أحبك يا أجمل النساء. أحبك ... أحبك . تمضي السنين وما زلت أشعر أمامك أنني طفل صغير، يجد الأمان في حضنك الحنون. أشتاق إليك، وكلما سرت في دروب الحياة، لجأت إليك أتغذى من حنانك. وأرتوي من مبادئك. وأستزيد من نور الحب والعطاء في داخلك.
يا أطيب النساء. يا كل الفرح. نكبر ونعتقد أننا نتعلم، ونصير أعمق فكرا وأكثر معرفة. ونكتشف أننا كلما تعمقنا أكثر، كلما اقتربنا من مبادئك التي علمتنا إياها، ببساطتها وعفويتها: اجعلوا قلوبكم بيضاء. لاتحقدوا على أحد. قابلوا الإساءة بالإحسان. أعطوا ولا تنتظروا المقابل. السعادة من الداخل، الخارج مجرد إضافات. الحب هو أن تحب الخير للجميع. تسامحوا فبقدر ما تتسامحوا بقدر ما تتسامح معكم الحياة. سؤالي كيف اختصرت مشوار الزمن، وأدركت كل هذا ونحن بعد في بدايات العمر?
أتأملك. وأستغرب كيف تملكين هذا العطاء الذي لاينتهي. وهذا الإيثار الذي يحزنني. فكل حياتك من أجل الآخرين. تقلقين من أجل هذا، وتفكرين في ذاك، وكأن الحياة بالنسبة لك سعادة من حولك. أقصى طموحاتك هي كيف ترسمين الابتسامة على وجوه من تحبين. وتنسين نفسك وكأنها كائن آخر. لو أن هذا الحب الذي في داخلك وزّع على البشرية، لعاش العالم بسلام.
أمي، أشتاق إليك. وأحن إلى تقبيل يديك. ما من إنسان يدخل السعادة إلى قلبي إلا حينما تحتضن عينَاي وهج نورك الوضاء. ما من شخص يفهمني ويشعر بي عداك. كل العلاقات الإنسانية تحتمل المتغيرات. ماعدا حب الأم فهو كحقيقة الشمس والسماء، لا يقبل الشك والتغيير.
أمي، أسير في مشوار الحياة وكلما قابلت منعطفا، أو فوجئت في أشخاص، عدت إلى غرسك الذي زرعته داخلي، ليعيد لي التفاؤل والثقة. و أواصل رحلتي بطاقة الحب والإيمان. أمي، اشتقت إليك، أحتاجك، فمعك يغرد الفرح وأشعر بالأمان.
اليوم الثامن:
كلما أردت الحديث عنك...
اكتشفت كم اللغة عاجزة
وكيف تسقط الكلمة مهزومة
أمام فيض طوفان المشاعر.
عـــزف الأمــنـــيـــات