : الآية 152 ).

ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفى بها فضلاً وشرفاً ويورث جلاء القلب من الغفلة، ويحط الخطايا.

ورغم أنه من أيسر العبادات، العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال.

عن أبى هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: " من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قديرٌ، في اليوم مائة مرة كانت له عدل عشرة رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ". (1).[1]

وعن جابر عن النبي – عليه الصلاة والسلام - قال: " من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة "(2)[2].وقال ابن مسعود: " لأن أسبح الله تعالى تسبيحات أحب إليّ من أن أنفق عددهم دنانير في سبيل الله عزّ وجلّ ".

والذكر دواء لقسوة القلوب، كما قال رجل للحسن : يا أبا سعيد : أشكو إليك قسوة قلبي، قال : " أذبه بالذكر"، وقال مكحول : " ذكر الله شفاءٌ وذكر الناس داءٌ "، قال رجل لسلمان: أي الأعمال أفضل ؟ فقال : أما تقرأ القرآن { وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ } ( العنكبوت : الآية : 45 ).

وعن أبى موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: " مثل الذي يذكر ربه والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت " (3).[3]

ودوام الذكر تكثير لشهود العبد يوم القيامة، وسبب لاشتغال العبد عن الكلام الباطل من الغيبة والنميمة وغير ذلك، فإما لسان ذاكر وإما لسان لاغِ، فمن فُتح له بابُ الذكر فقد فُتح له بابُ الدخول على الله عز وجل، فليتطهر وليدخل على ربه عز وجل، يجد عنده ما يريد، فإن وجد ربه عز وجل وجد كل شيء، وإن فاته ربه عز وجل فاته كل شيء.

وللذكر أنواع : منها : ذكر أسماء الله عز وجل، وصفاته، ومدحه، والثناء عليه بها، نحو : " سبحان الله "، و " الحمد الله "، و " لا إله إلا الله "، ومنها: الخبر عن الله عز وجل بأحكام أسمائه وصفاته، نحو : الله عز وجلّ يسمع أصوات عباده ويرى حركاتهم، ومنها : ذكر الأمر والنهي كأن تقول : إن الله عز وجل أمر بكذا، ونهى عن كذا.

ومن ذكره سبحانه وتعالى ذكرُ آلائه وإحسانه، وأفضل الذكر تلاوة القرآن، وذلك لتضمنه لأدوية القلب وعلاجه من جميع الأمراض، قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ } ( يونس : الآية : 57 ).

وقال الله تعالى: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } ( الإسراء : الآية : 82 )

وأمراض القلب تجمعها أمراض الشبهات والشهوات،والقرآن شفاء للنوعين، ففيه من البينات والبراهين القطعية ما يبين الحق من الباطل فتزول أمراض الشبه المفيدة للعلم والتصور والإدراك بحيث يرى الأشياء على ما هي.

من درس القرآن وخالط قلبه أبصر الحق والباطل وميزّ بينهما، كما يميز بعينيه بين الليل والنهار، وأما شفاؤه لمرض الشهوات فذلك بما فيه من الحكمة والموعظة الحسنة، بالتزهيد في الدنيا، والترغيب في الآخرة.

وبالجملة فأنفع شيء للعبد هو ذكر الله عزّ وجلّ : { أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } ( الرعد :28).

وأفضل الذكر تلاوة كتاب الله عزّ وجل ّ.

قال الله تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } ( فاطر :29 - 30).

وعن عثمان قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " [4].[4]

وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- :" الذي يقرأ القرآن وهو ماهر فيه مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو يتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران " [5].[5]

وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: " إن من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " [6].[6]

وقال خباب: " تقرب إلى الله ما استطعت فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه ".

وقال عثمان بن عفان: " لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم ".

وقال ابن مسعود: " من كان يحب أن يعلم أنه يحب الله فليعرض نفسه على القرآن،

2 - الاستغفار:

وهو طلب المغفرة، والمغفرة: هي وقاية شر الذنوب مع سترها وقد كثر ذكر الاستغفار فى القرآن، فتارة يؤمر به كقوله سبحانه وتعالى: {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (المزمل من الآية : 20)

وتارة يمدح أهله كقوله تعالى: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} (آل عمران من الآية : 17).

وتارة يذكر أن الله يغفر لمن استغفره كقوله تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا} (النساء من الآية : 110).

وكثيراً ما يقرن الاستغفار بذكر التوبة، فيكون الاستغفار حينئذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان.

