رثاء قرد في الحديقة
مرحوم ياقرد توفى من شهر
جاء يتعلق وطاح من فوق الشجر
والغرلاء جاها سكر من القهر
والحديقه كلها تبكي عليه
والذيابه بعد موته في خطر
والبعير من ضيقة الصدر انتحر
والخنافس ماحد منهن ظهر
والزرافه قامت تحبب يديه
والحمامة دمعها مثل المطر
علمو الارنب وخاطره انكسر
واعتمت عين الخفافيش من السهر
والثعالب لابسه اسود عليه
بعد موته غسله كلب البحر
والجرابيع قامت بحفر القبر
نزلوه في القبر والكل انبهر
والدجاجه برجلها تدفن عليه
وجاء حمار الوحش وعيونه حمر
وانقلب لونه وقطن جاء خضر
والتماسيح هاجرت راحت قطر
والسلاحف تدعي وتثني عليه
جتهم الغزلان تبكي والبقر
ومن القهر حطم وحيد القرن الشجر
والضواطير ماحدن منهم فطر
والحديقة كلهم يبكو عليه
جتهم الغربان تعزي والنسر
وابو جعل جاهم ويمشي بالحذر
عاشت الحديقة في خوف وذعر
صوت واحد كلهم يثنو عليه
الاسد جاهم نصحهم بالصبر
راح لام القرد وقالها هذا قدر
هذي الدنيا وذا طبع الدهر
وذا يومه ومكتوب عليه
كلنا ياقرده بنزور القبر
والبشر بيموت والورد والزهر
والبشر بيموت وماوسط البحر
حظ من رب السماء راضي عليه
:36_2_18::36_2_18::36_2_18: