07-02-2010, 10:39 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||
|
المنتدى :
[ المنتدى العام ]
مجالسنــا [ للشيخ الدكتور سليمان بن صفوق ]
الإنسان كائن اجتماعي , فطر على حب الاجتماع بغيره من بني جنسه , ليتدبر أمور دينه ودنياه , وأمام هذه الفطرة هيأ الإنسان المكان الملائم ليجتمع بغيره , حسب تقاليد كل مجتمع وديانته , فهيئت أماكن الجلوس في المساكن للزيارات والاجتماعات الرسمية والودية . وفتح المجالس, وترتيبها والعناية بها, وإعداد القهوة , مما كان يفعله القدماء , ويفخرون به ,حتى لو لم يكن عنده من يتناول معه القهوة , فلعل صوت (النجر) يجلب له الجار أو المسافر ترحيبا بقدومه قبل أن يصل ! وفي ذلك يقول أحدهم: ( ولا بأس بإيراد هذه الأبيات العامية لحسنها ) ياضاق صدري شعمت النار@ ودَنّيت نجرٍ ومحماســه ودَنّيت نجرٍ يجيب أخبــار@ يطرد كرى النوم وعماسـه ودَنّيت منهو يجيب الجـار@والطرقي اللي على راسـه والطيب ما يصنعه بيـطار @ والقصر يبنى على ساســه والفار يعقّب بجحره فار@ مثل حلاياه واجــــناسه وكانت أكثر مجالس الناس عامرة بالحديث الطيب , والتجمعات المباركة , قبل أن تفسدها الاستراحات بقنواتها (الفضائحية)!! لا أودّ ذكر الأسماء ,ولا أريد أن أتحدث عن المجالس المحترمة , التي حافظ أصحابها على فتحها يومياً ,كما حافظوا على مستوى الحديث وكرم الضيافة فيها , ويعدّ زائر تلك المجالس لكلمته العُدة قبل أن يتفوّه بها , فالجميع يعرف (شبّاتهم ) العامرة بعد كل مغرب على مر السنين !! هؤلاء الفضلاء معروفون , وفي كل بلد منهم عينة , لكنهم أصبحوا ـ وللأسف الشديد ـ في حكم النادر , لكن يكفيهم دعوات الصادقين لهم بالبركة , ويكفيهم أن قيمة الشئ تزداد حين يكون وجوده نادراً ! وأيضاً لا أريد الحديث عن صنفٍ آخر , قد أحكموا إغلاق مجالسهم , خشية الأتربة والأعاصير المفاجئة , وخشية الزائرين أيضاً !! فهؤلاء لا يمكن لكل دورات " فن التعامل مع الناس " ولا لدورات " البرمجة العصبية " أن تغير من قناعاتهم شيئاً!! ولا يمكن لمجالسهم ( النظيفة جداً) أن تفتح أبوابها , إلا إذا ابتلوا بـ " بعقيقة " في كل ثلاثة أعوام !! حديثي ـ أيها الكرام ـ عن مجالس الغالبية منا اليوم , التي يتبادل فيها الناس الزيارات فيما بينهم بمناسبة , وبغير مناسبة , والتي قد تغيرت أحوالها ,وهبط مستوى الحديث فيها. فبعض المجالس تخرج منها وقد أخذتَ على نفسك عهداً ألا تدخلها مرة أخرى , لأنك قد خرجت منها ضائق الصدر , لم تسمع فيها ما يسر الخاطر ويبهج النفس , فجلُّ الحديث لا يخرج عن نقاش عقيم , أو مغالطات وجدال لا ثمرة ترجى من ورائها , أو تعليقات سخيفة على بعض الحاضرين , هذا إن سلمت من غيبة ونميمة وهمز ولمز ! وتزداد بعض مجالسنا سوءاً حين يهبط مستوى الحديث فيها إلى أقبح الدرجات لتقضى ساعات طوال في حديث بين السرة والركبة!! . وقد لا أكون مجانباً للصواب إن قلت : إن كثيرا من الناس أصبح على شاكلة صاحب الشيخ علي الطنطاوي المدعو ( معروف ) الذي قال عنه رحمه الله في ذكرياته ج2 , ص7 :"........ فمعروف لم يكن راوية , ولا حافظاً ولا مؤرخاً, وما كان لسان معروف عفيفاً ولا نظيفاً, وكان إذا غضب نطق بأشنع السباب , وأبشع الشتم , وكله من تحت خط الاستواء في جسم الإنسان !! " بل إن بعض أصحابنا فاق معروفاً بمراحل , فحديثه تحت خط الاستواء وهو في قمة هدوئه !! لقد أمرنا ربنا عز وجل بحسن المنطق والقول الحسن فقال تعالى : "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً"ولم يكن نبينا صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً . وقد نهى السلف الكرام عن امتهان المجالس بذكر مالا يحسن ذكره فيها, احتراما للجالسين وللذوق العام , قال الأحنف بن قيس رحمه الله :"جنبوا مجالسكم ذكر الطعام والنساء , فإني أكره الرجل واصفاً لفرجه وبطنه " أيها الفضلاء : إن هذه السطور المتواضعة دعوة لأن نتنبه لمجالسنا ,فنرتقي بها , بعد أن بدأت في الهبوط هذه الأيام , وأصبح الخوف الشديد ينتاب الكثيرين منا قبل أن يقرر إجابة دعوة زميل أو قريب ! كتبه الشيخ الدكتور : سليمان بن صفوق السلطاني . |
||||||||||||||
الكلمات الدليلية (Tags) |
لشيخ, موسى |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
(مشاهدة الكل) الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 0 | |
لا توجد مشاهدات من الأعضاء لهذا الموضوع من قبل. |
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مقال جديد للشيخ سليمان صفوق بعنوان ((حقوق الرجل)) | نايف العميم | الإعلام وَ التربية و التعليم | 3 | 01-11-2012 12:39 PM |
مقال رائع للشيخ سليمان بن صفوق السلطاني | ابو يارا | مجالس وَ أشعار السلاطين | 9 | 08-04-2010 11:25 AM |
صور زواج سلطان بن سليمان السلطاني وَ سلمان بن سليمان السلطاني بالعويقيلة 2/8/1431هـ | أبوفارس | أفراح و صور السلاطين | 27 | 07-28-2010 04:54 PM |
الساعة الآن 10:56 AM