والتوبة عبارة عن: الإقلاع عن الذنوب بالقلب والجوارح، وحكم الاستغفار كحكم الداء، فإن شاء الله أجابه وغفر لصاحبه، لاسيما إذا خرج عن قلب منكسر بالذنوب أو صدف ساعة من ساعات الإجابة كالأسحار وإدبار الصلوات.

ويروى عن لقمان أنه قال لابنه: يا بنى عوّد لسانك:"اللهم اغفر لي" فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً، وقال الحسن: "أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، وأينما كنتم، فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة ".

وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "إن كنا لنعد لرسول الله في المجلس الواحد مائة مرة يقول: "رب اغفر لي وتب علىّ إنك أنت التواب الغفور"[1].

وعن أبى هريرة t عن النبي r أنه قال: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة"[2].

وعنه t قال: "إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة".[3]

وبيّن الله عز وجل في الحديث القدسي ثلاثة أسباب من أعظم أسباب المغفرة، عن أنس t قال: قال رسول الله r: قال الله تعالى: "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالى، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة".

وبالجملة فدواء الذنوب الاستغفار، قال قتادة: إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودواءكم فأما داؤكم فالذنوب، وأما دواؤكم بالاستغفار، وقال علىّ t: ما ألهم الله سبحانه عبداً الاستغفار وهو يريد أن يعذبه.

3- الدعاء :

قال الله تعالى: {وقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}(غافر: من الآية: 60). فأمرنا الله عز وجل بالدعاء ووعدنا بالإجابة، ثم عقب بقوله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (غافر: من الآية : 60).

فسبحان الله العظيم، ذي الكرم الفياض والجود المتتابع، جعل سؤال عبده لحوائجه وقضاء مآربه عبادة له، وطلبه منه وذمه على تركه بأبلغ أنواع الذم فجعله مستكبراً عليه.

وعن أبى هريرة عن النبى r أنه قال: "من لم يسأل الله يغضب عليه"[4] وما أحسن قول القائل :

لا تسألن بنـى آدّمَ حـــاجَــةً .... وسَلَ الذي أبوابُهُ لا تحْـجَبُ.

الله يغضبُ إن تركتَ سُؤالَهُ .... وإذا سألت بني آدم يغضَبُ.

وقال عز وجل: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} (النمل: من الآية: 62).

آداب الدعاء

· أن يترصد لدعائه الأوقات الشريفة: كيوم عرفة من السنة، ورمضان من الأشهر، ويوم الجمعة من الأسبوع، ووقت السحر من الليل.

· أن يغتنم الأحوال الشريفة: كنزول المطر، وزحف الصفوف في سبيل الله، وحال السجود، لحديث أبى هريرة t عن رسول الله r قال: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء".[8] وكذلك بين الأذان والإقامة، لقوله r: "الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد"[9].

· أن يجزم بالدعاء، ويوقن بالإجابة، قال r: "لا يقولن أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له"[10].

· أن يكون على طهارة، مستقبل القبلة، ويكرر الدعاء ثلاثاً.

عن ابن مسعود t قال: "كان رسول الله r إذا دعا دعا ثلاثاً، وإذا سأل سأل ثلاثاً"[11].

· يبدأ بحمد الله عزّ وجلّ، ويثنى عليه بأسمائه وصفاته وآلائه ويثنى بالصلاة على رسول الله r ثم يسمى حاجته، ويختتم كذلك بالصلاة على رسول الله r وحمد الله عز وجل.

ويطيب مطعمه، ولا يدعو بإثم، ولا بقطيعة رحم.

· ولا ينبغي تعجل الإجابة، ولا يقول: دعوت ولم يستجب لي، لحديث أبى هريرة أن رسول الله r قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول : دعوت فلم يستجب لي"[12].












عرض البوم صور ابو فايز   رد مع اقتباس
 


(مشاهدة الكل الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 0
لا توجد مشاهدات من الأعضاء لهذا الموضوع من قبل.

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القلب هـو القلب..والقبرصندوق العــمل..!! Alclashi المنتدى الاسلإمي 14 03-25-2011 06:46 PM
اول حب في حياة الانسان أبو أنس عياد السلطاني [ المنتدى العام ] 11 08-08-2010 06:20 PM
حروف ملونه من القلب الى القلب.... فلسفة نبض المنتدى الاسلإمي 10 06-13-2010 09:33 PM
حجاب الجوارح @@ابوياسر@@ المنتدى الاسلإمي 5 08-18-2009 03:45 AM
من أجل حياة حكيمة منسدح بالصاله [ المنتدى العام ] 8 11-10-2008 09:37 AM


الساعة الآن 11:58 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. diamond