المنتدى الاسلإمي

مقالات , مواضيع دينية , حوارات ونقاشات في المجال الديني


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-19-2008, 10:34 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرف سابق
الرتبة:

البيانات
التسجيل: Sep 2008
العضوية: 70
المشاركات: 510 [+]
بمعدل : 0.09 يوميا
اخر زياره : [+]
 

الإتصالات
الحالة:
حسين الهادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : المنتدى الاسلإمي
افتراضي الشيخ المجاهد ابو عمر السيف

هو أبو عمر: محمد بن عبدالله بن سيف الجابر آل بوعينين، وترجع عائلة آل بوعينين إلى قبيلة بني تميم، وهي من أشهر القبائل العربية.


(البدايات)
ولد أبو عمر رحمه الله عام 1390 في بلدة القيصومة، شمالي المملكة العربية السعودية، وعاش فيها قرابة العقدين من الزمان، وكان من صغره هادئ الطباع محبوباً عند معارفه.
بدأت علاقة الشيخ بالجهاد في سنة 1410، حين بلغ العشرين من عمره؛ حيث سافر إلى أفغانستان للإعداد للجهاد، ومكث هناك ستة أشهر، ثم رجع إلى بلده، ثم عاد مرة ثانية إلى أفغانستان ومكث عاماً وزيادة في جبهة (لوقر)، استغلها بالدعوة إلى الله وإقامة الدروس، مع جهاده ورباطه في الثغور.
بعد عودته من سفره الثاني واصل الشيخ ارتباطه بالجهاد عن طريق جمع التبرعات، ثم قرر الشيخ رحمه الله أن يعمق تحصيله العلمي؛ فالتحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم، واتصل بالشيخ محمد بن عثيمين في حلقاته العلمية، ومكث كذلك حتى تخرجه من الجامعة.
كانت قضية الجهاد حاضرة معه، وفور تخرجه من الجامعة التحق بركب المجاهدين، وذلك في ربيع الآخر عام 1417 حيث ألقى عصا الترحال في بلاد الشيشان، وكان ذلك إبان الحرب الأولى وقبيل انسحاب الروس منها بثلاثة أشهر.

(مرحلة الشيشان)
حين وصول أبي عمر إلى الشيشان انخرط في معسكرات التدريب، ولم يكن معروفاً آنذاك لرغبته في أن يكون في غمار الناس، ولم يكن ممن يشهر نفسه، حتى رآه بعض قيادات المجاهدين فعرف الناس به ونبه على فضله.
وبعد توقف الحرب، طفق الشيخ أبو عمر يقيم الدروس، ويركز على التعليم والتربية، وله تعليقات على كتاب طريق الهجرتين ومدارج السالكين لابن القيم، وحمل عن كاهل القيادة حملاً ثقيلاً في هذا الباب.
في هذه المرحلة أراد الرئيس الشيشاني سليم خان باندرييف رحمه الله أن يطبق الشريعة الإسلامية، وتمت المراسلات بينه وبين الشيخ أبي عمر عن طريق مندوب الرئيس الخاص وبعض المشايخ الشيشانيين؛ وهم ممن رأوا الشيخ أبا عمر وعلموا فضله، فلما ظهر لأبي عمر جدية الرئيس في ذلك طلب مقابلته.
تمت المقابلة في رجب 1417 بحضور أحد القادة والمشايخ الشيشانيين، وجرى حديث مطول عن ضرورة إقامة الشريعة، والانتقال إلى خطوات عملية تفصيلية، وتتابعت اللقاءات بعد ذلك، ووقف الشيخ أبوعمر معه وقفة قوية، ودعمه مادياً ومعنوياً، وكان يؤكد دائماً أن هذا هو ثمرة الجهاد في سبيل الله.
وكان من آثار ذلك أن أصدر الرئيس سليم خان عدة مراسيم؛ كمرسوم تأسيس المحاكم الشرعية، وجهاز الحسبة المسمى حرس الشريعة، ومراسيم أخرى لتنظيم التعليم والمساجد وغيرها.

(في عمق السياسة الشرعية)
تفاعل الشيخ أبوعمر مع هذه الخطوات الكبرى، ونذر وقته لها، فأسس الشيخ معهد القضاء الشرعي، ومعهد حرس الشريعة، وكان يعد القضاة ويعلمهم ويدارسهم في أقضية الناس، ويباشر القضاء أيضاً، وتخرج عليه ثلة من القضاة وطلبة العلم، وأسس فيما بعد معهد الإمام الشافعي، ثم أسس فيما بعد جمعية الهدى الخيرية التي تعنى بالفقراء والأرامل والأيتام، بالإضافة إلى أعمال الدعوة والمساجد والتعليم، والتي طبع عن طريقها مئات الآلاف من النسخ باللغتين الروسية والشيشانية، وكان هذا دافعاً كبيراً للشيخ أبي عمر في التعمق في السياسة الشرعية، والدخول بها من الأطر التأصيلية إلى معايشة الواقع.
وظهرت آثار القيام بالشريعة في حياة الناس، فأمنوا على أموالهم وأعراضهم، وبنيت المساجد وكثر المصلون، وانتشرت حلق التعليم ومنع الفساد في بلد كانت تأكله الفوضى والعصابات والجهالة.
وكان وقته رحمه الله موزعاً بين التعليم، والإفتاء، والقضاء، والتأليف، والخطابة، والمشاركة في سياسة الدولة المسلمة، والمساندة لصف المجاهدين، والتعبد لله تعالى بالذكر والقيام.
واستمر الشيخ أبوعمر في عمله، مع ما عصف به من شدائد يقتضيها الطريق، وهي على شدتها أتاحت للشيخ معايشة للسياسة الشرعية في شقها السِّلْمي، وفي بناء الدولة، حتى قامت الحرب مرة الثانية.
وبقيام الحرب الشيشانية الثانية انخرط الشيخ أبو عمر في صفوف المجاهدين، بل في مقدمتهم، وكان مرتكزاً للمشورة والإفتاء، مما أتاح للشيخ معايشة جديدة للسياسة الشرعية في شقها الجهادي.
طفق الشيخ يحرض على الجهاد ودفع الصائل، وكاتب العلماء والمحسنين والمسلمين في العالم لدعم الجهاد، وكانت له عناية خاصة بجمع الكلمة وتأليف القلوب، فكان أحد المؤسسين وأبرز الداعمين لمجلس الشورى العسكري للمجاهدين في الشيشان، وظل منتقلاً مع المجاهدين في مختلف تضاريس الشيشان مذكراً ومثبتاً، ومرجعاً لهم في استفتاءاتهم، ومقاتلاً في صفوفهم.

