كان عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-يمشي في الليل وهو يطوف ويتجول بين بيوت المسلمين, فسمع امرأةً تقول من الشعر:
]"تطاول هذا الليل واخضل جانبه ******** وارقني ان لا خليل ألاعبه"
"ألاعبه طوراً وطوراً كأنما ******** بدا قمراً في ظلمة الليل حاجبه"
"يسر به من كان يلهو بقربه****** لطيف الحشى لا تجتويه أقاربه"
"فو الله لولا الله لارب غيره ******** لحرك من هذا السرير جوانبه "
"مخافة ربي والحياء يصدني******** واكرام بعلي ان تنال مراكبه"
"ولكنني أخشى رقيباً موكلا******** بانفسنا لا يفتر الدهر كاتبه"
فقال عمر (ومالك)) ؟ فقالت: ذهب زوجي منذ أشهر إلى الجهاد وقد أشتقت إليه, قال: ((اردت سوءاً)) ؟ قالت : معاذ الله، قال : (فاملكي عليك نفسك ، فإنما هو البريد إليه). فبعث إلى زوجها ، ثم دخل على ابنته حفصه ،فقال: (( إني سائلك عن امر قد أهمني فافرجيه عني ، كم تشتاق المرأة إلى زوجها)) ؟
فخفضت رأسها واستحيت ، قال (( فإن الله لايستحي من الحق )) فأشارة بيدها ثلاثة أشهر ، وإلا فأربعة أشهر ، فكتب عمر بن الخطاب قانوناً ان لا تحبس الجيوش الإسلامية فوق أربعة أشهر . ((فسبحان الله ما أجلى وأصفى نفس الفاروق ، حينما يسمع امرأة تتألم على فراق زوجها ، فتكون أبيات هذه المرأة سببًا في تشريع حكم الجيوش الإسلامية ، وذلك بأن لايغيب المجاهد عن زوجته أكثر من أربعة أشهر.
........اللهم اغننا من حلالك عن حرامك وحفظنا وحفظ المسلمين من الفتن ........