(من حياة الشيخ العملية)
حرص الشيخ أبوعمر على توثيق صلاته بالعالم الإسلامي، وبعلماء الأمة الكبار، سواء في نقل الصورة الحقيقية لهم، أو مشاورتهم في نوازل المسائل، وكان في ذلك على قدر من التوقير والخلق؛ ولم يكن ممن يهاجم العلماء أو يغض من شأنهم ولو اختلف معهم، وكان همزة الوصل بين المجاهدين في الشيشان وبين علماء كثيرين؛ خاصة علماء الجزيرة العربية، والشيخ ابن عثيمين خصوصاً.
تميز الشيخ أبوعمر بالحرص على اتباع القرآن والسنة، علماً وعملاً، ويظهر من كتاباته كثرة استشهاداته بهما، مع عمق الاستدلال، وقد عرف حرصه على منهج السلف ومن سار مسيرهم، وكان كثير الإيراد لكلام شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحم الله الجميع.
كان رحمه الله في حياته -كما كان في أول عمره- على قدر كبير من الخلق، والعفة، والحياء وحفظ اللسان، وعلى جانب كبير من العبادة، ومداومة الذكر، وكان رغم أعبائه وامتلاء وقته من أهل قيام الليل، وتميز رحمه الله بالذكاء والفراسة، والشخصية القوية المهابة عند الجميع، على تواضع وحلم، وصبر وطول بال، وتأن في الفتوى وتأمل في القرارات، وكان كثير الصمت، هادئ الطبع، سهل المعاشرة، مع ما له من عزيمة وإصرار، وجد في العمل.
كانت للشيخ عناية خاصة بالجوانب الإعلامية، حيث أصدر عدداً من الصحف في أنحاء الشيشان، وأسس إذاعة لبث البرامج النافعة، وسعى في إطلاق قناة تلفزيونية على مستوى القوقاز.
كان للشيخ أثر ظاهر في ترشيد الجهاد وتوعية المجاهدين، والارتباط بمنهج السلف الصالح في العقيدة والأخلاق والسلوك، ساهم في توازن الجهاد الشيشاني، وحفظه من غوائل الغلو والانحراف الفكري.
جمع رحمه الله العلم والعمل، وجاهد بنفسه وماله ولسانه وقلمه، وأصيب في مواجهات كثيرة مع العدو، في مواضع كثيرة من جسمه، ألزمته الفراش في بعض المرات، وقد شارك في مسيرة "شاتوي" في حالة عصيبة من البرد ووعورة الطريق والحصار والقصف، مع معاناة الجرحى والمرضى، وجرت محاولات لاغتياله نجا منها، وهو يطلب الشهادة في مظانها حتى ظفر بها –نحسبه كذلك-.

(خاتمة)
قتل رحمه الله في شهر شوال عام 1426، بعد مواجهة مع العدو، مقبلاً غير مدبر، تقبله الله في الشهداء.
ويعد كتابه "السياسة الشرعية" من آخر ما كتب، وقد جعله بمثابة الوصية بعد موته، بعد تجربة ناضجة في العلم والعمل، وفي السياسة الشرعية سلمها وحربها، وفي التقلب بين الجندية والقيادة، ختمها بتوقيع من حبر دمه.


رحم الله أبا عمر، وتقبله في الشهداء، ونفع بهذا الكتاب مؤلفه وقارئه وناشره، والحمد لله رب العالمين.
مـــــــــــن كتاب الشيخ السيف(السياسة الشرعية)












عرض البوم صور حسين الهادي   رد مع اقتباس
 


(مشاهدة الكل الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 0
لا توجد مشاهدات من الأعضاء لهذا الموضوع من قبل.

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة زواج الشيخ المصلح بابنة الشيخ ابن عثيمين أمل السلطاني المكتبة الصوتية والمرئية 5 03-23-2012 01:09 AM
«آبل» تقدم اشتراكات في الصحف لمستخدمي «آي باد» الأناضول الكمبيوتر والجوال 12 09-17-2010 10:08 PM
ابناءالسلاطين (من الجفران) يتصدرون الصحف الملثم السلطاني الإعلام وَ التربية و التعليم 13 11-22-2009 08:08 AM
اخبار الصحف السعودية 22-11-1430 ابو سحايب الرياضة والسيارات 2 11-11-2009 10:37 PM
الزحف نحو مكة.... أبـو نــواف المنتدى الاسلإمي 12 05-20-2009 02:25 AM


الساعة الآن 11:28 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. diamond